ad a b
ad ad ad

«حزب المجاهدين».. مقتل القيادات الإرهابية يشعل «صراع الادعاءات» بين الهند وباكستان

السبت 09/مايو/2020 - 05:06 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في خضم المعارك المتصاعدة في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، أعلنت السلطات الهندية مساء الأربعاء 6 مايو 2020، تصفية قائد «حزب المجاهدين»، «رياض نايكو»، بجنوب كشمير، في ضربة كبيرة لجماعات التطرف في المنطقة؛ إذ يعرف الحزب بأنه من أكبر وأخطر المجموعات الإرهابية في المنطقة.


وأعربت السلطات الهندية عبر وسائل الإعلام المحلية عن تقديرها للقوة المسلحة التي نفذت العملية؛ انتقامًا للهجوم الإرهابي الذي قتل خلاله عناصر من الجيش الهندي في 3 مايو 2020، في قرية تشانغيمولا في هاندوارار بشمال كشمير.


«حزب المجاهدين»..

حزب المجاهدين وقائدهم

يعد حزب المجاهدين من أكبر الجماعات الإرهابية في كشمير، والتي تقاتل من أجل فصل الإقليم لصالح حكومة باكستان، معتبرة الهند من الدول الكافرة - وفقًا لمعتقداتهم- وتأسس التنظيم بين عامي 1989 و1990، على يد محمد إحسان دار؛ لتكون يدًا عسكرية للجماعة الإسلامية في باكستان، وفقًا لمعهد دراسات السلام والصراع.


تورط الحزب في عمليات متعددة ضد التمركزات العسكرية الهندية، وشكل أداة لزعزعة استقرارها، عبر كونه مجرد ذراع مسلح لجماعة بأغراض سياسية انفصالية، فضلًا عن تعاونه مع المجموعات الإرهابية ذات التوجه لتحقيق الغرض نفسه، ومن ثم وضعته الهند والولايات المتحدة الأمريكية على لائحة الإرهاب.


أما «رياض نايكو» الذي تصدر زعامة الجماعة في 2016، عقب مقتل الزعيم السابق، فكانت السلطات الهندية تعتبره من العناصر الخطيرة في كشمير، فكان بحسب «إيكونوميك تايمز»، يعمل مدرسًا لمادة الرياضيات قبل تحوله للعمل المسلح بعد احتجازه من السلطات في 2012، ويبلغ من العمر 35 عامًا.


«حزب المجاهدين»..

مآلات الصراع في كشمير

من المؤكد أن مقتل زعيم حزب المجاهدين، سيؤثر على أوضاع القتال في المنطقة المشتعلة بالفعل، فهو من جهة يعد تعطيلًا لليد المسلحة السياسية التي تعبث بالمنطقة، ومن جهة أخرى متغير ستعول عليه الحكومة الهندية مبررات تدخلها في المنطقة.


وبحسب باكستان، فإن القتال الذي تشنه الهند مؤخرًا على الإقليم ما هو إلا استغلال لعزلة كورونا؛ من أجل تنفيذ جرائم حرب، ولكن تصفية إرهابي مطلوب على السجلات الأمنية، صادر ضده حوالي 12 حكمًا قضائيًّا لتهم متطرفة، هو أمر قد يعضد رواية الهند؛ ما سيؤجج حتمًا الصراع بين البلدين النووين.


وهذه الضربة من شأنها أن تربك حسابات الإرهابيين في المنطقة، وتزيد من عمليات الكر والفر، كما ستضعف «حزب المجاهدين» نفسه، حتى تنصيب أمير جديد للجماعة، ومن جهته، أصدر تنظيم القاعدة منذ أيام بيانًا رسميًّا عبر وسائله الإعلامية؛ لحث المسلمين للقتال ضد الهند، متهمًا إياها باضطهاد الدين الإسلامي وأتباعه.


من جانبها، تعتقد أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والباحثة المختصة في الشأن الأسيوي، «نورهان الشيخ»، بأن باكستان تلعب بورقة الجماعات الإرهابية عبر وصفهم خطأ، بأنهم حركات تحرر ضد الهند، متغافلةً عن الهجمات الإرهابية التي ينفذوها، مؤكدةً في تصريح سابق لـ«المرجع»، أن التصعيد الأخير بأغلب مواقفه يوضح ضعف موقف «إسلام آباد»، مقابل موقف الهند في حقها في حماية مصالحها الأمنية والسياسية أيضًا.


وفي تصريحات صحفية، أشار الباحث في العلاقات الدولية، «أحمد سيد أحمد» إلى أن كشمير هي صفحة صراع طويلة بين البلدين، وتسعى الأقاليم المجاورة إلى زيادة تأجيجه، لافتًا إلى أن المصالح السياسية والاقتصادية والإستراتيجية هي المحرك الأول لهذا الصراع، وبالأخص ملف الموارد المائية للإقليم.


المزيد.. أزمة كشمير.. نحو تصعيد جديد يعقده صراع مصالح دولي 

"