ميليشيات إيران تُطلق حملةً جديدةً لتهجير أهالي حلب
رغم خفوت حدة المواجهات العسكرية في الشمال السوري على وقع انتشار فيروس كورونا المستجد والتزام عدد كبير سواء من المقاتلين أو المدنيين بعدم مغادرة أماكنهم، خوفًا من الإصابة بالعدوى القاتلة، لم يعد في إمكان المئات من سكان مدينة حلب البقاء في بيوتهم بسبب إطلاق الميليشيات التابعة لإيران، والتي تقاتل في سوريا حملةً جديدةً لتهجير هؤلاء السكان، وإجبارهم على تسليم منازلهم للعناصر الميليشياوية.
للمزيد التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا.. الأدوات والتداعيات
ووجهت الميليشيات التي تسيطر على المنطقة منذ نهاية عام 2016 إنذارات بالطرد إلى قرابة 70 عائلة في الجزء الشرقي من مدينة حلب شملت أحياء الصاخور، والشعار والكلاسة والأنصاري، بضرورة الرحيل عن بيوتهم خلال 7 أيام على أقصى تقدير، وإلا تم اعتقالهم.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة طويلة الأجل لتشييع مدينة حلب عبر عملية تغيير ديموغرافي تهدف لإحلال عائلات مقاتلي الميليشيات الشيعية محل السكان المحليين على غرار ما حدث في مدينة دمشق وما حولها.
كما تتضمن الخطة منح الجنسية السورية لهؤلاء المقاتلين، والذين جاء معظمهم من باكستان وأفغانستان وإيران والعراق، وتنتظر عائلات أفراد الميليشيات الإيرانية تسلم تلك المنازل، التي من المرتقب أيضًا أن يتم منح عدد منها لميليشيا «الدفاع الوطني» لتعمل كمقرات رسمية لها، بحسب وسائل الإعلام المحلية، كما يقاتل ضمن تلك الميليشيات عدد من الفلسطينيين المنضوين تحت ما يعرف بـ«لواء القدس» المقرب من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة وهو أيضًا يضم آلاف المقاتلين ويتمركز بشكل أساسي في حلب، كما ينشط أيضا في ذات المدينة ما يعرف بـ«فيلق المدافعين عن حلب»، وقد ألحقت طهران بهذه المجموعة جمعيتين هما مؤسسة أوج ومجمع مهاد بحجة رعاية أرامل وأيتام قتلى هذا الفيلق في المواجهات العسكرية.
وفي ظل تفشي الفيروس المستجد القادم من الصين، بين أهالي حلب، بدأت الميليشيات الموالية في اتخاذ تدابير للوقاية من كورونا في نقاط تجمعها الرئيسية في مدينة حلب، ومن ضمنها إيواء عناصرها وذويهم في مساكن منفصلة في أحياء المدينة الشرقية.
يأتي هذا بعد تحذير رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية، عبد النصير أبو بكر، من تفشي الوباء في سوريا بسبب عناصر الميليشيات القادمين من إيران التي أضحت بؤرة تفشي للوباء، والتي تنتشر في معظم مناطق حلب.
إلى ذلك ارتكبت الميليشيات الإيرانية، مجزرة جديدة بحق مواطنين سوريين من أهل السنة في ريف الرقة، صنفت ضمن حملة الانتقام لمقتل، قاسم سليماني، قائد ميليشيا فيلق القدس الإيراني، وهي المجزرة الرابعة منذ مقتل الجنرال الإيراني في الثالث من يناير الماضي.
من جهته أكد الباحث في الشؤون الإيرانية محمد علاء الدين، أن الميليشيات الإيرانية هجرت بالفعل عشرات الآلاف من شرق مدينة حلب التي تعد عصب الاقتصاد السوري ضمن حملة لتغيير المشهد الديموغرافي بالمدينة وخلخلة التركيبة المذهبية بها.
وأضاف الباحث في الشئون الإيرانية في تصريحات لـ«المرجع» أن لواء زينبيون وكتائب حضرة زينب وكتائب الإمام الحسين ولواء الإمام الرضا ومليشيا فاطميون وغيرها من الميليشيات الإيرانية تنتشر في محافظة حلب بأعداد كبيرة، وقد نشطت في عدد من الفعاليات خلال الأيام الماضية رغم تفشي الفيروس؛ لكن الميليشيات بدأت متأخرة في اتخاذ إجراءات التباعد المكاني ومن المؤسف أنه قد يكون على حساب المواطنين السوريين الذين سيتعرضون للتهجير من منازلهم التي يملكونها وسيكونون عرضة لفتك الوباء بهم من أجل عيون الميليشيات الايرانية الدخيلة على بلادهم.





