سجناء طالبان.. كارت التفاوض المتبقي للحكومة الأفغانية
الإثنين 20/أبريل/2020 - 11:55 ص
نهلة عبدالمنعم
وسط اتهامات بالمماطلة والعنف، أعلنت
الحكومة الأفغانية، الخميس 9 أبريل 2020، الإفراج عن 100 من سجناء طالبان، وفقًا
لحالتهم الصحية وأعمارهم، مؤكدةً أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزامها بتحقيق
السلام والسيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».
وأشار البيان الأفغاني إلى أن السلطات الأمنية تحققت من السجناء واتجاههم للعنف، وأطلقت سراحهم بعد تقديمهم الوعود، بعدم العودة إلى حمل السلاح مجددًا، مضيفًا، أن طالبان تعهدت للحكومة بذلك، كما أكدت الحكومة الأفغانية استعدادها للتعاون الدائم مع حركة طالبان.
اعتراضات وتسريبات
ولكن الوارد من الصحف الأفغانية من تقارير وأخبار، تشير إلى أن المفرج عنهم حديثًا، لا يشملون أي عنصر من القيادات المهمة في الحركة، ولكنهم العناصر الأضعف من مجموع الـ5000 سجين التابعين لطالبان، والمدرجين بأحد بنود الصفقة المبرمة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، كشرط أساسي لبداية المفاوضات الداخلية.
فيما تأتي خطوة الإفراج بعد إعلان الحركة في 8 أبريل 2020، عبر المتحدث الرسمي لمكتبها السياسي في العاصمة القطرية «الدوحة»، سهيل شاهين، سحب الفريق المفاوض لطالبان من كابول بعد مماطلة الحركة وعدم توصلهم لأي اتفاق جدي؛ لأن الحركة كانت غير مرحبة في البداية بخروج سجنائها على دفعات مقابل خفض العنف، ورفضت ذلك نهائيًّا، طالبةً من واشنطن التدخل لإنهاء الأزمة، وتمرير البنود بأكملها، كما اتفق عليه من قبل، إبان إعلان الصفقة الأمريكية في 29 فبراير 2020.
ضغوط ومصالح
في ضوء محاولة الجماعة تشكيل ضغط على الحركة؛ لتنفيذ الاتفاقية، طالبت من واشنطن التدخل، وبالفعل سافر وزير خاجية أمريكا، مايك بومبيو إلى كابل، محاولًا تسوية الخلاف، إلى جانب زيارة لقطر؛ للقاء أعضاء وقيادات الحركة، وفي أعقاب الزيارة، هدد بومبيو الرئيس الأفغاني «أشرف غني» بخفض المساعدات المالية الأمريكية له، على خلفية الاضطرابات السياسية في البلاد.
ما اضطر أشرف غني لإعلان التفاوض مع طالبان، عبر الفيديو، ثم في كابول؛ لإعطاء وقت أطول للتفاوض، بعد تأجيل عمليات الإفراج لأكثر من مرة منذ مارس 2020، وحتى سحب الحركة لفريقها المفاوض من جلسات العاصمة الأفغانية.
وتحاول الحكومة عبر هذه المماطلة، التوصل إلى أي مكاسب سياسية ممكنة في ظل القوة العسكرية لطالبان على الأرض، وتحكمها في الأمن الداخلي لأفغانستان، وتفاوضها كطرف مباشر ووحيد مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ ما أعطاها ميزة سياسية وإستراتيجية كبيرة، فمن جهتها، تعي طالبان جيدًا ما وصلت إليه من نفوذ؛ لذا تضغط بكل ما تمتلك على الحكومة، سواء سياسيًا أو بضربات عسكرية لأهدافها بالبلاد؛ ما يزيد العنف في البلاد.





