بئر العبد.. قراءة في أسباب تركيز الإرهاب على المدينة الشمالية في سيناء
في ظل ظروف خاصة تعيشها شبه جزيرة سيناء، تمر ذكرى حرب السادس من أكتوبر 1973، التي وافقت العاشر من شهر رمضان المبارك، التي خاضتها مصر لتحرير الرقعة الشرقية من جغرافيتها، شهدت الساعات الأولى من الأحد 3 مايو 2020، الموافق العاشر من شهر رمضان، تنفيذ قوات الأمن المصرية عملية أمنية أسفرت عن مقتل 18 تكفيريًّا في تبادل لإطلاق النار، عند استهداف وكر لهم في محيط مدينة بئر العبد، بشمال سيناء.
وقالت بيان وزارة الداخلية إن العملية نجحت في ضبط 13 سلاحًا آليا، و3 عبوات معدة للتفجير، وحزامين ناسفين كانا مجهزين للاستخدام.
وجاءت العملية عقب يومين من تفجير إرهابي بعبوة ناسفة شهدته مدينة بئر العبد، أدى لاستشهاد عشرة من عناصر القوات المسلحة المصرية، منهم ضابطان وثمانية جنود.
لماذا بئر العبد؟
طرح التوقيت الذي نُفذ فيه تفجير الخميس العديد من علامات الاستفهام، إذ جاء قبل يومين من ذكرى حرب العاشر من رمضان، وبعد مرور خمسة أيام فقط على ذكرى تحرير سيناء التي توافق 25 أبريل من كل عام.
وتشهد مدينة بئر العبد، الواقعة في أقصى شمال سيناء، مشروعات تنمية، أسفرت عن تجهيز 60% من مساحة المدينة لاستقبال التعمير، إذ وفرت إدارة المدينة المرافق المطلوبة لـ96 قطعة لإقامة أي مشروع صناعي، بحسب المهندس أحمد محسن مدير المنطقة الصناعية بمدينة بئر العبد.
وأشار إلى أن تخطيط المنطقة يتضمن توزيع المساحات بواقع 63% تمثل 150 فدانًا مخصصة للأنشطة الصناعية، و23% من المساحة تمثل 54 فدانًا مخصصة لإقامة الطرق، و11% من المساحة تمثل 27 فدانًا مخصصة للخدمات، و3% تمثل 6.5 فدانًا مخصصة للمساحات الخضراء، كما يضم مجمع الصناعات الصغيرة 4 عنابر بكل منها مجموعة من الورش المقسمة إلى قطاعات.
وتابع أن المنطقة الصناعية ببئر العبد مخصصة للصناعات المتوسطة كالصناعات الخشبية والمعدنية والكيماوية والغذائية، مضيفًا أنه يجري منح المستثمرين وأصحاب المشروعات تيسيرًا وحوافز تشجيعية كتخفيض سعر المتر من الأرض، واستكمال مرافق الخدمات الأساسية.
وقد صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه عددًا من المشروعات التنموية قبل عشرة أيام، بأن تنمية سيناء تكلفت حتى الآن 600 مليار جنيه، قائلًا: إن الدولة تسير في هذا الخط بغرض حماية الأمن القومي.
ومنذ 2017 أطلقت الدولة مشاريع تنموية في سيناء، ألحقتها بدعوة للمستثمرين بالعمل في سيناء، وعلى خلفية ذلك شهدت مستشفى بئر العبد المقامة منذ 1984 أعمال تطوير، حولتها لمستشفى على مستوى عالٍ.
ولإكمال أعمال العمران قال المهندس عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء: إن جهودًا تبذل لتوصيل ترعة السلام لزراعة 500 فدان بمناطق جنوب بئر العبد، والحسنة، ووسط سيناء.
وباعتبار أن الحديث عن التنمية في سيناء كان يطرح دائمًا كحل جذري للقضاء على الإرهاب الذي يستغل الفراغ والجغرافيا السيناوية في الانتشار، يصبح السؤال هل العمليات الإرهابية المتكررة في سيناء هدفها تعطيل خط التنمية المتصاعد من ثلاث سنوات، وبدأ يأتي ثماره؟
يجيب عن ذلك الكاتب محمد فراج أبوالنور الذي يؤكد أن لا مفر من تنمية سيناء، مشيرًا إلى أننا ندفع اليوم ثمن الإحجام عن تنمية الرقعة الشرقية وتركها للمجرمين وحاملي الأفكار المتطرفة.
ورأى أن الإرهاب يدرك أن نهايته ستكون بتعمير المناطق التي يتخذها مخابئ، إذ يصبح تعقبه وسد الطرق أمامه سهلًا؛ لأن الإرهابيين وجدوا فرصة لتحويل سيناء إلى وكر بفضل المساحات الشاسعة والصحراء المثالية للتخفي.
وعبر عن ثقته في جهود تنمية سيناء هذه المرة، مشيرًا إلى أن النتائج الإيجابية السريعة هذه المرة تبشر بخير قادم.
للمزيد.. الداخلية المصرية: مقتل 18 من العناصر الإرهابية بمحيط بئر العبد شمال سيناء





