ad a b
ad ad ad

«سيتا».. مركز تركي يهدم القومية العربية لصالح التوسع العثماني

الجمعة 27/مارس/2020 - 06:10 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يعد مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية في تونس، شريكًا رئيسيًّا لمركز الأبحاث التركي «سيتا»؛ إذ يستغله الأخير كأداة تسويق سياسي لما تهدف الأجندة التركية لتحقيقه بالمنطقة العربية، لاسيما في ليبيا.


وتسعى الحكومة التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان للتدخل عسكريًّا وسياسيًا بالأراضي الليبية؛ لتنفيذ عدد من المصالح الإستراتيجية والاقتصادية، ومنها السيطرة على غاز البحر الأبيض المتوسط، وتصعيد قيادات جماعة الإخوان وعناصرها للحكم؛ لضمان استفادة التنظيم الدولي من الأوضاع بالبلاد، وذلك بمساعدة حزب النهضة التونسي، التابع للجماعة.


وفي سبيل ذلك، توظف تركيا مراكز الأبحاث والدراسات السياسية؛ لتبرير أفعالها في المنطقة، ووضع تصورات مغلوطة لحقيقة اقتحامها الوضع السياسي الليبي، وكذلك كل مواقفها، ويعتبر مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية، من أبرز هذه المراكز في تونس، والمنطقة ككل.

«سيتا».. مركز تركي

ماذا عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية؟

أسس مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية في العاصمة التونسية تونس يناير 2014، وله فرع آخر بلندن، على يد رفيق عبدالسلام، أحد أهم وأبرز رجال الإخوان في البلاد؛ إذ يعمل عبدالسلام بالمكتب التنفيذي لحزب النهضة.


كما شغل منصب وزير الخارجية «2011-2013»، إبان رئاسة المنصف المرزوقي لتونس، وبعد نهاية عمله، كلفه حزب النهضة بتولي ملف العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان في تونس، وبذلك كانت تركيا من أولى الدول التي اهتم عبدالسلام بتوطيد العلاقة معها؛ لحفظ المصالح المشتركة بينهما، والسعي لمزيد من المكاسب الاقتصادية في المنطقة.


تعاون متبادل

يحرص مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية، على عقد اجتماعات دورية مع خبراء مركز سيتا، كما تركز الاجتماعات على الاهتمام بالشخصيات السياسية في ليبيا وتونس وتركيا، وتكون أغلب هذه الاجتماعات؛ للحديث عن ليبيا والتعاون بين الدول الثلاث.


ففي 22 نوفمبر 2016، عقد اجتماع من هذه النوعية، تحدث فيه المجتمعون عن ليبيا واتفاق الصخيرات، وكيفية تمكين فايز السراج وحكومته من الأوضاع في البلاد، عن طريق شرح مجريات الأمور بالداخل، وفقًا للأجندة التركية وتبرير التدخلات بالمنطقة.


النزعة العثمانية

يتضح من اجتماعات المراكز، وما تفرزه من مناقشات، وجود حرص دائم على الإشارة للخلافة العثمانية ومفرداتها السياسية والتاريخية والدينية، والاحتفاء بما قدمته للمنطقة العربية؛ إذ يروج الحاضرون بأن الخلافة العثمانية لا تمتلك ماضيًا سيئًا مع دول المغرب العربي، بل الترابط الحضاري القديم بينهم كان جيدًا.


إذ يدفع خبراء سيتا، بأن الدولة العثمانية حرصت على إجلاء الإسبانيين عن تونس، وإبعاد القوى الاستعمارية الغربية عنهم، كما أن نموذج التقدم السياسي بالبلدين متشابهًا، وبني على مقومات متقاربة؛ لذا فمن الأجدر، أن تتصاعد الارتباطات السياسية بين البلدين.


والأخطر من ذلك، أن باحثي سيتا يروجون في أحاديثهم أثناء الاجتماعات المشتركة، أن القومية الوطنية والعربية أبعدت بينهم وبين الأتراك في الماضي القريب، ولكنها لم تعد ترضي طموح المواطنين العرب للانفتاح والتعامل مع أنقرة، وهو ما يظهر في ضرورة زيادة الاستثمارات بين المغرب العربي وتركيا، أي تدفع الرابطة المريبة بين الإخوان والأتراك إلى أن القومية الوطنية والعربية مقومات سياسية بالية.

 

للمزيد.. كلمة السر «سيتا».. خبراء تونسيون مع السراج بتكليف من أردوغان للغنوشي

الكلمات المفتاحية

"