ad a b
ad ad ad

على غرار «حصاد الأجناد».. «داعش» يستخدم إستراتيجية «الاستنفار المجهد» في العراق

الأربعاء 13/مايو/2020 - 11:46 م
المرجع
معاذ محمد
طباعة

كشف تنظيم «داعش» الإرهابي خلال الأسابيع الماضية، نشاطه في مناطق متفرقة بالعراق شملت محافظات «ديالي ودجلة وكركوك وصلاح الدين والأنبار ونينوى والجزيرة والفلوجة»، إذ نفذ مائة عملية تقريبًا بحسب صحيفة «النبأ» التابعة له، في عدديها «232 و233»، نتج عنها مقتل وإصابة 176 فردًا، ما يؤكد سعى التنظيم حاليًا إلى تطبيق إستراتيجية «الاستنفار المجهد»، على غرار «حصاد الأجناد» الذي أمر أتباعه بالعمل بها، عبر إصدار له فى أبريل 2019.


على غرار «حصاد الأجناد»..

ما الاستنفار المجهد؟


إستراتيجية «الاستنفار المجهد»، هي إجبار الخصم على الاستنفار كل الوقت في جميع المناطق، وإبقائه في حالة تأهب دائم، ما يساعد في إضعاف روحه المعنوية، وإجهاده ومن ثم انهياره.


ويحاول «داعش» في تلك الإستراتيجية، إشغال الخصم بالعمليات مهما كانت بسيطة، وعدم السماح له بالراحة، مع تغيير تواترها من حيث الزمن والشدة، لإبقائه في حالة صدمة دائمة، وغير قادر على توقع مكان وزمان الهجمات المقبلة.


وتحت عنوان: «الاستنفار المجهد هدف للمجاهدين أيضًا»، قدمت صحيفة «النبأ» الأسبوعية التابعة للتنظيم، في عددها رقم 213، الصادر نوفمبر 2019، وصفًا مفصلًا لهذا التكتيك، موضحةً أنها تتمثل في «تحضير المجاهدين لضرباتهم برصد مواقع العدو، وتحديد طريقة ضربه، ثم الانسحاب إلى أماكن آمنة، للاستراحة وتهيئة أنفسهم لضربة تالية».


وتعمل هذه الإستراتيجية، وفقًا لأسلوب حرب العصابات، الذي يتضمن تنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة وسيارات مفخخة، بالإضافة إلى استهداف مواقع اقتصادية ومحاصيل زراعية وموارد الطاقة، وهو ما فعله التنظيم منذ ملامح عودته الأيام الماضية، مستغلًا انشغال الحكومات بانتشار وباء كورونا المستجد.


وعلى الرغم من إطلاق القوات العراقية، عملية «أسود الصحراء»، خلال الأيام الماضية، لتتبع عناصر التنظيم في عدد من المحافظات، فإن الباحث العراقي «هشام الهاشمي»، اعتبر أنها مجرد ردة فعل اعتبارية أو استعراضية، مؤكدًا في تصريح لـ«المرجع» أنها لن تؤدي إلى إزالة أو اجتثاث الإرهاب من جذوره، ولن تمنع من عمليات التنظيم مرة أخرى.


للمزيد.. العراق يطلق «أسود الصحراء» لملاحقة داعش.. وباحث: فرص الانتصار ضعيفة


وتتشابه إستراتيجية «الاستنفار المجهد»، التي يحاول تنظيم «داعش» اتباعها وتطبيقها حاليًا، إلى حد كبير مع التي نفذها من قبل تحت مسمى «حصاد الأجناد»، والتي أمر أتباعه بالعمل بها في إصدار سابق، أبريل 2019، وركزت على إحداث أكبر خسائر في صفوف القوات العراقية النظامية وقوات الحشدين الشعبي الشيعي والعشائري السني، حتى تنهار تلك القوات، ويعود التنظيم لمهاجمة السجون التي يحتجز فيها عناصره، ومن ثم السيطرة على المدن العراقية، كما حدث في عام 2014.


على غرار «حصاد الأجناد»..

محاولة كسب البيعة


ويسعى تنظيم «داعش» من خلال عملياته وصحيفته «النبأ» وعدد من الإصدارات، إلى التأكيد على أن التنظيم سيمتلك الأراضي التي فقدها في 2017 في العراق مرة أخرى، لمحاولة كسب البيعة من قبل فروع تنظيم «القاعدة» وعناصرهم، وما تعرف بهيئة تحرير الشام وحركة «طالبان» الأفغانية، للزعيم الجديد لداعش «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي»، عبر الترويج بأنه الطرف الجهادي الوحيد في العالم، خصوصًا بعدما أكد في إصدار مرئي له يحمل عنوان «معذرة إلى ربكم» أنهم «أصبحوا يتعاونون مع الطواغيت»، بحسب وصفهم، وأنه لم يعد يدافع عن قضايا الأمة غيرهم، بحسب ما جاء في الإصدار.


للمزيد.. بعقيدة فاسدة وتشويه للدين.. هكذا زادت عمليات «داعش» الإرهابية في رمضان

"