كورونا يضرب كأس العالم.. و«فورين بوليسي» تحذر من كارثة مونديال قطر 2022
رغم التحذيرات المشددة بتعطيل- أو تعليق- العمل الذي يعتمد على أعداد كبيرة من العمال، وتجنب التجمعات البشرية لتفادي سرعة انتشار وتفشي فيروس كورونا المُستجد (كوفيد 19)، وهي الإجراءات الاحترازية، التي ألزمت بها منظمة الصحة العالمية (سلطة التوجيه والتنسيق في منظمة الأمم الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصحة على المستوى الدولي) دول العالم مع التعامل مع الوباء العالمي، فإن قطر ضربت بكل تلك الإجراءات والتوجيهات عرض الحائط، باستمرارها فى الأعمال الإنشائية لملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، دون أدنى اهتمام بتدهور الحالة الصحية للعمال الأجانب؛ خاصةً من دول جنوب شرق آسيا، في تحدٍ صارخٍ وتهديدٍ عالمي بكارثة صحية أخطر من ما يشهده العالم الآن .
فورين بوليسي تدق ناقوس الخطر
وبناء على استغاثات من عمال الملاعب القطرية المشئومة، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية- الأربعاء 8 أبريل 2020- تقريرًا على موقعها تؤكد فيه إصابة عدد كبير من هؤلاء العمال في تجهيزات كأس العالم بفيروس كورونا المستجد.
وقال التقرير المعنون بـ(لا يمكن للعمال المهاجرين تحمل الإغلاق): إن هناك 2 مليون عامل أجنبي في قطر، وهو رقم يقترب من عدد إجمالي القطريين البالغ 2 مليون و600 ألف نسمة، وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة، تضخم عدد العمال، في محاولة من النظام القطري لإنجاز الأعمال الإنشائية الخاصة بالمونديال في الوقت المطلوب، حتى لا يسحب منها تنظيم البطولة الكروية الأهم في العالم.
سوء معاملة
وأوضح تقرير فورين بوليسي، أنه
مع انتشار وباء كورونا، تأكدت إصابة أكثر من ألفى حالة من العمال
الأجانب، علاوة على تدهور أوضاع العاملين المعيشية والصحية قبل ظهور الفيروس، خاصة
أن الحكومة القطرية لا توفر رعاية صحية للعاملين في بلادها.
ويضيف التقرير أن قطر تتمتع بتاريخ طويل من
إساءة معاملة العمال المهاجرين واستغلالهم فيما يشبه السخرة والعبودية، وهو ما
أدانته منظمات حقوقية دولية واسعة النطاق.
وفاقم الأزمة الإنسانية في قطر- وفقًا
للتقرير- عدم قدرة حكومات جنوب آسيا على الضغط على الدوحة للاعتراض على الانتهاك
الصارخ ضد مواطني تلك الدول من العمال، أو حتى المطالبة بتوفير حماية صحية ومعاملة
آدمية لهم، فجثث العمال تصل لـ«نيبال» بشكل أسبوعي من قطر، في ظل عجز نيبالي عن
مقاضاة النظام القطري بتهمة الانتهاك الآدمي للعمال النيباليين.
كارثة «اللا تباعد»
وأكد تقرير فورين بوليسي، أنه مع تبقي أقل
من 1000 يوم على انطلاق كأس العالم 2022 في قطر، مازال العمال المهاجرون يكدحون في
الملاعب ومشاريع البنية التحتية التي تقدر قيمتها بنحو 200 مليار دولار، كما ذكر
التقرير أن السلطات القطرية لا تسمح بخروج العمال لشراء الاحتياجات، رغم أن
الشركات المسؤولة عنهم لا تقدم الطعام لهم، ولم يتلق العمال
أي نوع للتوعية حول فيروس كورونا، وإجراءات الوقاية منه.
ويتساءل التقرير، كيف يمكن للعمال الحفاظ
على التباعد الاجتماعي، عندما يضطرون للذهاب إلى المصانع ومواقع البناء؟ حيث
يشترك أكثر من 200 شخص معًا في مربع عمل واحد، وغرفة نوم واحدة ويذهبون لمواقع البناء
في حافلة واحدة، حسب شهادة أحد العاملين.
الكذب القطري يجعل القتل «وفاة طبيعية»
منذ تدشين الملاعب القطرية المقررة لاستضافة المونديال، (أي منذ ست سنوات تقريبًا)، فقد 34 عاملًا حياتهم، وزعمت وزارة الصحة القطرية أن 31 حالة وفاة منهم كانت طبيعية «غير متعلقة بالعمل»، وهو مصطلح يستخدم إلى حدٍ كبيرٍ لوصف الوفيات المفاجئة من فشل القلب أو الجهاز التنفسي غير المبررة، وهو ما استخدمه الزعم القطري.
ويموت المئات كل
عام في قطر أثناء العمل في مشاريع بناء
أخرى، كما هو الحال مع الوفيات في منشآت كأس العالم، وتقول الحكومة القطرية إن غالبية هذه الوفيات بسبب القلب
والأوعية الدموية أو «الوفاة الطبيعية».
وأشار تقرير «فورين»، إلى
أنه في 11 مارس 2020، كانت نتيجة اختبار فيروس كورونا إيجابية لـ238
عاملًا يعيشون في مجمع سكني واحد في المنطقة الصناعية، ورغم ذلك يضطر العامل
للعمل رغم إصابته بالفيروس، فقطر لا تهتم بأي شيء إلا استكمال منشآتها الرياضية
والانتهاء من الاستعداد لكأس العالم حتى لو على حساب أرواح الكادحين من عمال تلك
المنشآت.
يذكر
أن قطر سجلت بشكل رسمي حتى الآن تأكيد إصابة 2000 حالة إصابة، والعدد مرشح بقوة للزيادة
والانفجار بمتوالية هندسية تبلغ أضعاف أضعاف هذا الرقم، والوصول لسيناريو فقد
السيطرة.





