العراق.. حكومة «الكاظمي» في مواجهة «داعش» وسلاح الميليشيات
مع منح مجلس النواب العراقي الثقة لحكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، ليكون الثالث الذي يُكلّف بتشكيل حكومة منذ استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في نوفمبر 2019، تثار التساؤلات حول التحديات التي يواجهها «الكاظمي»، خاصةً مع بروز تنظيم «داعش» مجددًا، بالتوازي مع صعود دور الحشد الشعبي الشيعي في محاربة التنظيم.
دعم أمريكي وعربي للكاظمي
أكدت السفارة الأمريكية في العراق، فى بيان لها الخميس 7 مايو، استمرار واشنطن في دعم الحكومة العراقية الجديدة لمكافحة فيروس كورونا، وتحقيق النصر الشامل على تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأكدت السفارة، في بيان أوردته قناة «السومرية نيوز» العراقية، تقديم الدعم إلى «الكاظمي» والشعب العراقي؛ لمكافحة جائحة «كوفيد-19»، وتحقيق نصر شامل على تنظيم داعش، وتوفير المساعدة الإنسانية، وتحقيق الاستقرار للنازحين والمناطق المحررة.
وعلى الصعيد العربي، رحب الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، في تصريح له، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها العراق؛ مشددًا على أن أمن العراق واستقراره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
قطع الإمدادات عن داعش
فجر الثلاثاء 5 مايو الجاري، أحبطت قوات الحشد الشعبي هجومًا لـ«داعش» في «جرف الصخر» جنوب بغداد، وفي سامراء، وقصفت عددًا من نقاط تمركز مسلحي التنظيم في تكريت.
وذكرت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء، أن مدفعية اللواء 21 بالحشد، قصفت تجمعًا لتنظيم «داعش» بمنطقة «حقول علاس» في محافظة صلاح الدين؛ مشيرةً إلى أن أعمدة الدخان تصاعدت من الموقع المستهدف.
فيما كشفت قيادة العمليات المشتركة، الأربعاء 6 مايو 2020، عن نتائج العمليات العسكرية الجارية لملاحقة فلول «داعش»، مبينةً أن عمليات «أسود الصحراء» نجحت في قطع الإمداد بين محافظات صلاح الدين والأنبار والموصل.
وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي: إن العمليات الإرهابية لتنظيم «داعش» ازدادت في الآونة الأخيرة لسبب مهم، وهو تمكن القوات الأمنية من الوصول إلى مواقع انطلاقها، وتجفيف منابع الإرهاب، مضيفًا أن الهجمات الإرهابية غير مؤثرة على الوضع الأمني بشكل عام، كون القوات الأمنية مستعدة لمواجهة ودحر التنظيم الإرهابي بشكل ممتاز.
داعش ينشط
في تعليق لها الأربعاء 6 مايو، قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية: إن قرابة 3000 مسلح من تنظيم داعش ما زالوا ينشطون شمال شرق العراق، وأن التنظيم أعاد تكوين خلايا تابعة له في المناطق المحررة من المسلحين العائدين من سوريا، وقد تسللوا عبر الحدود التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر في الصحراء، وأضافت أنه منذ نهاية شهر مارس الماضي، لوحظت عودة لافتة إلى نشاط هذه الخلايا في محافظة الأنبار على طول الحدود مع الأردن وسوريا.
وعلى نفس الصعيد حذر «مركز السياسة الدولية الأمريكي»، في تقرير له الأربعاء 6 مايو، من أن تنظيم «داعش» قادرٌ رغم هزيمته، على شن حرب استنزاف في المدن والريف العراقي، وأبرزت تحركاته خلال الأشهر الأخيرة في العراق مرونة وديناميكية التنظيم الذي لايزال قادرًا على العمل بحرية في البلدات والقرى العراقية.
وأضاف المركز أن تلك الهجمات تظهر فهم «داعش» للبيئة العراقية، واستغلاله الصراع السياسي والضعف الاقتصادي والبيئة الأمنية الهشة، وقد استغل «داعش» التطورات الأخيرة في البلاد كفرص سانحة لشنِّ عملياته الإرهابية، لاسيما في ظل الاحتجاجات واسعة النطاق التي اندلعت في أكتوبر 2019، واستقالة الحكومة العراقية.
حكومة في ظروف ثورية
ويقول محمد عبادي، الباحث في الشأن الإيراني، في تصريح لـ«المرجع»: إن الانتصارات المتتالية على تنظيم «داعش»، من قبل التحالف الدولي والحكومة العراقية بمشاركة الحشد الشعبي والولايات المتحدة، نجحت في طرد خلايا التنظيم من المحافظات التي احتلها، وعلى رأسها الموصل، وكانت الصحراء حينها ملاذًا له عندما تم طرده.
وأضاف «عبادي» أن حكومة «الكاظمي» جاءت في ظرف ثورية بعد إقالة عادل عبدالمهدي، ولذا فمن المتوقع أن تخضع هذه الحكومة لجزء من المساءلة الشعبية، فاللعبة كما هي في العراق، فهناك محاصصة طائفية، وأوزان نسبية للميليشيات والأحزاب؛ لكن الجديد أن الشعب أصبح في المعادلة الجديدة، لذلك ستوجد دعوات لحكومة الكاظمي تحديدًا لحصر السلاح من الميليشيات، وهذه الدعوات بالطبع لا تروق لإيران، فهي التي قدمت الكثير من التضحيات على مدار السنوات الماضية إلى أن تم طرد داعش من المدن العراقية.
ويرى الباحث أن نفوذ إيران داخل العراق جزء منه سياسي مع الحكومة، وآخر كبير من الميليشيات، فإذا تم حصر سلاح هذه الميليشيات بيد الدولة، سيقلل هذا من نفوذ إيران داخل العراق، وهناك بعض الآراء تقول إن عودة «داعش» مجددًا يصب في مصلحة إيران؛ حتى توظف هذا الحدث تعاظم نفوذها على الأراضي العراقية.
كيفية مواجهة التحدي الداعشي
أما عن كيفية مواجهة حكومة «الكاظمي» تحدي «داعش» على الأراضي العراقية، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلاموية، لـ«المرجع»: إنه لا يعتقد أن الحكومة الجديدة لديها ما تستطيع به خوض هذا التحدي؛ لأن مواجهة «داعش» يلزمها حزمة من الإجراءات المترابطة في اتجاهات عدة، وعلى رأسها تحسين الاقتصاد، والقضاء على الفساد، ومنع نهب الثروة من خلال وكلاء إيران بالعراق.
علاوة على تحسين الأداء السياسي، وتمثيل مختلف أطياف المجتمع العراقي، وإيصال الحقوق لأصحابها، والتوزيع العادل للثروة، ويأتي الأداء الأمني مكملًا لهذا كله وليس بديلًا عنه، أما اعتماد «الكاظمي» على العامل الأمني والمواجهات العسكرية فقط، فهذا ينم عن فشل ذريع أمام خطر داعش الداهم.
وللمزيد.. تفاؤلٌ حذر.. الدوافع الإيرانية لتأييد مصطفى الكاظمي في العراق





