بالكتائب الإخوانية الإلكترونية.. تركيا وقطر تنشران الفوضى في السودان

على مدار الأسابيع الماضية، انتهجت جماعة الإخوان الإرهابية ومن خلفها تركيا وقطر، سياسات مناهضة للثورة السودانية التي أطاحت بالجماعة من المشهد السياسي، من أبرزها إطلاق ذراع إلكترونية تُثير المشاحنات وتنشر الشائعات بين الشعب باختلاف طوائفه وانتماءاته.
ومنذ أن نجحت عملية الوفاق السياسي في السودان بين قوى الحرية والتغيير من ناحية، والمجلس العسكري من ناحية أخرى، بدأت الكتائب الإخوانية الإلكترونية، حملة مُمنهجة تروج من خلالها لشائعات هدفها الوقيعة بين المكونات السياسية السودانية؛ إلا أن أهل السودان كانوا على درجة عالية من الوعي لكشف زيف الجماعة المدعومة قطريًّا وتركيًّا.

سموم إخوانية
بدوره، قال الدكتور محمد عزالدين، الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية: إن الإخوان سواء يعملون تحت راية التنظيم الدولي للجماعة، أو منفردين مثل الحالة السودانية، فإنهم لا يعيشون إلا في حالة الفوضى والاضطرابات السياسية والأمنية، لذا يسعون دائما لإثارة القلاقل وإشعال الفتن، بالتفرقة بين المؤسسات الكبيرة الوطنية مثل الجيش والشرطة والقضاء، وكذلك بين الأحزاب وبعضها البعض.
وأوضح «عزالدين» في تصريح لـ«المرجع»، أن الإخوان في السودان لعبوا على وتر الاستقطاب السياسي لتفرقة الشعب عن بعضه؛ حيث استغنوا عن جنوب السودان بكل سهولة وقسموا السودان إلى جزئين، وكانوا يسعون أيضًا إلى التفرقة ما بين غرب السودان وجسد السودان ككل، مضيفًا: «المجلس العسكري السوداني أيضًا لم يسلم من تواطؤ الإخوان وتخطيطاتهم السيئة».
وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية في السودان، تعدّ كيانًا قويًّا يحافظ على بقية مؤسسات الدولة، والشعب السوداني يريد أن يتأكد أنه لا يوجد أي فصيل تابع للإخوان داخل الجيش، مؤكدًا أن الجماعة تسعى للوقيعة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، من خلال اختراق قوات الدعم السريع وإحداث فتنة بينهم وبين الجيش السوداني.
وأكد الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، أن المخططات الإخوانية هدفها العودة للحكم مرة ثانية؛ حيث إن هناك انتشارا لمن يتم وصفهم بـ«الطابور الخامس» في كل مؤسسات السودان، ويعملون لصالح الجماعة التي تريد العودة للحكم بنفس الفكر والأيديولوجية؛ مشيرًا إلى أن ثوار السودان على درجة كبيرة من الوعي.
وشدد على أن الدول العربية الكبيرة مثل مصر والسعودية والإمارات تقف بجانب الشعب السوداني، وتدعم حقه في تحديد مصيره، ومصر هي الدولة الأكثر حرصًا على السودان واستقراره وضمان سلامته كدولة بدون أي تمزق.
وتابع: «حتى الآن لم يستقر السودان سياسيًّا، والجماعة تفكر كل يوم في خطة للإيقاع بالثورة السودانية إلى الهاوية، والجداد الإلكتروني، أو الدجاج الإلكتروني كما يسميه أهل السودان، لديه خطة لتمزيق كافة الكيانات».
وأوضح أن بعض الشائعات الإخوانية ترمي إلى الوقيعة بين الشعب، والجماعة تستهدف أيضًا خلق الخلافات بين الجبهة الثورية وباقي الكيانات، وكن الكيانات الثورية، على درجة كبيرة من الوعي بما ينقذهم من الوقوع فريسة الجداد الإلكتروني.

مخطط أردوغان وأموال قطر
على صعيد متصل، قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع: إن تحركات جماعة الإخوان الإرهابية في السودان الرامية إلى تعطيل التسوية بين المكونات السياسية، تعدّ استجابة لانقلاب إخواني شامل يحاول تنفيذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة العربية مرة أخرى.
وأوضح «السبع» لـ«المرجع»، أن أردوغان أطلق الموجة الثانية للإخوان، ومحاولة تصدير الربيع العربي مرة أخرى، خاصة بعد أن تحطم هذا الربيع عمليًّا على أبواب إدلب وأرياف حماة.
وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى أن «أردوغان» ومن خلفه تنظيم الإخوان، يحاول إعادة إطلاق الشرارة الجديدة للانقضاض على الأنظمة بالعالم العربي، مؤكدًا أنه ليس السودان وحده في دائرة الهدف، بل السعودية ومصر والإمارات وسوريا أيضًا.
فيما قال المحلل السياسي السعودي «فهد ديباجي»: إن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لإشعال الأوضاع في السودان، من أجل تحقيق هدفين، الأول يتمثل في هروب عناصرها ورموزها من المحاكمات، والثاني هو رغبة التنظيم الإخواني في تعطيل التسوية السياسية خاصة بعد أن أصبحت منبوذة من الشعب السوداني.
وأضاف «ديباجي» لـ«المرجع»، أن الإخوان سيفشلون في خلق حالة من العداء بين الشعب والجيش في السودان، وكل مساعيهم لزرع الفتنة لن تشكل خطرًا على المجلس العسكري أو قوى الحرية والتغيير؛ لأن الشعب السوداني وكل القوى السياسية أصبحت على علم بخطورة التنظيم الإخواني.
وأشار إلى أنه من الضروري أن يتم تشكيل حكومة بشكل عاجل في الفترة المقبلة لإدارة شؤون البلاد، وحتى يتم إجهاض المخططات الإخوانية الرامية بالأساس إلى منع الوفاق السياسي الذي سيقود إلى تحقيق الديمقراطية والعدل والمساواة، في ظل المساعي القطرية والتركية لاستمرار الفوضى.