الإرهاب في زمن «كورونا».. من المستفيد من حادث الطعن بفرنسا؟
أعلنت السلطات الفرنسية، الأحد 5 أبريل 2020 احتجاز سوداني ثالث على خلفية الهجوم الذي نفذه مواطنه في رومان-سور-ايزير بجنوب شرق فرنسا، السبت 4 أبريل، وأسفر عن مقتل اثنين، وإصابة آخرين، منهم اثنان في العناية المركزة.
وطبقًا للنيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا بدأ التحقيق في الحادث كمؤامرة إرهابية، إذ أكد الشهود أن الجاني صاح بلفظ «الله أكبر» قبل هجومه بالسكين على عدد من المارة، وطعن بعض الموجودين في مخبز ومتاجر بالمنطقة، كما عثرت السلطات حين تفتيشها منزله على لوحات مكتوبة تعبر عن الغضب من الحياة في بلاد الكفرة، على حد قول مسؤولين فرنسيين.
وأكد المسؤولون أن المتهم لم ينكر الاتهام، لكنهم اضطروا لتأخير استجوابه نظرًا لحالة الاضطراب التي كانت تعتريه آنذاك، ومن المقرر أيضًا أن يخضع لفحص نفسي للتأكد من سلامة قواه العقلية، والتأكد من مدى تطرفه، وتحديد ما إذا كان ارتباطه بالإرهاب فكريًّا فقط أو تنظيميًا أيضًا، إذ لم تعلن بعد أي جماعة متطرفة مسؤوليتها عن الحادث.
ويدعى المهاجم بـ(عبدالله أحمد عثمان)، ويبلغ من العمر حوالي 33 عامًا، ويعيش في فرنسا منذ لجوئه إليها في 29 يونيو 2017، وحصوله على تصريح إقامة لمدة 10 سنوات، ولم يكن مدرجًا على قوائم وزارة الداخلية من قبل، كما ألقت السلطات القبض على رجل ثانٍ وهو من أقارب عبدالله، فيما يعيش المتهم الثالث بذات البناية التي يسكن بها المهاجم، طبقًا لموقع «فرانس برس».
من الجاني؟
إلى أن تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث تبقى الاحتمالات جميعها مفتوحة، سواء كان المسؤول تنظيم «داعش» أو «القاعدة»، فالقاعدة لطالما هدد فرنسا بالعمليات الإرهابية، واستهداف مصالحها في الدول المختلفة منذ القيادة الأولى للتنظيم، حينما هدد أسامة بن لادن بالهجوم على مواطنيها في تسجيل صوتي أكتوبر 2010 متوعدًا الدولة دون غيرها من منطقة اليورو.
وفي فيديو بث في مايو 2011 شن أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة تهديدات لفرنسا، كررها في مارس 2018، حين حث أتباعه على مهاجمة الجنود الفرنسيين بالساحل الأفريقي، وفي تهديد أخر دعا القاعدة في مايو 2018 لاستهداف الشركات في غرب وشمال فرنسا.
أما «داعش» فيعتبر فرنسا أرضًا مهمة لعملياته، ولعل أحداث نوفمبر 2015 هي الأعنف، حين نفذ التنظيم سلسلة هجمات على باريس منها مهاجمة مسرح باتكلان، وملعب فرنسا؛ حيث كانت تقام مباراة ودية بين ألمانيا وفرنسا حضرتها المستشارة أنجيلا ميركل قبل أن تغادر هي والجمهور الملعب لتأمينه بعد محاولة التفجير الشهيرة، وذلك إلى جانب إطلاق النار في عدد من شوارع باريس؛ ما خلف حوالي 130 قتيلًا ومئات الإصابات.
وفي تصريح سابق لـ«المرجع» يقول العميد خالد عكاشة، الخبير المصري في مكافحة الإرهاب: إن الجماعات الإرهابية تستغل فرنسا في عملياتها لمزيد من الأضواء والشهرة والتركيز الإعلامي لإيصال رسالتها بشكل أكبر إلى العالم، إلى جانب اشتراك باريس في التحالفات الدولية لمحاربة الإرهاب، وعملها العسكري في أفريقيا التي تعتبرها التنظيمات مقرات إقليمية مهمة.
الإرهاب وكورونا
من جهة أخرى، فإن انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم ألقى بظلاله على القيادة الداعشية، فعبر بيان بعنوان «بطش ربك لشديد»، دعا التنظيم عناصره للابتعاد عن أوروبا التي يعتبرها مركز الوباء، ناصحًا إياهم بتوخي إجراءات السلامة.
ولكن موقع «دويتش فيلا» الألماني حذر في تقرير في 30 مارس 2020 من أن البيانات الأخرى للعناصر بها شبهة السعي لاستغلال الانشغال العالمي بمواجهة كورونا لتنفيذ ضربات إرهابية قوية، في ظل تكريس الجهود العسكرية والأمنية للسيطرة على الفيروس عبر مراقبة حظر التجوال وإجراءات العزل المنزلي.
المزيد.. بالفيديو.. كيف تعاملت الجماعات الإرهابية مع وباء «كورونا»؟





