ad a b
ad ad ad

تركيا تتخبط بقضية اللاجئين.. وكورونا يفضح ألاعيب أردوغان مع أوروبا

الإثنين 13/أبريل/2020 - 05:21 م
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة

لا يزال الخلاف قائمًا بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول قضية اللاجئين؛ خاصة بعد نقض الطرف التركي اتفاقه مع أوروبا، والمبرم في مارس 2016، حيث تجاوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنود الاتفاق، وسمح للاجئين بالعبور نحو أوروبا دون أدنى قيود؛ ما يخالف بنود الاتفاق الذي وقع بالأساس من أجل أن تقوم أنقرة بتقييد حركة اللاجئين الراغبين في الذهاب إلى أوروبا من خلال تركيا، مقابل قيام دول الاتحاد بتقديم دعم مالي لها من أجل مساعدتها على تغطية النفقات الخاصة باللاجئين.

 رئيس وزراء اليونان
رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس

اليونان أكثر تضررًا

تعد اليونان الطرف الأكثر تضررًا من سياسة الأبواب المفتوحة التي تتبعها أنقرة؛ خاصة بسبب تلاصقها الجغرافي مع تركيا، ما جعلها المحطة الأولى للاجئين الراغبين في الذهاب إلى أوروبا.


وفي هذا الصدد، أرسل رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، خطابًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد 5 أبريل 2020، ندد فيه بالموقف التركي، وطالب قادة الاتحاد الأوروبي بالحد من الدعم المالي المقدم لتركيا، على أن تقدم أوروبا دعمًا ماليًّا يتناسب مع حجم تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا.


وفي الخطاب ذاته، جدد رئيس الوزراء اليوناني دعمه لفكرة توقيع اتفاق جديد مع تركيا بخصوص اللاجئين، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الدعم المالي يجب أن يكون مرتبطًا بأعداد اللاجئين، في محاولة يونانية لتقليل الدعم المالي المقدم من أوروبا إلى تركيا.


هذا الخطاب دفع الخارجية التركية لإصدار بيان رسمي تنتقد فيه الموقف اليوناني، وتؤكد أن تعاطيها مع قضية اللاجئين لا يخضع لأي اعتبارات مالية، وتقول تركيا إنها تلقت فقط 2.7 مليار يورو من أصل 6 مليارات يورو تعهد الاتحاد الأوروبي بدفعها وفق اتفاق 2016.

 اردوغان
اردوغان

اجتماع بروكسيل

زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مارس 2020، بروكسل للاجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن التوصل إلى اتفاق جديد من أجل إيقاف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، لكنّ أردوغان تلقى رسالة واضحة مفادها أن أوروبا تدعم فكرة تقديم دعم عادل لتركيا، لكنها ترفض في الوقت ذاته قضية استغلال اللاجئين لتحقيق أهداف سياسية.


وفي تصريح لـ«المرجع»، أكد الباحث محمد ربيع، المختص في الشأن التركي، أن انتشار جائحة كورونا في أوروبا جاء بالسلب على أزمة اللاجئين؛ حيث إن الورقة الرابحة التي كان يستخدمها أردوغان لابتزاز أوروبا ماليًّا وسياسيًّا أصبحت عبئًا ثقيلًا على كاهله، في ظل انهيار شبه تام لاقتصاده.


كما أكد ربيع أن التفاهمات بين تركيا وأوروبا قبل انتشار كورونا أصبحت في مهب الريح؛ خاصة أن هناك تقارير تتحدث أن أنقرة لم تقدم الرعاية الصحية للاجئين السوريين كما وعدت الدول الأوروبية، بل تركتهم دون أدنى رعاية صحية.


واختتم ربيع حديثه بتأكيد أن أردوغان سوف يستخدم ورقة اللاجئين في القريب العاجل للضغط على أوروبا لكسب الأموال؛ خاصة في ظل خسائر اقتصادية تكبدها الاقتصاد التركي منذ بداية الأزمة، علاوة على رغبة أردوغان في تشتيت الرأي العام الداخلي والدولي عن القضية الأساسية وهي أزمة تفشي الفيروس في تركيا، مع الوقوف بيد مكتوفة أمام الشعب التركي دون تقديم خدمات صحية ناجعة، وهي القضية الأخطر الآن في العالم أجمع.


للمزيد: تركيا على حافة الكارثة.. أردوغان يقود بلاده إلى المصير الإيطالي مع كورونا

"