أسرار تلاعب «الإخوان» بأزمة العالقين في الوقيعة بين الدول العربية
لا تدخر جماعة الإخوان وسعًا في استغلال أي موقف؛ من أجل الوقيعة بين الدول العربية، خاصة تلك التي تكون مصر طرفًا فيها، ومن أبرز الأحداث جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وأغلقت المطارات الدولية، وأدت إلى تعطل رحلات الطيران حول العالم.
ومن المعروف أن هناك آلاف المصريين العاملين في الخارج؛ خاصة دول الخليج العربي، وبينها دولة الكويت التي أصدرت عددًا من القرارات المبكرة؛ كغيرها من دول العالم للتعامل مع أزمة الفيروس التاجي، إلا أن جماعة الإخوان كان لها موقف آخر، وهو الإصرار على استغلال أي قرار تتخذه دولة الكويت مع العمالة الأجنبية للوقيعة بينها وبين مصر.
حملة تشويه
بدأت جماعة الإخوان وأبواقها الإعلامية حملتها للوقيعة بين البلدين الشقيقين مصر والكويت في وقت مبكر منذ اندلاع أزمة كورونا عالميًّا، في محاولة منها لإثبات أن أي قرار يخص العمالة الأجنبية في الكويت المقصود به العمالة المصرية وحدها دون غيرها.
وتضمنت الحملة استغلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للموالين للجماعة، وبعض الشخصيات العامة ذات الميول الإخوانية بالكويت للهجوم على مصر، والادعاء أنها تتجاهل أوضاع مواطنيها في الكويت، ومن ناحية أخرى اجتزاء بعض المشاهد المصورة لأوضاع العمالة المخالفة في الكويت، على اعتبار أن الكويت تتعمد إذلال العمالة المصرية، عبر أسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي، وشخصيات معادية للدولتين، كان أبرزها شخصية الكويتي «مبارك البغيلي» الذي كتب سلسلة تغريدات تحمل الإساءة لمصر، ساهم الإخوان في نشرها وترويجها على أوسع نطاق عبر منابرهم الإعلامية للوقيعة بين الشعبين المصري والكويتي.
تشويه وتدليس
وشملت الخطة الإعلامية أيضًا استغلال بعض تصريحات الشخصيات العامة الكويتية التي تتحدث عن أزمة كورونا، وعلاقتها بسماسرة العمالة، وتصويرها على أنها تخص مصر، بينها تصريحات للفنانة الكويتية الشهيرة حياة الفهد، التي وجهت انتقادات لاذعة لوضع العمالة الأجنبية غير القانونية في الكويت بصفة عامة، وتم اجتزاء تصريحاتها وترويجها عبر منابر الجماعة على أنها موجهة لمصر، الأمر الذي دعا «الفهد» لنفي ذلك تمامًا، وقالت في تصريحات نشرتها وسائل إعلام كويتية ومصرية: أنا تعلمت الفن من المصريين، ومن علمونا ودرسوا لنا مصريين.. كافة حبايبنا من المصريين، مضيفة: لا ألوم العمالة التي تعمل بالكويت خارج إطار القانون، ولكن تقصد تجار الإقامات.
وأضافت الفنانة الكويتية، أنها لم يخطر على بالها أن تسيء إلى مصر أو أي دولة عربية، مشددة على أن الكويت لا تستطيع أن تستغني عن أي من العمالة لديها، وأن تصريحاتها تم اجتزاؤها بهدف الإساءة لمصر.
تشويه الحقائق
روجت منابر جماعة الإخوان، أنباء حول أن دولة الكويت أصدرت قرارًا لإجلاء المصريين العالقين على نفقتها، وأن مصر طلبت 600 دينار كويتي من الحكومة الكويتية مقابل كل مصري عائد، وزعمت أبواق الجماعة أن الكويت قبلت بهذا الإجراء نتيجة تخاذل الدولة المصرية، وعجزها عن إعادة مواطنيها العالقين في الكويت، وأن هذا التصرف الكويتي، يأتي في إطار رفض وجود العمالة المصرية في الكويت، باعتبارهم مصدرًا لنقل العدوى بفيروس كورونا، الأمر الذي أشعل حربًا كلامية بين المصريين والكويتيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أن القرار الكويتي لم يكن خاصًا بالعمالة المصرية وحدها، ولا بالعمالة الأجنبية بصفة عامة، لكن لمن انتهت إقامتهم الشرعية في البلاد من جميع أنحاء العالم.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي أنس الصالح، أصدر قرارًا في 30 مارس 2020، يقضي بالسماح لمخالفي قانون الإقامة من جميع الجنسيات بمغادرة البلاد، دون دفع أي غرامات مالية مترتبة عليهم، وكذلك دون تحمل تكاليف السفر وتذاكر الطيران، مع إمكانية عودتهم للبلاد مرة أخرى.
ردود فعل رسمية
في التاسع من أبريل 2020، أجرى وزير الخارجية الكويتي أحمد الناصر الصباح اتصالًا هاتفيًّا مع نظيره المصري سامح شكري، بحث فيه الجانبان العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأعرب الوزيران عن عدم ارتياحهما ورفضهما التام للمحاولات المسيئة والهادفة إلى المساس بهذه العلاقات أو التطاول على مرتكزاتها، مؤكدين أن ما يجمع الشعبين من أواصر الأخوة أقوى من أن تنال منه مثل هذه المحاولات التي لا تعكس مشاعر الأخوة والمصير المشترك بينهما.
للمزيد: رائد الحقد والتزييف.. إعلام الإخوان يفشل في التحريض على الدولة المصرية





