تعجل بنهايته سياسيًّا.. المعارضة التركية تضع «سكين كورونا» على رقبة «أردوغان»
السبت 18/أبريل/2020 - 03:54 م
معاذ محمد
في ظل التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد في تركيا، الذي وصل عدد الإصابات به إلى 61 ألفًا، و1300 وفاة، بحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة الصحة، الإثنين 13 أبريل 2020، اتهمت المعارضة، الرئيس رجب طيب أردوغان بالافتقار إلى طريقة واضحة في التعامل مع الأزمة التي تهدد البلاد.
تزايد غضب المعارضة عقب قرار وزارة الداخلية التركية مساء الخميس 10 أبريل 2020، فرض حظر التجوال في 31 ولاية اعتبارًا من ليلة الجمعة وحتى 12 من الشهر نفسه، خصوصًا أنه جاء مفاجئًا ودون سابق إنذار، ولم يتمكن المواطنون من الحصول على احتياجاتهم التي تكفيهم خلال مدة الحظر.
تسبب القرار في حالة من الفوضى والهلع والمشاجرات في الشوارع، نظرًا لتكدس المواطنين أمام المحال التجارية والمخابز، للحصول على متطلباتهم قبل تفعيل قرار الحظر، بالإضافة إلى أن خروج الناس بهذه الكثافة كان من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم عدوى فيروس كورونا.
انتقادات حادة
من
جهته، انتقد أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية أسطنبول، المنتمي لحزب الشعب
الجمهوري، المعارض لحكومة "العدالة والتنمية" التي يتزعمها "أردوغان"، قرار
حظر التجوال، مشيرًا في مقطع فيديو بثه عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل
الاجتماعي "تويتر" إلى أنه لا ينبغي أن يُتخذ فجأة، مؤكدًا "بصفتي كرئيس
بلدية لم أكن على معرفة بذلك".
وفي
السياق ذاته، قال فائق أوزتراك، المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب الجمهوري،
خلال كلمة له فى اجتماع الإدارة المركزية بالحزب، إن كافة جهود العاملين في
مجال الصحة بعدم خروج الشعب من المنازل ضاعت هباءً، متسائلًا: «من المسؤول
عن هذا الخطأ الفادح»، مؤكدًا "هم يتلاعبون بصحة الشعب من ناحية ويسخرون
بعقوله من ناحية أخرى".
سوء الإدارة
ويتهم
الرئيس التركي بسوء إدارته لأزمة كورونا، خصوصًا في ظل تزايد عدد الإصابات
والوفيات نتيجة تفشي الفيروس، كما وصف البعض تقديم وزير الداخلية سليمان
صويلو استقالته، التي رفضها الرئيس "أردوغان"، بأنها جاءت لإنقاذ الأخير من
الورطة التي وقع فيها.
وتتهم
المعارضة، الحكومة التركية بالفشل في مواجهة الأزمة، ورغم أن أنقرة في أشد
الاحتياج إلى حظر التجوال الكامل، للحد من انتشار الفيروس، فإنه عندما
أرادت حكومة "أردوغان" تنفيذه وقعت في فخ سوء التخطيط.
ويرى
جمال رائف، الباحث في السياسة الدولية، أن حالة الزحام الشديدة التي
تناقلتها وسائل الإعلام، ستهدد بكارثة متوقعة في ظل عدم قدرة نظام "أردوغان" على السيطرة على الأوضاع للحد من انتشار الفيروس.
وأوضح "رائف" في تصريحات لوكالة "فرانس 24" أن "أردوغان" منذ بداية الأزمة، وضع
الاعتبارات الاقتصادية على رأس الأولويات، مشيرًا إلى أن صحة وسلامة
المواطن التركي جاءت في آخر الاهتمامات، ومشددًا على أن قرارات الرئيس
المتأخرة أصبحت بلا جدوى، وأن تخبطه وفشله في إدارة الأزمة يكتب نهايته
السياسية.





