محمد نصر.. الإخواني «الأكاديمي» مؤسس «كتائب الفرقان»
تطرق المسلسل الدرامي المصري "الاختيار" الذي عرض خلال شهر رمضان 1441هـ /2020م، ويقدم قصة حياة العقيد أركان حرب الشهيد أحمد صابر المنسي، وعدد من القيادات الإرهابية التي اعتلت المشهد خلال حكم جماعة الإخوان 2012 وعقب سقوطها.
ومن بين تلك الشخصيات التي حل ذكرها كان "محمد نصر" مؤسس ما تعرف بجماعة "كتائب الفرقان"، التي أعلنت عن وجودها عقب فض اعتصام رابعة العدوية المسلح، باستهداف حدى السفن العابرة بقناة السويس بقذيفة "آر بى جيه".
جاء "محمد نصر" من منصب مرموق لا يقول إن له
علاقة بالفكر الجهادي، إذ عمل مدرسًا بكلية الزراعة جامعة قناة السويس وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة التي قُدمت بالجامعة.
ظهرت الميول التكفيرية على نصر المولود بالعريش والمنتمي لجماعة الإخوان في 2007،
ليعتقل على أثرها إلا أنه أفرج عنه في غضون أربعة أشهر فقط.
ومنذ عام 2007 وحتى 2011
قضى "نصر" أيامه محتفظًا بفكره التكفيري، إلى أن سنحت له الفرصة مع اندلاع أحداث 25 يناير ليظهر
ضمن المجموعة الملتفة حول المرشح الرئاسي الإسلامى "حازم صلاح أبو إسماعيل".
عُرف "نصر" في ذلك الوقت كمتحدث باسم حركة
"حازمون"، وتعرف خلال مشاركته في حملة تأييد "أبو إسماعيل" على الرجل الثاني بتنظيمه كتائب الفرقان، المدعو "هانى مصطفى أمين عامر".
وعن علاقة "نصر" و"هاني" روي الأخير خلال التحقيقات معه: "قبل الانتخابات
الرئاسية بأيام حدث خلاف بين نصر و"أبوإسماعيل"، فأسسنا سويا خلية كتائب الفرقان، حيث
قام التنظيم فى بدايته على أساس دعوي تربي وتولينا إدارة جميع الخلايا العنقودية المنبثقة
منه بجميع أنحاء الجمهورية، وركزنا في بداية دعوتنا على أعضاء حملة (حازمون) وكونا
منهم مجموعة سميناها مجموعة الدعوة الفردية لضم الأعضاء الجدد".
وتدريجيًّا قرر "نصر" تحويل أفكار تنظيمهم من
الدعوة إلى التدريب وحمل السلاح، على اعتباره إن الحكم القائم لجماعة الإخوان غير
شرعي، وعلى ذلك استغل نصر علاقته بعناصر من حركة حماس للحصول على السلاح وتدريب
العناصر التي عاد بها بعد ذلك عبر الأنفاق إلى سيناء لاستهداف عناصر الشرطة
والجيش.
وعقب العودة شكل "هانى" مع "نصر" هيكل تنظيم الكتائب بعدة محافظات، الأولى أطلقوا عليها مجلس شورى الدعوة،
وكان مركزها العريش وتولى مسؤوليتها نصر، والثانية بالإسماعيلية وتولى هانى عامر مسؤوليتها،
والثالثة بالجيزة، والرابعة بالمعادى.
وخلال تلك الفترة بدأ "نصر" في توجيه عناصره
للكتاب التي يريد إقامة تنظيمه عليه، فجاء كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب منظر الإخوان على رأس
هذه المراجع.
ومثل فض اعتصام رابعة العدوية المسلح نقطة تحول مهمة في مسيرة التنظيم، إذ قرر "نصر" على أثره البدء في تنفيذ عمليات إرهابية فاختار استهداف
السفن العابرة بقناة السويس وسيلة للإعلان عن تنظيمه.
لم ينته الأمر عند ذلك، إذ التقى أيضًا بتوفيق فريج زيادة، زعيم تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، وأقنعه فريج بدمج التنظيمين معًا، بشرط أن تقوم "بيت المقدس" بعدة عمليات تنسبها لخلية "كتائب الفرقان"، ثم تعلن بعدها اندماج الجماعتين، حتى يكون لذلك صدى إعلامي كبير.
وافق محمد نصر،
على شرط توفيق، إلا أنه اشترط على الأخير، أن يتولى إدارة التربية بالجماعة، وأن يكون
عضوًا في مجلس شورى التنظيم، وأن يحصل على منصب قيادي.
وبعد دمج الكيانين والإعلان عن ذلك كلف "نصر" بقيادة فرع التنظيم في المنطقة الغربية حيث الواحات، إلا أن قوات الأمن تتبعت وجودهم واستهدفته، لتقتل تسعة، وتلقى القبض على آخرين، لم يكن من بينهم محمد نصر.
صدر حكم بالإعدام على "نصر" عن المحكمة العسكرية في نوفمبر 2017، في قضية عرفت بـ" كتائب بيت المقدس 3" والتي تحمل رقم 2 شرق عسكرية لسنة 2016.





