ad a b
ad ad ad

بألوية جديدة.. «تحرير الشام» تحاول إقناع «أردوغان» بقدراتها الإرهابية

الإثنين 20/أبريل/2020 - 10:28 ص
المرجع
سارة رشاد
طباعة

تغيرات كبيرة، طرأت مؤخرًا على المشهد العام بمدينة إدلب السورية «آخر معاقل الإرهابيين بسوريا»؛ سببها ما أعلنته ما تسمى هيئة تحرير الشام، كبرى الفصائل الإرهابية في سوريا، عن استحداثها لثلاثة ألوية وصفتها بـ«العسكرية»، دون ذكر السبب في ذلك.


 وبالرغم من هدوء المعارك نسبيًّا في إدلب، إلا أن تحرير الشام قررت إطلاق ثلاثة ألوية جديدة، أوكلت أمرها إلى ثلاثة من قياداتها الإرهابيين، هم أبو حفص بنش لقيادة لواء «طلحة بن عبيد الله»، وأبو بكر مهين لقيادة لواء «علي بن أبي طالب»، وأبو محمد شورين للواء «الزبير بن العوام».


وبينما لم تقدم الهيئة سببًا لاستحداث ألوية في الفترة الراهنة في بيانها الصادر عن وكالة إباء، إلا أن ذلك ليس التحرك العسكري الوحيد للهيئة؛ إذ دشنت معسكرًا تدريبيًّا لعناضرها قبل أسبوعين، وفقًا لـ«إباء»، دون إعلان السبب أيضًا.

بألوية جديدة.. «تحرير

خديعة الفصائل

يتزامن ذلك مع تقارير، تفيد باتجاه تركيا نحو إعادة ترتيب المشهد في إدلب، بعدما اكتشفت تعرضها لمحاولات تضليل من قبل قادة عسكريين في إدلب، خدعوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصورة مبالغ فيها عن قوة الميليشيات وأسماء جماعات وفصائل وهمية؛ لجلب المزيد من الأموال من خزائن أنقرة، ومول أردوغان بالفعل بل توقع - بعد تمويله الكبير لهؤلاء الإرهابيين- صمود الميليشيات في وجه العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري، نهاية 2019، والتي كللت بانتصار ساحق على مرتزقة أردوغان، ونجح الجيش الوطني السوري في استعادة عشرات القرى في الشمال السوري، وبفعل الانهيار السريع للميليشيات أمام الجيش، بدأت تركيا تعيد حساباتها فيما يخص تلك الفصائل المزعومة، بعد أن ثبت عدم وجودها على الأرض، فيما يحصل قادة عسكريون باسمها على أموال دافعي الضرائب الأتراك.


وتشمل إعادة الحسابات، خطة تركيا بتفكيك الميليشيات ووضعها تحت إشراف مباشر من عسكريين أتراك، الأمر الذي سيعني زوال الامتيازات التي كانت تحصل عليها بعض الميليشيات، باعتبارها صاحبة السلاح والقوة في إدلب، وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام، صاحبة الإدارة في إدلب.


وفي ضوء ذلك، يمكن فهم تحركات تحرير الشام العسكرية؛ لإثبات جدارتها أمام اردوغان، وإقناعه بأن الهيئة ما زالت تتربع على عرش الإرهاب في إدلب، ويمكن الوثوق بها لتمرير الأجندة التركية في سوريا، وهو ما أكده محمد صادق إسماعيل، الباحث السياسي، الذي قال: إن تحرير الشام تخشى خسارتها لوضعها؛ وهي الآن تخطب ود تركيا.

 

ولفت إلى أن هذه الألوية المستحدث، لن يكون لها دور عسكري حقيقي على الأرض، وربما تكون هي نفس الألوية الموجودة بالفعل، ولكن كل ما يحدث أن الهيئة تقول: إنها تستحدث كيانات؛ للتأكيد على تفوقها العسكري.


 وتوقع أن تكون تركيا منتبهة لهذه الأغراض السياسية للهيئة، مشيرًا إلى أنها - أي الهيئة- تحولت من كيان عسكري إلى كيان سياسي، يسعى للاحتفاظ بالسلطة، حتى لو كلفه ذلك التضحية بأفكاره.


وتتلقى الهيئة انتقادات ومزايدات من قادة وكيانات منشقين عنها، مثل «حراس الدين»، المعبر عن تنظيم القاعدة في إدلب، والذي يتهم الهيئة بإجراء مراجعات فكرية، تسببت في تخليها عن الفكر الجهادي.


"