«وثيقة التخريف الحوثية».. أجندة إيرانية لعرقلة العملية السياسية في اليمن
من جديد تعمل جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن على التصدي لأية محاولات من شأنها إعادة السلام والاستقرار؛ فبعد أن أعلنت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في 8 أبريل 2020، وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، على خلفية جهود منع فيروس كورونا المستجد من الوصول إلى اليمن الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، أعلنت الجماعة الإرهابية عن وثيقة بها قائمة شروط لا يوجد فيها رؤية لأي مخرج لإنهاء الحرب في اليمن بل استمرارها، مطالبين قوات التحالف بسلسلة من الخطوات لتحقيق السلام.
ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في اليمن العقيد ركن «تركي المالكي»؛ إن قرار وقف إطلاق النار يأتي لتنفيذ دعوة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن «مارتن جريفيث» لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، لبحث مقترحاته بشأن وقف إطلاق النار بشكل دائم، وخفض التصعيد، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
ووضعت الوثيقة التي أصدرها «الحوثي» وجاءت في ثماني صفحات مقسمة لثلاثة أجزاء؛ كل أساليب إنهاء الحرب، ومعالجة مسار الاقتصاد اليمني، ملقية إياها على عاتق قوات التحالف، الأمر الذي لا يمكن اعتباره اتفاقًا تفاوضيًّا بتقديم تنازلات من الجانبين، بل قائمة محددة بشروط وأهداف الجماعة المدعومة من إيران.
وأبرز ما ورد في تلك الوثيقة، هو إنهاء الحرب، وتنفيذ وقف إطلاق النار، وانسحاب كامل لجميع قوات التحالف من كل أنحاء اليمن، بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل، وإنهاء الوجود الأجنبي في جميع أراضي اليمن.
وطالب الحوثي قوات التحالف بدفع كل الأموال للمتضررين من الحرب، وإعادة الإعمار، وترميم جميع المباني التي تضررت، إضافة لمطالبته بتشكيل خلية عمليات مشتركة لمواجهة «فيروس كورونا» المستجد، مطالبًا الأمم المتحدة ودول التحالف بتقديم كل الاحتياجات من أجهزة طبية وأدوية وجميع الاحتياجات الأخرى لمواجهة الفيروس.
كما طالب بإطلاق محادثات بين المتفاوضين اليمنيين من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، بشرط عدم تدخل أي دولة في مجريات هذا الحوار، وطرح مخرجات العملية السياسية للاستفتاء الشعبي.
رفض يمني
وأثارت الوثيقة غضب ناشطين يمنيين، لافتين إلى أنها «وثيقة إخوانية حوثية» لا تريد تحقيق السلام لليمن بل تنفيذ أوامر إيرانية، وقمع الشعب اليمني تحت سيطرة الميليشيا الإيرانية، فقال الصحفي اليمن «أحمد الصباحي» في تغريدة على «تويتر» إن من يقرأ هذه الرؤية من أول لحظة يعرف بشكل واضح أن «الحوثي» لا يريد التوجه إلى السلام، وأنه يصر على استمرار الحرب، نظرًا للبنود الغريبة والعجيبة والتعجيزية التي لا يقبل بها أي سياسي على مستوى العالم.
وعلى الجانب الآخر، بدأ الحوثي في حشد مؤيديه لدعم الوثيقة تحت هاشتاج «كلنا ندعم وثيقة الحل الشامل»، زاعمًا أن اليمنيين رافضين لقوات التحالف.
أجندة إيرانية
يوضح المحلل السياسي اليمني؛ «أنور الأشول» أن الوثيقة التي أطلقها الحوثي تهدف إلى التنصل من أي اتفاقات وقرارات سابقة، وآخرها اتفاق ستوكهولم الذي مرَّ على توقيعه أكثر من عام ولم ير النور على الواقع؛ خاصة أن هذه الوثيقة ملغمة بكثير من الشروط التي لا يمكن قبولها من التحالف أو الحكومة الشرعية.
ولفت في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن الحديث عن أية اتفاقيات أو خارطة سلام يتقدم بها الحوثيون أو المندوب الأممي سيكتب لها الفشل، بل ويمنح الحوثي مساحة من الوقت لإعادة تموضعه القتالي، والتعبئة بين صفوفه، وحشد مقاتلين؛ لاستكمال سيطرتهم على ما تبقى من المحافظات الشمالية، وتحديدًا مأرب؛ حيث منابع الغاز والنفط.
وأضاف المحلل السياسي اليمني أن ما يقوم به الحوثي هو خدمة للأجندة الإيرانية في المنطقة، إذ إن الجماعة الانقلابية لا يهمها الجانب الإنساني، ولا يعنيهم القرارات الأممية المطالبة بوقف إطلاق النار ليرتاح الشعب اليمني من ويلات الحروب.
للمزيد: ميليشيات الحوثي تدمر الاقتصاد اليمني بسياسة «الإتاوات» واعتقال التجار





