ad a b
ad ad ad

قصة جمعية خيرية تركية تمول التنظيمات الإرهابية وتنتشر في أوروبا

الجمعة 29/مايو/2020 - 11:53 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

سيطرت الأفكار التوسعية على عقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتقدًا أن بإمكانه إعادة بناء إمبراطورية أجداده على خيرات الشعوب والدول العربية، متخذًا في سبيل ذلك الطرق والوسائل الممكنة كافة، ومن ضمنها الجمعيات الخيرية والتنظيمات الإرهابية.


قصة جمعية خيرية تركية

جمعيات في خدمة الإرهاب


أنشأ نظام «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا عددًا من المؤسسات وحول وجهة بعضها الآخر، والتي تتخذ في ظاهرها صورة جمعيات خيرية تقدم مساعدات للفقراء في دول العالم المختلفة، وفي باطنها تعمل كداعم لوجيستي للمؤسسات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة حول العالم، كما هو الحال مع مؤسسة «تيكا» وجمعية الدعم والتضامن مع الفقراء  Aid and Solidarity Association for the Poor.


وعلى الرغم من الواجهة الخيرية التي تتخذها المؤسسة، فإنها أصبحت من كبرى المنظمات الداعمة للإرهاب داخل تركيا وخارجها خلال الفترة الأخيرة، وذلك تحت مرأى ومسمع من المؤسسات التركية المختلفة.


ويقود المؤسسة التركية غير الحكومية إرهابي يدعى حسن سوسلو، نشط بصورة فعالة في سوريا إلى جانب ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، وسريلانكا وبوركينا فاسو واليمن وأفغانستان مساعدًا للجماعات التي تتبع تنظيمات إرهابية كالقاعدة وداعش.


قصة جمعية خيرية تركية

أموال مشبوهة


يتخذ «سوسلو» من مقاطعة أضنة التركية مقرًا له، إذ يستقبل من خلال مقر الجمعية الأموال والتبرعات من الداخل والخارج، ثم يقوم بتوجيهها إلى المنظمات والمؤسسات الإرهابية والداعمة للتطرف حول العالم.


وجاء اسم المؤسسة في أوراق مجلس التحقيق في الجرائم المالية التركية MASAK، 2018،  والذي أشار إلى أن قاتل السفير الروسي في تركيا، ديسمبر 2016، مولود ألتنطاش قدم دعمًا ماليًّا إلى جمعية الدعم والتضامن مع الفقراء بتاريخ 31 مارس 2016، أي قبل أشهر من تنفيذه عملية الاغتيال، وهو ما يشير إلى أن القاتل كان يتوافق في الرؤى مع جمعية الدعم والتضامن مع الفقراء ويجد أن ما تقوم به من دعم للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة في سوريا وغيرها من الدول أمر جيد ومناسب لأفكاره، لذا قرر دعمها بالمال.


خيوط العلاقة مع «داعش»


كان من الطبيعي أن تنشأ علاقة ما بين جمعية الدعم والتضامن مع الفقراء وتنظيم «داعش» الإرهابي المنتشر في سوريا، خصوصًا بعد أن قدم النظام الحاكم في تركيا دعمًا لوجيستيًّا وعسكريًّا واسعًا للتنظيم الإرهابي.


وجاء توطيد علاقة الجمعية مع التنظيم الإرهابي بعد أن انضم عضوها تحسين بايكارا، 24 عامًا، ـــ يعمل كإمام في قرية كايكيلار بمقاطعة كاناكالي، شمال غرب تركياــــ، إلى صفوف التنظيم الإرهابي، بعد أن حصل على إجازة في يونيو 2014.


ويعد بايكارا صديقًا مقربًا من حسن سوسلو رئيس الجمعية، إذ نشأ الاثنان في مقاطعة أضنة، وعملا معًا في الجمعية الخيرية، والتي كانت تقدم مساعدات للتنظيمات الإرهابية تحت مسمى دعم إنساني.


واعترف نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج، خلال جلسة مداولات حول الموازنة في البرلمان التركي عام 2015، بأن بايكارا انضم إلى تنظيم«داعش» في سوريا قائلًا: «لسوء الحظ تأكدنا من مشاركته مع تنظيم داعش، لقد أنهينا عمله الحكومي في يونيو 2014»، ولكن لم يجب أرينج عن التساؤلات حول علاقة الجمعية بالتنظيم الإرهابي.


قصة جمعية خيرية تركية

في أوروبا


ركز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة وجود أكبر عدد ممكن من المؤسسات الخيرية والتعليمية في الدول الأوروبية، كي تكون أدوات وأذرعًا لنظامه لتحقيق ما يريد، وهو ما سعت جمعية الدعم والتضامن مع الفقراء إلى تحقيقه، حيث عملت على جمع الأموال بصورة متزايدة في هولندا، عن طريق تكوين شراكة مع بعض الجمعيات التركية المواجدة هناك، وكان يتم نقل الأموال من هولندا إلى تركيا، ثم إلى تنظيم داعش في سوريا، وهو ما لفت أنظار السلطات الهولندية التي فتحت تحقيقًا مع ممثلي المؤسسة في هولندا.


كما دخلت جمعية الدعم والتضامن مع الفقراء في شراكة مع شركة Hilal-I Ummah e.V، وهي شركة في مدينة بريمن الألمانية، يقودها مجموعة من الأتراك الموجودين هناك، وتعلن أنها تقوم بعمليات خيرية لصالح المواطنين الألمان.


ونشر حسن سوسلو صورًا لتوقيع عقد الشراكة مع المجموعة الألمانية عبر حساباته الرسمية في موقعي Facebook وTwitter، وهو ما ساهم في معرفة طبيعة الشركة الألمانية على عكس الوضع في هولندا، وعلى الرغم من ذلك لم تتحرك السلطات الألمانية حتى الآن تجاه هذه الأزمة.


قصة جمعية خيرية تركية

تواصل غير معلن مع IHH


أراد "«حسن سوسلو» في البداية الانضمام إلى هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية IHH، إلا أنه أنشأ جمعية خاصة به، كي يستطع ممارسة عمله بالصورة التي يراها صحيحة، وعلى الرغم من أن العلاقة ما بين الهيئتين غير موجودة بصورة رسمية، لكنها موجودة بقوة بصورة غير رسمية.


ويتولى منسق عمليات IHH في سوريا «إرهان يمليك» عملية التنسيق ما بين الطرفين، بهدف تقديم دعم لوجيستي مناسب من خلالهما إلى التنظيمات الإرهابية، وإيصال المساعدات المقدمة من الطرفين إليهما.


وتعمل جمعية سوسلو على الترويج لمشروعات IHH خصوصًا في المناطق التي توجد بها تنظيمات إرهابية تابعة لداعش، مثل سوريا، وذلك من خلال إعادة نشرها عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وحث المواطنين على التبرع والمشاركة.


للمزيد: الإخوان في تركيا.. رحلة الخيانة تنتهي بالإفلاس وشبح كورونا

الكلمات المفتاحية

"