ad a b
ad ad ad

هل يعيد تنظيم «داعش» ترتيب صفوفه وتكثيف عملياته في العراق؟

الأحد 10/مايو/2020 - 03:12 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

مع تزايد عمليات تنظيم «داعش» في العراق، رغم الضربات الأمنية المكثفة لملاحقته، يتكهن البعض بأن عودة التنظيم تأتي بدعم أمريكي، رغبةً من واشنطن في إطالة أمد الوجود العسكري في العراق عن طريق تشجيع العمليات بالمنطقة، فهل هذا ينم عن عودة قريبة للتنظيم، أم إنها حيلٌ لإبقاء القوات الأمريكية في العراق؟

هل يعيد تنظيم «داعش»
فقد قام التنظيم بعمليات عدة منذ سقوطه بعد معركة الباغوز في عام 2017، كانت آخرها العملية التي تبناها في محافظة صلاح الدين العراقية، التي راح ضحيتها 11 شخصًا من الحشد الشعبي؛ ما أثار الشكوك حول عودة نشاط داعش بعد سقوطه سياسيًّا وخاصةً بعد مقتل زعيمه "أبوبكر البغدادي" والتخبطات التي دارت بداخل التنظيم، إضافةً لظهور جائحة كورونا «كوفيد-19».

هل يعيد تنظيم «داعش»

ومن ناحية أخرى كان الصراع الأمريكي- الإيراني، خاصةً بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 3 يناير 2020، فرصة يستغلها التنظيم لصالحه، لا سيما في ظل توجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعادة هيكلة القوات الأمريكية وانسحاب التحالف الدولي من قواعد عملياتها في الخطوط الأمامية في الموصل وكركوك وعدد من المناطق الأخرى، وإعادة توزيع معظم القوات الأمريكية داخل عدد أقل من القواعد العراقية، وذلك لمنع تكرار هجمات الفصائل العراقية المسلحة المؤيدة لإيران.


وبحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، فإن تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن أكثر من 2000 هجوم في العراق وسوريا منذ سقوط الباغوز حتى 19 مارس 2020، من ضمنها 1143 هجومًا إرهابيًّا في العراق، وتقدر تقارير استخبارية أمريكية وتقارير الأمم المتحدة، أنه يوجد ما يصل إلى نحو 11,000 عنصر من داعش في العراق توزعت على بعض المحافظات منها، محافظة ديالي 452 هجومًا، محافظة كركوك 171 هجومًا، محافظة بغداد 146 هجومًا، محافظة نينوى 138 هجومًا، محافظة الأنبار133 هجومًا، محافظة صلاح الدين 71 هجومًا، محافظة بابل 32 هجومًا.

هل يعيد تنظيم «داعش»
الاستراتيجية الجديدة

نحن أمام مرحلة جديدة في مواجهة تنظيم «داعش» في العراق، هكذا قال دكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المختص في العلاقات الدوليّة، لـ«المرجع»  أن القضية ليست في رغبة إبقاء الإدراة الأمريكية على التنظيم أو لا، لأن هناك بالفعل تغيرات كثيرة في فكر التنظيم، خاصةً بعد عمليته الأخيرة في صلاح الدين، فهذا هجوم نوعي يأتي ضمن سلسلة هجمات للتنظيم في مناطق شرق المحافظة وجنوبها، هذا يعني التشتت في أجهزة الأمن واستهداف يفوق حشد دجلة، التابع لقوات الحشد الشعبي جنوب منطقة تكريت شمالي بغداد، فهناك تمدد للعمليات واستهداف مواقع جديدة، خاصةً أن هذا الهجوم جاء بعد شن غارات جوية على مواقع للتنظيم، فبالتالي يعيد التنظيم نفسه ويقدمها بصورة كبيرة.

وأضاف، أن تنظيم داعش يستغل المناطق الأقل استقرارًا ليقوم بشن هجماته، خاصةً العمليات الأخيرة في منطقة أحباب تل الذهب، فنحن الآن أمام مرحلة حاسمة يجب الانتباه إليها، أولًا بصرف النظر عن قيام قوات الحشد الشعبي وتنفيذها لعمليات طيران أو غيرها، لكن لا تزال هناك عناصر كبيرة للتنظيم موجودة في العراق بهذا التوقيت، وسيكون لها بالتأكيد مخاطر ممتدة في الفترة المقبلة.
هل يعيد تنظيم «داعش»
موقف الولايات المتحدة

ويعتقد «فهمي» أن موقف الولايات المتحدة يأتي الآن في مرحلة «رد الفعل»، إضافةً أن الأمريكان لا يملكون الكثير من الأوراق الضاغطة كما يتصور البعض، لأن هذا الأمر مرتبط بحركة التصعيد الكبيرة التي يقوم بها التنظيم في هذا التوقيت وهنا مكمن الخطورة، فالتنظيم يكرر نفسه مرة أخرى؛ ما يؤدي إلى إنهاك قوات الحشد الشعبي والولايات المتحدة، فهذه العناصر إذا أعيد تنظيم قواتها ستؤدي إلى تداعيات خطيرة في الفترة المقبلة.

ويعتقد الباحث المختص في العلاقات الدوليّة، أن تعهد رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي، بتكثيف هجماته وردود فعله على التنظيم سوف يأخذنا إلى مرحلة «تكسير عظام»، سيكون لها تداعيات خطيرة في الفترة المقبلة، وأن الإدارة الأمريكية ليس لديها أوراق كثيرة للتعامل مع التنظيم، فقد تعدى عدد عملياته الـ150 عملية إرهابية، فهذه مؤشرات خطيرة على إعادة تقديم التنظيم نفسه في مجموعات متنقلة لإعادة التمركز، ويجب على الولايات المتحدة أن تبلور نشاطها بصورة أو بأخرى.

وأشار إلى  أن تنظيم «داعش» استغل جائحة كورونا والصراع السياسي في العراق ليعاود نشاطه من جديد والتمدد مرة أخرى، فنحن أمام مرحلة جديدة، فالتنظيم يعيد أوراقه، ويبحث عن قيادة جديدة، ويستغل الأوضاع السياسية المتدهورة في العراق ما يهدد الاستقرار.


مثلث الموت

ومن المتوقع أن تكون لعملية «أسود الصحراء» لملاحقة عناصر «داعش» في منطقة الأنبار، التي تمت خلال الساعات الأخيرة، تداعيات سلبية خاصةً أن العملية تشمل تفتيش مناطق وادي حويران والحسينات والقعرة وصولًا للمناطق الحدودية العراقية، وتشترك في هذه العمليات قوات متعددة من قوات الحشد الشعبي الموجودة غرب الأنبار، وقطاعات الحشد العشائري ضمن القطاع الخاص بمحاور الإسناد العراقية.

وتؤكد العملية ذاتها إدراك العراق كحكومة لمخاطر التنظيم في هذا التوقيت، وهناك نحو 4 قيادات مطلوبة من عناصر «داعش»، فعملية تصفية العناصر في المنطق تمت بصورة كبيرة، لكن تكمن الخطورة في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالي، خاصةً في المنطقة المعروفة بـ«مثلث الموت» التي تعتبر من أخطر المناطق، بها عمليات كر وفر بين عناصر التنظيم والحكومة العراقية، ولكن في المجمل يعيد التنظيم تمركزه باستخدامه للخلايا النائمة.
"