«القاعدة» و«داعش» في الساحل الأفريقي.. صراع النفوذ والنفط
الإثنين 20/أبريل/2020 - 03:07 م
أحمد عادل
تجددت الاشتباكات المسلحة، الجمعة 10 أبريل 2020، بين مسلحي كتيبة ماسينا، التابعة لما تعرف بجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، والموالية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وبين مسلحي تنظيم «داعش»، في ولاية موبتي، وسط مالي؛ ما ينذر بتزايد وتيرة العنف في تلك البقعة الملتهبة.
ووفقًا لموقع «صحراء ميديا» الموريتاني، فإن المواجهات جاءت بعد سلسلة خلافات شديدة؛ سببها بسط النفوذ في المنطقة؛ إذ قتل عناصر «داعش» شخصًا في منطقة نفوذ تقليدي لكتيبة ماسينا، وهو ما رفضته عناصر الكتيبة الموالية لتنظيم القاعدة.
وقال «داعش»: إن عملية قتل هذا الشخص رميًا بالرصاص، جاءت بسبب استماعه للموسيقى.
وتسبب تصاعد نفوذ عناصر «داعش» في مالي، في اندلاع اشتباكات طاحنة مع مسلحي «ماسينا»، التي يقودها «أمادو كوفا»، والذي أعلن عن مقتله في عام 2018، من قبل وزيري الدفاع في فرنسا ومالي، قبل أن يعود مجددًا للظهور في فبراير 2019، خلال مقطع فيديو، منددًا بنزع الشرعية عن حكومة باماكو في مالي، ومدافعًا عن قبائل مجتمع الفولاني ضد قبائل الدوجون «أزمة طائفية بين المزارعين (يمثلون الفولاني المسلمين)، والرعاة يمثلون(الدوجون غير المسلمين)».
اشتباكات طاحنة
وفي شهر مارس 2020، اندلعت اشتباكات عنيفة بين التنظيمين، بالقرب من الحدود الموريتانية، سقط فيها العديد من القتلى والأسرى، وذلك بعد فشل مفاوضات سرية لتسوية صراع النفوذ بينهما.
وينشط «داعش»، في منطقة شمال ووسط مالي، مستغلًا النزاعات العرقية، ورغبة السيطرة على الموارد النفطية.
وفي أبريل 2019، أعلن زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي «قتل في أواخر أكتوبر 2019»، تأسيس ولاية غرب ووسط أفريقيا، وعين المدعو «أبوليد الصحراوي»؛ ليكون مسؤولًا عن فرع التنظيم في أفريقيا، بجانب قيادته العمليات المسلحة في النيجر ومالي.
«الصحراوي»، زعيم ما تعرف بحركة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا، التي تتبع تنظيم «القاعدة»، أعلن في مايو 2015، بيعة مجموعته المعروفة بـ«المرابطون» لزعيم «داعش».
كما يتمتع تنظيم «القاعدة»، بحضور قوي في منطقة الساحل الأفريقي؛ إذ تمكن من تشكيل أكبر تحالف له على مستوى العالم، وهو ما يُعرف بـ«نصرة الإسلام والمسلمين»، والذي تأسس في مارس 2017؛ نتيجة اندماج أربع حركات مسلحة في مالي ومنطقة الساحل، وهي: «أنصار الدين، وكتائب ماسينا، وكتيبة المرابطين، وإمارة منطقة الصحراء الكبرى».
ناصر مأمون عيسي، الباحث في الشأن الإفريقي
الرغبة في السيطرة
يرى ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، أن أحد أهم أسباب الخلاف الدائر بين تنظيمي القاعدة وداعش، يعود إلى الاختلاف العقائدي والفكري.
وأكد في تصريح لـ«المرجع»، أن تنظيم «القاعدة» لا يقبل مشاركة «داعش» له في تلك المنطقة، مرجعًا السبب في ذلك، إلى تعدي عناصر «داعش» على الأراضي والسكان، التي يراها «القاعدة» أنها ملكًا له وخاضعة لنفوذه.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن عناصر «داعش» يعملون حاليًّا على التوسع بصورة أكبر في المناطق التي كان يستحوذ عليها «القاعدة»؛ بهدف خطف الأضواء والسيطرة بصورة أكبر على عدد كبير من الأراضي والموارد النفطية، التي تتمتع بها تلك المنطقة.





