قرابين لـ«كورونا».. هكذا تنتهك قطر حقوق العمال

كشف انتشار وباء فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد -19)، داخل قطر العديد من الخسائر والانتهاكات التي أقدم عليها نظام الحمدين؛ لاسيما في تعاملهم مع العمال وتعنتهم بمواصلة أعمالهم ما يؤكد مواصلة الدوحة العمل للانتهاء من التحضير لكأس العالم 2022 دون النظر إلى الخسائر التي قد تطول العمالة بسبب الاحتكاك المباشر والتجمعات المتواصلة وتقديمهم قرابين لـ«كورونا»، بالرغم من التنبيهات المتكررة من قبل منظمة الصحة العالمية على التقليل منها قدر الإمكان لوأد الوباء المتفشي عالميًّا.
للمزيد: بالسخرة والعبودية وكورونا.. قطر تستعد للمونديال وتقتل عمال منشآتها
الرياضية

المصلحة أولًا
شرع نظام الحمدين في السير على خطى المصلحة فوق أي شيء، وتحقيق مكاسب وقتية ولحظية لإبهار العالم ليس إلا دون النظر حقوق العمال وتلافي انتشار العدوى العالمية.
ظهرت الانتهاكات بحق العمالة في قطر عام 2018، عندما أقدمت الدوحة زيادة ساعات العمل واستبدال العقود؛ حيث وصفت جريدة «الإندبندنت» البريطانية بأن العمال في قطر يقومون ببناء الأضرحة ليناموا فيها نومتهم الأخيرة، وليس بناء الملاعب كما تزعم الدويلة القطرية.
ويعمل ما يقرب من 30 ألف عامل في مشاريع البنية التحتية لكأس العالم 2022، دون وضع قواعد لحمايتهم من خلال تطبيق رعاية العمالة الذي تم إقراره عام 2014، حيث يرتكز عشرات الآلاف من العمال المهاجرين على الطرق فى المنطقة الصناعية بالدوحة وإسكانهم في مخيمات بالصحراء حيث يتم نقلهم إلى مواقع البناء مما يجدد المخاوف ويعزز فرص تفشي الوباء القاتل، الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لنقابات العمال ITUC)) بإصدار تقرير آنذاك، وصف الدوحة فيه بأنها «بلا ضمير»، كشف من خلاله أن الانتهاكات ضد العمال شملت إقامتهم في سكن غير صالح ومكتظ، ومصادرة الجوازات الخاصة بهم من قبل أرباب العمل، إضافة إلى دفع ما يقرب من 4300 دولار لموظفي التوظيف للحصول على أي عمل في الدوحة، بجانب وجود ما يقرب من 4 آلاف عامل سيموتون قبل نهائيات كأس العالم 2022.

إصابات بالجملة
على الرغم من تفعيل بعض الإصلاحات العمالية على مدار السنة الماضية، لم تلغِ السلطات القطرية نظام الكفالة الاستغلالي، الذي يغذّي الانتهاكات ويمنح أصحاب العمل سلطة مفرطة على العاملين، إذ لايزال القانون القطري يحظر على العمال الوافدين الانضمام إلى نقابات أو المشاركة في إضرابات.
وكشفت منظمة العفو الدولية، نهاية مارس 2020، عن إصابة المئات من العمال بفيروس «كورونا» المستجد، في المنطقة الصناعية بالدوحة، حيث أكدت المنظمة أن الدوحة أغلقت أجزاء من المنطقة الصناعية، بعد تسجيل مئات الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، مطالبة إياهم بعدم التمييز في الرعاية الصحية للمصابين بكورونا.
وبينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم، نظرًا لأن معسكرات العمل في قطر مزدحمة للغاية وتفتقر إلى المياه الكافية والصرف الصحي.
وكانت الإمارة القطرية دفعت سرًا 400 مليون دولار أمريكي لممثلين في الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل 21 يومًا فقط من إعلان فوزها باستضافة مونديال 2022، إضافة إلى توقيع مسؤولين تنفيذيين من قناة الجزيرة القطرية عقدًا تلفزيونيًّا لشراء حقوق بث مباريات المونديال، هو الأضخم من بين العروض التي قدمت للفيفا.
للمزيد: السيولة «صفر».. الخطوط الجوية القطرية تتسول المساعدة بعد توقف الرحلات