بعد معارك الشمال.. جنوب سوريا يشهد اغتيالات مخيفة لفصائل التسوية
الأحد 24/مايو/2020 - 06:38 م
آية عز
يشهد الجنوب السوري وبالتحديد محافظة درعا منذ مطلع مايو 2020، حالة من التوتر والانفلات الأمني؛ حيث يتعرض أهل المحافظة وقوات الجيش السوري وعناصر من القوات الروسية والإيرانية، لاغتيالات وحوادث خطف شبه يومية من قبل مجهولين، وذلك وفقًا لما جاء في وكالة الأنباء السورية الوطنية «سانا».
اغتيالات تل الخضر
وأكدت الوكالة السورية للأنباء، أن من أكثر المناطق التي تعرضت فيها قوات الجيش السوري لحوادث اغتيال خلال الأيام الماضية، منطقة «تل الخضر» المطل على مدينة «طفس».
وكانت آخر تلك الاغتيالات يوم الجمعة 15 مايو 2020، إذ اغتال مجهولون شقيقين أحدهما جندي في الجيش السوري على طريق (الغارية- المسيفرة).
وكان تسعة عناصر من قوى الأمن الداخلي قُتلوا بتاريخ الثالث عشر من مايو الجاري، في بلدة «المزيريب » بريف درعا، بعد اختطافهما على أيدي تلك الميليشيات المجهولة حتى الآن.
وأشارت سانا إلى أن الاغتيالات طالت أيضًا عناصر التسوية بشكل مخيف، فخلال الأسبوع الماضي فقط قتل نحو ثلاثة عناصر منهم.
فصائل التسوية
وفصائل التسوية هي مجموعة من الفصائل السورية المسلحة كانت منتشرة في محافظة درعا، وأبرمت خلال شهر يوليو 2018 اتفاق تسوية مع النظام السوري، من خلال جولات تفاوض مطولة جرت مع الجانب الروسي الذي كان ضامنًا لتلك الفصائل، وخلال الشهور السابقة وقبل إبرام الاتفاق جرت مناقشات كثيرة حول جدوى تلك التسوية وشروطها وبنودها.
وجاء في مقدمة الاتفاقية: «أنه باعتبار الجميع يسعى إلى طي صفحة الماضي بكل مآسيه وصولًا إلى مستقبل آمن، وبهدف بناء سوريا الجديدة التي تتسع لكل أبنائها، فإننا نقدم هذه الوثيقة الشاملة لتسوية أوضاع أبناء الجنوب السوري، على أن تعتبر هذه التسوية حقًا مشروعًا لكل مواطن سوري من الفئات التالية، وهي: عسكري منشق، سواء كان متطوعًا أو في الخدمة الإلزامية، ومدني مسلح، وناشط مدني، وموظفون حكوميون، واللاجئون، والمغتربون، وأعضاء النقابات المهنية، والعاملون في المنظمات والهيئات الإنسانية والإغاثية، والعاملون في الدفاع المدني، والموقوفون بسبب الأحداث، وأبناء المخيمات الفلسطينية، والإعلاميون، والمتخلفون عن الخدمة الإلزامية، والمتخلفون عن الاحتياط، إضافة إلى الطلاب المنقطعين عن الدراسة».
مواجهات حاسمة
في ظل التوترات الأمنية وعمليات الاغتيال التي يتعرض لها بالأخص جنود الجيش السوري الوطني، أرسل الجيش السوري صباح الجمعة 15 مايو 2020 تعزيزات أمنية مكثفة للمحافظة لحماية جنوده، وحماية المحافظة من القلق والتوتر الحادث بها، ذلك بحسب ما جاء في الموقع السوري «حرية برس» ووكالة «سانا».
وبالفعل شهدت المحافظة معركة عسكرية بين قوات الجيش وعدد من أبناء المحافظة المتورطين مع داعش، وذلك بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية السورية في درعا الأيام الماضية القبض على بعض الشباب السوري الموالي لداعش، وثبت تورطه في حوادث إرهابية، وعمليات اغتيال بحق جنود وظباط بالجيش السوري.
رفض الوجود الإيراني
وفي السياق ذاته، وضمن التوترات الأمنية التي تشهدها المحافظة، خرجت تظاهرات حاشدة من قبل أهالي درعا وبالتحديد مناطق «تل شهاب» و«سحم الجولان» و«الشجرة» و«حيط» و«الكراك الشرقي» للتنديد بالاغتيالات التي تحدث بحق أهالي المحافظة، وللتنديد بالوجود الإيراني وميليشيات حزب الله.
إذ اتهم المتظاهرون إيران وحزب الله في جميع التوترات الأمنية التي تحدث، بسبب أنها تقوم بتجنيد الشباب مقابل مبالغ مالية طائلة.
فتش عن المستفيد
وفي تصريح لـ«المرجع» قال ريان معروف، الناشط السياسي السوري، إن إيران هي المستفيد من كل هذه التوترات التي تحدث في درعا، لكي تحقق مصالحها الشخصية، ونشر المذهب الشيعي في الجنوب السوري، لتكون بهذا الأمر استطاعت التوغل في شرق سوريا عن طريق محافظة دير الزور، وكذلك جنوب سوريا عن طريق محافظة درعا.
وأكد ريان أن طهران المسؤولة عن هذه التوترات بسبب أنها جندت خلال العامين الماضيين عددًا كبيرًا من شباب المحافظة في صفوفها مقابل إغراءات وأموال طائلة ليحققوا أجندتها في المنطقة.





