فخر مزيف وعراق منكوب.. ميليشيات الحشد تقتل كل من يتهمها بالفساد
لا تقتصر الاتهامات التي يوجهها أبناء العراق للحشد الشعبي على التورط في الإرهاب والقتل، بل إن فساد تلك الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، يبلغ حجمه المليارات في ظل سيطرتها على جزء كبير من ثروات البلاد، وخشية خصومها من توجيه أي انتقادات لها؛ لأن مصيرهم هو القتل أو الخطف والتعذيب حال حدوث ذلك، كما وقع للمئات من النشطاء والناشطات الذين هاجموا فسادها.
حلقات جديدة في مسلسل الفساد
وقد انتشرت وثيقة مؤخرًا، كشفت حلقة جديدة في مسلسل فساد الحشد الشعبي، عبر صرف مخصصات مالية ضخمة من خزينة الدولة لأسماء غير حقيقية، إذ إنه منذ ضم الميليشيات إلى الحكومة العراقية تم اقتطاع مبالغ كبيرة من الموازنة لصرف رواتب للمقاتلين ضمن هيئة الحشد، وتم تسجيل أكثر من مائة ألف عنصر لكن عشرات الآلاف من هؤلاء كانت تكتب أسماؤهم فقط، بينما توزع تلك الميزانية الهائلة بين قادة الحشد على مدار السنوات الماضية.
إذ تتقاضى هيئة الحشد التي تهيمن عليها إيران، مبلغًا يقدر بأكثر من 5 مليارات دينار كل شهر، في حين يستلم بعض العناصر نصف راتب مقابل أن يتستر عليه المسؤول المباشر ولا يبلغ الجهات الرسمية بتغيبه، والكثير من المكتوبة أسماؤهم لا يدري عن ذلك شيئًا من الأساس.
وكان قاسم الزبيدي، المدير المالي للميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، أطلع رئيس الوزراء العراقي عام 2018 بهذا الفساد المالي في الحشد الشعبي، فتم اغتياله ليتم إسكات وإرهاب كل من ينادي بفتح هذا الملف.
وقد شهد الشارع العراقي حالة من اللغط خلال الأيام الماضية بعد نشر الوثيقة الأخيرة التي تثبت فساد الحشد، في حين نشر موقع قناة العالم الرسمية الإيرانية مقالًا بدون اسم السبت الماضي، يحمل عنوان «رسالة لكل الأبواق المزعجة التي تهاجم الحشد الشعبي» اعترف بوجود الفساد في تلك الميليشيات، لكنه وصف إرهابيي الحشد بأنهم فخر العراق، ولن تسوّد صفحتهم حالات فساد معدودة، مبررًا ذلك بأن الفاسدين أضعاف مضاعفة في المؤسسات الأخرى، ومطالبا بحل الأجهزة الأمنية قبل الحشد إذا الأمر يتعلق بالفساد.
وكانت قضية فساد الحشد الشعبي قد أثيرت إبان حكم رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، الذي أعلن رفضه لموضوع الأسماء الوهمية والاختلاسات المالية الكبيرة، كاشفًا عن وجود نحو 90 ألف اسم غير حقيقي على الورق لكنه لم يتخذ خطوات جادة من شأنها لجم فاسدي الحشد، واكتفى قادة الميليشيات بإعلان براءتهم من هذه الاتهامات.
وعلى وقع هذا الفساد المالي الذي تورط به قادة لميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ومعاونيهم تحولوا خلال فترة قصيرة إلى مليارديرات، إذ بجانب الرواتب المسروقة تتدخل تلك الفصائل في تعيين كبار المسؤولين بداية من رئيس الوزراء، والنشاطات الاقتصادية المختلفة، وتدير المعابر الحدودية، بما يجر ذلك عليها من ثروات هائلة.
وقد أدت التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كانت تلك الميليشيات جزءًا منها إلى شن غارات جوية أمريكية على مواقع الحشد، وقتلت عددًا من أفراده ردًّا على استهدافه قواعد عسكرية بالعراق تستضيف قوات أمريكية.





