شمالًا وجنوبًا.. السكين «التركي ــ الإيراني» يشطر الكعكة اللبنانية
الخميس 16/أبريل/2020 - 02:26 م
أسماء البتاكوشي
تحاول كل من تركيا وإيران السيطرة على الداخل اللبناني؛ إذ أسست أنقرة بعض المشروعات التعليمية والإنمائية في الشمال اللبناني، بالمدن التي يقطنها السنة، باعتبارها الفصيل السياسي الأقرب لها، من الناحية الأيدلوجية والمذهب الديني، بينما تـسعى إيران للسيطرة على جنوب لبنان، من خلال «حزب الله»، ذراعها الذي يتمتع بجماهيرية ونفوذ كبير.
ويشهد لبنان قبضة قوية لذراع إيران؛ إذ إن تلك السيطرة تبلغ درجة التحكم بالقضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية، فضلًا عن فرض الرأي على الحكومة.
تأسس «حزب الله» في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، وبزغ نجمه إلى واجهة الأحداث أثناء الاحتلال الإسرائيلى لجنوب لبنان عام 1982، ولكن جذوره الفكرية تعود إلى ما يعرف «الصحوة الشيعية» في لبنان فى الستينيات والسبعينيات، التي شهدت ظهور نشاط علمي شيعي ومرجعيات دينية في جنوب لبنان، كمرجعية «حسين فضل الله».
يشار إلى أن لبنان شهد احتجاجات في الفترة الماضية؛ لتخليص البلاد من الهيمنة الإيرانية، التي أدت إلى تحكم «حزب الله» في البلاد؛ فضلًا عن حالة الانهيار الاقتصادي والسياسي، بحسب ما قاله وزير العدل السابق أشرف ريفي.
وعلى الرغم من التوافق فى الأهداف بين كل من طهران وأنقرة، إلا أن كلًا منهما على خلفية امتلاكه مشروع أيديولوجي في المنطقة، يسعى ليكون له نصيب الأسد من ثروات لبنان؛ فتعبث تركيا فى مناطق الشمال السني، وفي المقابل، تعبث إيران فى المناطق الشيعية بالجنوب؛ ما يمثل تقسيمًا للكعكة اللبنانية؛ إذ تعد لبنان من أكثر الدول المعرضة للتدخلات الخارجية؛ نظرًا لطبيعة نظامها السياسي، القائم على التعددية المذهبية.
استقطاب الجماعات السنية
عملت تركيا على استقطاب الجماعات السنية، خاصةً من الفلسطينيين المقيمين على الأراضي اللبنانية؛ رغبةً منها في إيجاد موطئ قدم لها، وعلى ذلك، تم تأسيس جمعية «الصداقة اللبنانية التركية» في صيدا عام 2010.
كما تسعى أنقرة لإنشاء مراكز ثقافية؛ لتعليم اللغة التركية، والترويج للثقافة التركية شمالي لبنان، مع تقديم تسهيلات كبيرة في هذا الإطار.
وقدمت أنقرة عددًا من المشروعات الاستثمارية؛ لخدمة الأهالي، فضلًا عن المنح الدراسية للطلاب؛ لمتابعة تحصيلهم الجامعي سنويًّا، بما لا يقل عن 5 منح دراسية.
كما تحاول تركيا فرض نفوذها على لبنان، من خلال بعض الجماعات السياسية؛ ما ظهر جليًّا من خلال دعمها «جمعية حراس المدينة»، التي يرأسها السياسي «محمد شوك»، المعروف بـ«أبومحمود».
وتضم تلك الجمعية أطيافًا سياسية لبنانية مختلفة، خاصةً قبل فترة التظاهرات التي اندلعت في لبنان، خلال عام 2019؛ اعتراضًا على الوضع الاقتصادي المتدهور، وعدم قدرة النخبة السياسية في ذلك الوقت على إدارة الأزمة.
وتتزايد أعداد الجمعيات الأهلية في لبنان، والتي في مجملها، ترتبط بصورة مباشرة بالكثير من الدول الإقليمية والدولية؛ ما يمثل دافعًا مهمًا لتركيا؛ لاستغلال الفرصة، في زيادة ارتباطها بهم، من خلال دعمها المالي، ورعايتها ومساعدتها، في التأثير على المواطنين؛ لصالح تحقيق أهدافها.
للمزيد: «أتراك لبنان».. ورقة «أردوغان» لاستعادة الخلافة العثمانية المزعومة





