بعبارات هتلر.. اليمين المتطرف في ألمانيا يهدد الصحفيين والساسة
كشفت الأجهزة الأمنية الألمانية الثلاثاء 5 مايو 2020، عن خطابات تهديد متطرفة يمينية وصلت لعدد من الصحفيين والساسة الألمانيين، وهو ما دفع جهاز "حماية أمن الدولة" في ألمانيا الى فتح تحقيق رسمي في هذه الخطابات.
عبارات هتلر
وكانت قد ذكرت شبكة «دويتشلاند » الألمانية، وفقًا لتقارير ومعلومات حصلت عليها من قبل الأجهزة الأمنية، أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي ومكاتب إقليمية أخرى تفحص تلك الخطابات.
وأشارت الشبكة الإعلامية، إلى أن الخطابات وصلت لنائبين في البرلمان الألماني، ونائبين من البرلمانيين الإقليميين في ولايتي «ميكلنبورغ» «فوربومرن» و «بافاريا»، والادعاء العام في مدينة «شفيرين»، ولتسعة هيئات تحرير، ولمكتب محاماة في برلين.
وبحسب تقرير الأجهزة الأمنية الذي نشرته دويتشلاند، تلقى كذلك النائب البرلماني « كارامبا ديابي» أحد هذه الخطابات.
والخطابات تحمل توقيع «يحيا النصر» و«يحيا هتلر»، وكذلك تزعم هذه الخطابات أن الراسلين لديهم ذخائر كافية لقتل جميع مستلمي الخطابات.
وفي السياق ذاته كانت الشرطة الألمانية خلال الأشهر الماضية قد ألقت القبض على مجموعة أشخاص تابعين لليمين المتطرف بعد القيام بعدد من العمليات الإرهابية في حق إعلاميين وبرلمانيين بعد إرسال عدة خطابات تهديد بالقتل لهم.
مطالبات بالتحركين السياسي والقانوني
وعقب هذه التهديدات والجرائم التي تحدث ضد الصحفيين، طالبت رابطة الصحفيين الألمان بضرورة أخذ الحكومة الألمانية موقفين سياسي وقانوني تجاه تلك التهديدات.
وأوضحت الرابطة أن السبب وراء هذه الخطابات التهديدية للصحفيين، أن هؤلاء المحررين كانوا يعملون على موضوعات تتعلق باليمين المتطرف.
وأشارت الرابطة إلى أن الصحفيين لا يستطيعون العمل في هذه الأجواء خاصة أن التهديدات اليمينية كثرت، وأصبح اليمين المتطرف لا يبالي بالقانون.
اليمين يستهدف الصحفيين المستقلين
وقال رئيس الرابطة فرانك أوبرال، في تصريحات إعلامية سابقة له، إنه بعد مقتل حاكم مقاطعة كاسل «فالتر لوبكه» والتهديدات التي صدرت ضد ساسة، من بينهم عمدة مدينة كولونيا، يتعين على زميلاتنا وزملائنا توخي الحذر وعدم الاستخفاف بتلك التهديدات.
كما أكد رئيس الرابطة، أن الجناة لن يقصدوا الزملاء الصحفيين بصفتهم الشخصية، وإنما يستهدفون صحفيات وصحفيين بصفتهم ممثلين لوسائل إعلام مستقلة.
وعن ذلك قال محمد حسين، الخبير في الشأن الخارجي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اليمين المتطرف لديه سجل إرهابي حافل في قتل المعارضين له، خاصة أنه لا يجد رد فعل قانونيًّا قويًا من قبل الدولة تجاه هذه الممارسات.
وأكد حسين لـ «المرجع»، أن الصحافة في ألمانيا تعيش أسوأ الظروف في الوقت الحالي، فالصحفيون الألمان لا يستطيعون العمل في بيئة مناسبة، فهناك إما أن يكونوا مع اليمين المتطرف ويعملون في صالحه وإما أن يكونوا مستقلين ويفقدون حياتهم.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن إرهاب اليمين المتطرف تجاه الصحفيين والساسة الألمانيين صعب التحكم فيه، فاليمين قوى لا يستهان بها في ألمانيا، ولمواجهته لابد من سن مجموعة قوانين صارمة تجاه أي شخص يتعدى على الصحفيين أو السياسيين أو نواب البرلمان.





