يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تدفقات مالية سرية.. المعاهد التعليمية الأمريكية تخضع للثروة والنفوذ القطري

الأربعاء 15/أبريل/2020 - 07:41 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
في إطار سعي قطر لتوطيد نفوذها داخل الولايات المتحدة، وبالأخص في نطاق الجامعات والمعاهد التعليمية، كشفت وزارة التعليم العالي الأمريكية أنها تجرى تحقيقًا في إخفاء جامعتي "هارفارد" و"بيل" وغيرهما من الجامعات لحجم التبرعات المقدم لهم من الإمارة الخليجية والمراكز الأوروبية التابعة لجماعة الإخوان لا سيما (المعهد الدولي للفكر الإسلامي بلندن) الذي يقوده عزام التميمي أحد أهم رجال الجماعة.

وتتوافق التحقيقات مع كشف موقع "كلاريون بروجكت" المهتم بمتابعة الحركات الإرهابية بأن الجامعات الأمريكية جمعت من الدول المرتبطة بعلاقات مع حركات مشبوهة ما يصل إلى 10 مليارات دولار خلال ستة أعوام فقط منذ 2012 وحتى 2018.

ولكن ما أدرجته الجامعات في كشوف التبرعات كان منقوصًا، حسبما أوضح موقع  "كلاريون"، ولذلك اضطرت وزارة التعليم في 12 فبراير الماضى لإعلان أن بعض الجامعات لم تبلغ عن بعض التبرعات ومصدرها خلال أربع سنوات متتالية وصل فيها حجم التبرعات إلى نحو 375 مليون دولار.
تدفقات مالية سرية..
الثقب الأسود

في ضوء ذلك، أوردت اللجنة الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ الأمريكي طبقًا لـ " كلاريون" أن الانفاق الأجنبي على الجامعات والمعاهد التعليمية الحكومية في الولايات المتحدة أصبحت بمثابة "ثقب أسود"، لأن التحقيقات التي لا تزال جارية أثبتت أن 300 من أصل 6000 جامعة أمريكية تُبلغ فقط عن حجم التبرعات الممنوحة لها.

والجدير بالذكر أن هذه التحقيقات فتحت بعد استقصاء للشبكة المهتمة بأخبار الإرهاب عن حجم التبرعات التي تقدمها مؤسسة قطر للمعاهد التعليمية بالولايات المتحدة إلى جانب الفروع التي سعت لإنشائها بالدوحة كامتداد للجامعات الأمريكية على أرضها، ما يمنحها تدخلًا أوسع في نطاق الدراسات والأبحاث الصادرة عن هذه المؤسسات كما يربك ولاءات خريجيها وأساتذتها مستقبلًا.

المسكوت عنه

استكمالًا على ذلك كشفت التحقيقات أن المبالغ السرية لسنوات أطول تحديدًا منذ 2009 بلغت نحو 6.5 مليار دولار، 3.6 مليار منها جاءت لعشرة مراكز فقط فى جامعة شيكاغو وجامعة بيل  وجامعة كورنيل وجامعة بوسطن ومعهد ماساتشوستس وغيرها.

وتعتبر قطر من أهم الممولين الذين شملهم نقص وتناقض في حجم التبرعات المعلنة والمخفية، فالبيانات المقدمة قديمًا كانت نحو مليار و352 مليونًا أما البيانات الأحدث بعد التحقيقات فشملت إخفاء بقيمة 117 مليون دولار، وجاءت هذه التناقضات القطرية في ثلاثة معاهد وقعت عقودًا غير معلنة وتبرعات نقدية منذ 2017 وحتى 2018 فقط، فيما تأتي التبرعات عبر مؤسسة قطر الخيرية التي تتحمل أيضًا نفقات إقامة سنوية لستة معاهد تعليمية بواشنطن تبلغ قيمتها أكثر من 405 ملايين دولار.
تدفقات مالية سرية..
السياسة القطرية والمخرجات الثقافية الأمريكية

أما عن الاختلافات الواردة عن التمويل الناتج من دول الإخوان فإن تركيا تبعًا للبيانات القديمة تبلغ تبرعاتها نحو 37 مليون دولار، أما ما كشف فهو 46 مليون دولار وأكثر تقدم لستة كيانات تعليمية، بيد أن المراكز التابعة للتنظيم الدولي في لندن وهو "معهد الفكر" الذي يديره عزام التميمي يقدم أيضًا التبرعات للمعاهد التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار السياسة القطرية المتنامية في مجال التمويل التعليمي الأمريكي، ما يؤثر بالتأكيد على المخرجات الثقافية للدولة على المدى البعيد.

ولذلك سعت الجهات الأمريكية لفتح تحقيق بهذا الشأن، بدأ منذ فترة ولاتزال فوارق الأموال المكتوبة والمدفوعة تزداد مع استمرار البحث، وهو ما يزيد من الاحتجاجات الإعلامية تجاه الموافقة لقطر على استضافة فروع الجامعات الأمريكية المختلفة على أرضها فضلًا عن إنفاقها على الأبحاث والدراسات السياسية الأمريكية.


"