ad a b
ad ad ad

كلموهم بلغتهم.. أردوغان يكلف خلاياه بالترويج العربي للعثمانية الجديدة

الخميس 14/مايو/2020 - 05:05 م
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة

 الاهتمام التركي بالإعلام الناطق بالعربية، ليس وليد اللحظة؛ خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تضم الملايين من المواطنين العرب، ورغم أن الكثير من دوائر صنع القرار في المنطقة العربية باتت على اهتمام كبير بما يدور داخل أروقة صنع القرار التركي، خاصة بعد أن زاد النشاط التركي بشكل غير مسبوق في المنطقة العربية، إلا أن المغردين العرب الذين يخاطبون الداخل التركي بلغتهم يكادون أن يكونوا منعدمين تماما. بالمقابل من ذلك، يعمد عدد من النخب التركية المحسوبة على حسب العدالة والتنمية بالتغريد دوما ومشاركة الآراء باللغة العربية في محاولة لبناء علاقة مباشرة ودون قيود مع الشعوب العربية.


رغم أنه لا توجد إحصائية مباشرة تتناول عدد الحسابات التركية التي تروج لسياسة بلدها باللغة العربية، إلا أن تصريح وزير المالية التركية بأن تركيا تنوي زيادة عدد مبرمجيها الإلكترونين إلى مليون مبرمج في غضون عدة سنوات، يكشف اهتمام تركيا غير العادي بالتكنولوجيا، بما فيها التكنولويجا الرقمية التي تندرج مواقع التواصل الإجتماعي تحت إطارها.

الإعلامي، حمزة تكين
الإعلامي، حمزة تكين

 ويعد الإعلامي، حمزة تكين، من أبرز المغردين الأتراك الذين يروجون لسياسية تركيا باللغة العربية، فالرجل لديه 244 ألف مغرد، معظم من سكان المنطقة العربية. وقد حل تكين ضيفا على قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس أكثر من مرة، ما ساعده في الترويج لأفكاره أكثر. ورغم أن عدد تغريداته قد تجاوز 20 ألف، فإن التغريدات الناطقة باللغة العربية قد حازت النصيب الأكبر. وقد ساعده في ذلك إتقانه للغة العربية الفصحي.


ويعد إسماعيل ياشا، هو الآخر، رمزا لنخبة التركية الناطقة بالعربية؛ حيث إنه يملك 351 ألف متابع على تويتر، ويتناول السياسية التركية في كل من سوريا و ليبيا بالتفصيل، خاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية التركية في البلدين. ويمتلك إسماعيل ياشا كتابات في مدونات الجزية، كما أنه لديه عدد من المقالات في جريدة العرب القطرية.

وهناك أيضا عدد من الحسابات التي تروج للشأن التركي باللغة العربية، لكن هوية القائمين عليها تظل مجهولة. ولعل أبرز هذه الحسابات هو الرادع التركي، الذي يملك 123 ألف متابع على حسابه. ويركز هذا الحساب على الإنجازات التركية على كافة الأصعدة، وإن احتل الجانب العسكري الجزء الأكبر من التغريدات.

الباحث محمد ربيع
الباحث محمد ربيع

شق الصف

يدرك المغردون الأتراك أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في توصيل المعلومة للمتابعين، ومن ثم تسعى هذه الحسابات إلى إقامة علاقة مع الشعوب العربية بعيدا عن القنوات الرسمية، كأحد أدوات القوة الناعمة، على اعتبار أن هذا قد يؤثر على سياسات الحكومات العربية في المستقبل. وتهدف تركيا من وراء ذلك أيضا إلى زيادة التعلق الشعبي العربي بتركيا من أجل زيادة السياحة والإستثمار في الإقتصاد التركي. 


وفي تصريح للمرجع، أكد الباحث محمد ربيع، المختص في الشأن التركي، أن تركيا لديها العديد من الخلايا الإلكترونية تعمل لحسابها على مستوى العالم العربي بل وتعمل هذه الخلايا بل بأكثر من لغة بهدف تبييض وجه تركيا امام الراي العام فضلا عن بث بعض الأكاذيب وسعيها للترويج إلى أشياء ليست حقيقة أو من محض الخيال

كما لعبت تلك الخلايا دورا مهما في استقطاب بعض الشباب والمواطنين من دول معينة للعمل على تأكيد هذه الإشاعات؛ فضلا عن أنها تعمل على ترويج صورة إلى تركيا غير واقعية باعتبارها هي صاحبة نهضة وأن الحل يكمن في الاصطفاف خلف تركيا أردوغان.

كما أكد ربيع أن هذه الخلايا الإلكترونية التابعة لأنقرة استطاعت في لحظة من اللحظات كسب أرضية لدي بعض الشباب إلا أنه مع مرور الوقت والكشف عن الوجه الحقيقي لتركيا وأن ما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا كذب بهدف الترويج لأردوغان ولمشروع الخلافة العثمانية بدأت تفقد قوتها على التأثير؛ خاصة وأننا أصبحنا في عالم يسهل في إطلاق  الشائعات، يصعب فيها نشر الحقيقية بنفس الصورة.

للمزيد : تركيا تتخبط بقضية اللاجئين.. وكورونا يفضح ألاعيب أردوغان مع أوروبا


"