«التاريخ» حين يكتبه الإخوان.. تونس ولاية عثمانية بوثائق «سيتا» التركي
في سبيل تحقيق حلم "الخلافة العثمانية" الذي طالما يراود الرئيس التركي أردوغان، للسيطرة على ثروات الشرق الأوسط، يعمل مركز سيتا للدراسات السياسية والاستراتيجية بأنقرة، لدرجة أن المركز التركي تورط في تدريب عشرات المهندسين التونسيين بالتنسيق مع حركة النهضة الإخوانية في تونس، ومن ثم إرسالهم إلى حكومة الوفاق الإخوانية في ليبيا.
تبييض وجه تركيا
في مركز سيتا تدرب 76 مهندسا تونسيا في مدينة اسكيشهر بتركيا، في مجالات حيوية مثل الهندسة البيولوجية والميكانيكية والاتصالات لدعم حكومة السراج، بالتعاون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية بقيادة رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي السابق، الذي نظم أكثر من مؤتمر "لسيتا" بالتعاون مع مراكز ليبية وتونسية أخرى لدعم التدخل التركي بليبيا محاولين تبيض وجه "تركيا"، وهذا التعاون كان منذ سنوات عدة.
ففي 2016 نظم المركز التونسي للدراسات الاستراتيجية مؤتمرا بارزا حول آفاق التعاون بين تركيا والمغرب العربي، محاولين إبراز الدور التركي في هذه المنطقة، واستقبل العديد من الباحثيين الأتراك، بالتعاون مع مركز "الوثائق العثمانية" للدراسات التركية بتونس، بقيادة زبير خلف الله الباحث التونسي الذي طالما روج للخلافة العثمانية؛ حيث ادعى بأننا في حاجة لتصحيح المسار بين العلاقات التركية والمغرب العربي التي قطعها الغرب، وأن تركيا بدأت سياسة انفتاحية منذ 2002 على المنطقة العربية، وعند انطلاق الثورة التونسية وقفت تركيا بجانب تونس وليبيا ومصر، مشيرا إلى المشروع التركي لتوحيد المنطقة تحت مسمى "مشروع المغرب العربي" الذي يعد قوة كبرى.
ويروج المركز للتاريخ العثماني والكتب مثل "تاريخ الأقطار العربية في الخلافة العثمانية" و "دخول طرابلس تحت الحكم العثماني"، كما يروج الدراسات والأبحاث على موقع تابع له "أدرس التاريخ".
ويروج "خلف الله" لتاريخ تونس في العهد العثماني، الذي وصف التوانسة بالجهل به ووصف العثمانيين بالمستعمرين وأنهم أسقطوا البلاد وهذا ليس لعلمهم بالتاريخ العثماني في تونس ولكن كيداً في الرئيس التركي رجب أوردغان، إذ يوجد مئات الآلاف من الوثائق العثمانية عن تونس في أرشيف رئاسة الوزراء في إسطنبول، مشيرا إلى أن تونس هي التي طلبت من السلطان العثماني الإغاثة من الاستعمار الإسباني الذي عاث في الأرض فسادا، وأن العثمانيين حكموا تونس أربعة قرون دون أن يفرضوا عليهم اللغة التركية ولا المذهب الحنفي ولا التتريك في مقابل فرنسا التي فرضت اللغة الفرنسية وأضاعت الهوية، وقال إن هذا من خلال الأرشيف العثماني والوثائق كما أدعى في تقرير له بعنوان "إلى الذين يصفون العثمانيين بالمستعمرين لتونس" يناير الماضي.
جمعية الإخوة التونسية التركية
لم يوقف تعطل نشاط مركز الوثائق العثمانية، نشر "خلف الله" أستاذ التاريخ العثماني بجامعة ماردين التركية الآن أفكار الخلافة العثمانية بين التوانسة، فعبر جمعية الإخوة التونسية التركية المسجلة بإسطنبول في 2017، لنشر هذا الفكر بين الطلاب.
وقال إنه منذ تولي حزب العدالة والتنمية بتريكا منذ عام 2002 وهو مصدر إلهام للشعوب العربية، وأن الثورة التركية الصامتة مصدر إلهام للشعب التونسي والشعوب العربية بمصر وليبيا وسوريا واليمن.
ويرى "خلف الله" أن مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية ما هو إلا محاولة لوقف التعاون بين تركيا ومنطقة الشمال الأفريقي للحفاظ على مصالح الدول الأوروبية بحسب قوله لوكالة أنباء تركيا، ومازال "خلف الله" يلعب دور تبييض الوجه التركي لمحاولة نشر أفكاره بين الشعب التونسي عبر مركز الأبحاث تارة والندوات والمؤتمرات والمواقع البحثية مثل "أدرس التاريخ" للترويج للخلافة العثمانية، والمقالات.
للمزيد..أبرزها «سيتا».. مراكز «إخوان تونس» البحثية تبرر تجاوزات أردوغان في ليبيا





