شعار إخوان تونس.. كل شيء في السياسة «حلال»
الأحد 03/يونيو/2018 - 10:45 م
حور سامح وأحمد عادل
كعادة الإخوان، ورقصهم على كل الحبال، والتلون بكل الألوان بما يخدم مصالحهم، افتتح راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية (فرع الإخوان فى تونس)، مساء أمس السبت 2 يونيو 2018 فندق «حلال»؛ بحضور عدد كبير من قيادات حركة النهضة، التي أثنت على فكرة الفندق، القائمة على منع الخمور والاختلاط بين الجنسين، ووفق تصريحات إدارة الفندق فإن الفندق لا يقبل سوى استضافة العائلات «المتدينة» فقط، عبارة تثير الريبة والتساؤل، إضافة لتنظيم سهرات دينية، وهنا يطرح السؤال نفسه، من الذي سيحكم بتدين العائلات ليقبل استضافتها في «حلال أوتيل»؟.
ويبدو أن الإخوان لم يفتتحوا فندق «حلال» فقط، بل اتخذوا من اسم الفندق شعارًا لكل مواقفهم اقترابًا وابتعادًا من الدين أو السياسة وكل ما يخدم مصالحهم، وليس الغريب في موقف حزب النهضة أنها من المفترض تعبر عن نفسها كحزب سياسي بعيدًا عن الدين، ولكنها لا تتوقف عن استخدام الدين.
حازت النهضة مؤخرًا على الأغلبية بالانتخابات البلدية، بنسبة 27%، يسيطر الحزب على 12 بلدية من أصل 16، وهي نسبةٌ كبيرةٌ في الانتخابات التونسيَّة، واستطاعت إزاحة حزب «نداء تونس» من موقع القوة السياسيَّة، كما ترتب نفسها تنظيميًّا لاكتساح المشهد السياسي من جديد، والوصول للرئاسة مثل عام 2011.
يذكر أن حزب النهضة التونسي يسيطر على الساحة السياسيَّة حاليًّا بشكل مكثف خصوصًا بعد انتخابات البلديَّة، إذ أصر راشد الغنوشي على الإبقاء على الحكومة الحاليَّة برئاسة يوسف الشاهد، وهو ما يرفضه حزب نداء تونس، الذي يمثل المعارضة في تونس.
ويرأس يوسف الشاهد الحكومة التونسية منذ أغسطس 2016، ويشارك في صياغة «وثيقة قرطاج 2»، حركة النهضة (68 نائبًا – إسلامي)، وحزب حركة نداء تونس (ليبرالي - 56 نائبًا من أصل 217)، وعدد من التحالفات الأخرى.
التضارب الذي تعانيه حركة النهضة في تونس يوضح موقفها، ففي عام 2016 عقدت حركة النهضة مؤتمرها العاشر لتعلن فصل الدين عن السياسية واتخاذ العلمانية موقفًا (ظاهريًّا) للحزب السياسي، وذلك بعد تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في عدد من الدول، وهو ما دعاها لنفي التهمة عن نفسها بكونها ليست تابعة للجماعة الأم، وكذلك لتجديد حالتها السياسية أمام المجتمع التونسي، فتعمل على الاستحواذ على السلطة مرة أخرى كما فعلت في عام 2011م وبسبب نبرة التعالى التي يقوم بها الإخوان عادة وفشل الحكومة، تراجعت النهضة في الانتخابات التي تلتها، وتحاول الاستحواذ على السلطة خلال تلك الفترة وتعمل منذ سنة على ذلك لتكتسب الأصوات والقوى التي خسرتها خلال توليها الحكم.
ولكن لا يستطيع النهضة التنصل من كونه ذا مرجعية دينية، فمع انتخابات البلديَّة وحصوله على الأغلبية، بدأ المشاركة في فعاليات دينية، والإشادة بكون ذلك التجربة تقوم على يدهم، بالرغم من إعلانهم فصل الدين عن السياسة.
لم تكن المرة الأولى التي يعلن فيها «النهضة» فصل الدين عن السياسة، ففي 6 يونيو 1981م، أعلنت النهضة تحولها من حزب سياسي، وابتعادها عن الدين، يعد فشل طلب الحصول على الاعتراف بحزبها السياسي عام 1987، وحملة القمع على الحركة التي انتهجها نظام «بن علي» منذ 1989 حتى الثورة، عملت النهضة حركة سرية داخل تونس، وحزبًا سياسيًّا في المنفى بالخارج، وتركزت أنشطتها بشكلٍ كبير على التظاهرات ضد نظام «بن علي»، بجانب تقوية الروابط مع الحركات ، وبالتالي فالنهضة تستخدم فكرة فصل الدين عن السياسة كنوع من أنواع المناورة السياسية لتغيير جلدها على الساحة السياسية.





