إغاثة وحقوق وحريات.. أقنعة إنسانية على وجه أردوغان لدعم الإرهاب
تسيطر الأفكار الاستعمارية والتوسعية على فكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ وصوله إلى السلطة، فما يدفعه لهذا السلوك أوهام أكبر من مجرد سياسة خارجية شاذة تضرب بكل القوانين عرض الحائط، إذ أن أحلام الرئيس في إحياء الخلافة العثمانية، أصعب من أن يتنازل عنها.
ووجد أردوغان في بعض جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية خير معين ومساعد له لتحقيق أهدافه، سواء إخوان الدول المحيطة مثل سوريا، أو البعيدة جغرافيًا كاليمن. وليبيا.
مع انقلاب ميليشيا الحوثي، الذراع العسكرية والسياسية لنظام الملالي في اليمن، على الشرعية ومحاولة سرقة الحراك الشعبي الشبابي في البلاد، تحقيقًا لطموحات طهران في التواجد بقوة في منطقة الخليج العربي، اشتعلت الأحداث في اليمن، حتى تحول من اليمن السعيد إلى اليمن التعيس، وهو ما استدعى تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لحماية الشعب اليمني والشرعية بالبلاد.
ومع بداية الأزمة، وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب التحالف العربي بصورة علنية.
حيث أكد أردوغان في حوار مع قناة فرانس 24 الفرنسية، مارس 2015، عن دعم بلاده السياسي واللوجيستي للعمليات التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، مطالبًا «إيران والمنظمات الإرهابية الأخرى الداعمة للحوثي بالانسحاب»، وفقًا لتصريحاته.
أردوغان والملالي
واتهم الرئيس التركي نظام الملالي بأن له أهدافًا خبيثة؛ حيث تهدف لزيادة نفوذها والتوسع داخل الدول العربية عبر أذرعه بصورة طائفية؛ قائلًا «تم التأكيد من الجانب الإيراني على الجانب الطائفي، يريدون أن يملأوا الفراغ الذي ستتركه داعش».
- انقلاب مفاجئ
رغم المساندة العلنية التركية للتحالف العربي لدعم الشرعية، فإن أذرعها الإرهابية في اليمن لم تكن في نفس الاتجاه، حيث ساندت جماعة الإخوان الإرهابية ممثلة في حزب الإصلاح ميليشيا الحوثي، حيث ساعدتها عن طريق تسليم معسكرات لقوات الحوثي بما تضمه من عتاد، إضافة إلى تجميل صورة الحوثي شعبيًا عن طريق مبادرات ومقترحات للحل السياسي، مكنت الميليشيا الإيرانية من إعادة السيطرة على بعض المحافظات مثل تعز.
ولم يستمر الموقف العلني التركي الداعم كثيرًا، حيث تحولت أنقرة إلى دعم من أسمتهم بالعناصر الإرهابية سابقًا، وبدلًا من مطالبها لنظام الملالي بضرورة الخروج من اليمن، عملت تركيا على دعم الأهداف الإيرانية في صنعاء.
وتسعى تركيا إلى تأمين موطئ قدم لها في منطقة باب المندب والضفة الشرقية للبحر الأحمر بصورة كاملة، وهو ما يخدم أهدافها التوسعية، ويساعدها في التأثير على بعض الملفات السياسية الأخرى التي ورط أردوغان بلاده بها.
ووفقًا لتقرير نشره موقع أحوال تركية، مارس 2020، فإن أنقرة عملت على تهريب كميات كبيرة من السلاح إلى اليمن عبر الموانئ التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، وتم استخدامها في عمليات واسعة النطاق لاغتيال شخصيات أمنية وسياسية معارضة للحوثي بالبلاد.
كما وفرت أنقرة ملاذًا آمنًا لأفراد تابعين لجماعة الإخوان الإرهابية باليمن، وبعضهم متهم في تنفيذ اغتيالات وتفجيرات داخل البلاد، مثل منفذي تفجير مسجد دار الرئاسة، وهو التفجير الذي استهدف الرئيس اليمني المعزول على عبد الله صالح، وبعضهم مدرج على قوائم الإرهاب الصادرة من وزارة الخزانة الأمريكية.
-
تعرف هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية نفسها عبر موقعها الإلكتروني بأنها «تعمل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات IHH، للوصول إلى مناطق الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية في شتى أنحاء العالم، لإغاثة الضحايا والمضطهدين، وتقديم المساعدات للمحتاجين والمشردين، وذلك دون أي تمييز بين دين أو عرق أو لغة أو قومية؛ انطلاقًا من مبدأ نشر وحماية حقوق الإنسان وحرياته. وقد بدأت الهيئة نشاطها على نحو طوعيّ، واستمر الأمر كذلك إلى أن اكتسبت طابَعَها المؤسساتي عام 1995، فكانت على مَرِّ السنين جسرًا إنسانيًا، يتنطلق من تركيا ويصل إلى 135 بلداً في 5 قارات».
وعلى الرغم من الطابع التطوعي والخيري الذي قامت عليه الهيئة التركية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حولها إلى أداة إرهابية تساعده في تحقيق أهدافه وطموحاته.
حيث أرسل عددًا من ضباط الاستخبارات التركية إلى اليمن عبر منفذ شحن الحدودي في محافظات المهرة، بهدف الانتشار في مدن مأرب وشبوة، بهدف دراسة الأوضاع في المحافظات التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان الإرهابي في البلاد، بهدف استغلال مقدراتها الاقتصادية لصالح تركيا، مثل الموانئ والمطارات والنفط والغاز.
للمزيد: مخالب القاعدة.. قلق متزايد من تصاعد الإرهاب في كشمير





