مخيم الهول.. «داعش» يعود للظهور على أكتاف النساء في سوريا
الأحد 12/أبريل/2020 - 08:29 م
سارة رشاد
واقع صعب يعيشه مخيم الهول، الواقع بمدينة
الحسكة، شمالي شرق سوريا، ويضم بقايا أسر داعشية من نساء وأطفال التنظيم الإرهابي،
إذ نشرت وسائل إعلام عاملة بالشمال السوري أخبارًا عن ممارسة نساء التنظيم الحاملات
لجنسيات مختلفة، لنظام الحسبة أو ما يُعرف بـ(شرطة الأخلاق) على المخالفات للفهم الداعشي للدين.
وقالت شبكة فرات بوست، إن داعشيات اعتدن على فتاة باكستانية تبلغ من العمر 13 عامًا، لعدم ارتدائها للبرقع أثناء خروجها وتجولها بالمخيم؛ ما أسفر عن كسر برقبتها وظهرها، وإصابته بجروح بالغة.
ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تعتدي فيها داعشيات على أطفال ونساء داخل المخيم، إذ سبق واعتدت نسوة على أطفال كانوا يترددون على المدارس، بدعوى أنهم يدرسون مناهج كافرة.
ودائمًا ما تمارس هذه النسوة اعتداءاتهن في وضح النهار، إذ اعتادوا التعرض لضحاياهم بالسلاح الأبيض أو الخنق، أو حتى حرق الخيام.
ويُصنف مخيم الهول على أنه أخطر المخيمات على مستوى العالم، خاصة أن تكهنات قائمة باحتمالية إعادة ولادة داعش من رحم هذه النسوة المتمسكات بفكر التنظيم.
تحت الإدارة الكردية
يقع مخيم الهول 45 كلم شرق مدينة الحسكة، تحت السيطرة الإدارة الذاتية الكردية، إذ بدأ تدشينه عند انهيار تنظيم داعش وفرار مقاتليه، وفي بداية تدشينه كانت الأمور تسير نحو أنه سيكون مخيمًا للفارين من تنظيم داعش، إلا أن الأوضاع تطورت ليصبح مشتركًا بين الداعشيات بأطفالهن وغيرهن من الأسر الفارة من التنظيم.
وتستقر الداعشيات تحديدًا جنوب المخيم؛ حيث تجمع معروف بحي المهاجرات في إشارة إلى الداعشيات غير العربيات في الغالب.
وتطالب الإدارة الذاتية دائمًا بتفريغ المخيم عبر استعادة كل دولة للداعشيات الحاملات لجنسيتها، إلا أن دول قليلة جدًا التي أبدت استعدادها لاستعادة سيداتها الداعشيات، الأمر الذي جعل الإدارة الذاتية أمام أزمة مفادها حتمية التصرف في هؤلاء النسوة المتطرفات.
وتقدر الإدارة الذاتية حجم ساكني المخيم بـ30890 لاجئًا عراقيًّا و30314 نازحا سوريا و10454 مهاجرة من حوالي 60 دولة.
وفي بيان لها بتاريخ 6 أكتوبر 2019، حذرت الإدارة الكردية مما اعتبرته تنظيمًا للداعشيات لصفوفهن لنشر الفكر المتطرف، معتبرة أن التنظيم أمامه فرصة إعادة التشكيل من خلال هذه النسوة ونشاطهن.
نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية، قالت: إن داعش لا يمانع العودة بأي طريقة حتى لو على أكتاف نسائه، مشيرة إلى أن التنظيم يعمل هذه الفترة في أكثر من اتجاه حتى يتمكن من استعادة ولو جزء من قوته.
وحذرت في تصريحات لـ«المرجع» من هؤلاء النسوة التي قالت إنهن يعملن على نشر فكر داعش، مشيرة إلى أنهن يحتجن إلى عملية مراجعة لتوجهاتهن لاستبعاد الذين كفروا بفكر التنظيم منهن؛ ومن ثم عرضهن على برامج إعادة تأهيل لإعادة إدماج العائدات إلى المجتمع.





