رفيق عبد السلام.. ذراع «الغنوشي» لتنفيذ المخطط الإخواني في ليبيا
الخميس 09/أبريل/2020 - 12:28 م
سارة وحيد
لعب «رفيق عبد السلام»، صهر راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية «إخوان تونس» دورًا كبيرًا في تسهيل الطريق للغنوشي؛ لتنفيذ مخططاته الإخوانية داخل ليبيا.
ورفيق هو زوج سمية ابنة الغنوشي، وتعمل باحثة في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن، وتكتب باستمرار، منذ عام 2006، في صحيفة الجارديان البريطانية.
وانضم «رفيق عبد السلام» للمكتب السياسي لحركة النهضة في المهجر، فيما بين عامي 2001 و2007، كما كان عضو مجلسها للشورى، وانتخب في المؤتمر التاسع لحركة النهضة عضو مجلس الشورى، وتولى رئاسة قسم الدراسات البحثية بقناة الجزيرة القطرية.
وتولى رفيق مهامه وزيرًا للشؤون الخارجية، في حكومة حمادي الجبالي، عام 2011، ولقي حينها رفضًا من قبل العاملين في وزارته، باعتباره صهرًا لراشد الغنوشي.
أزمة داخل النهضة
تسببت علاقة «الغنوشي» بـ«رفيق عبد السلام» في العديد من الانشقاقات داخل حزب النهضة، خاصةً وأن الغنوشي وضع صهره في مؤسسات حساسة داخل الحركة؛ ما جعل أعضاءها يشعرون بأن رفيق مقدم على الجميع، وحتى على مسؤوليات عبد الفتاح مورو، مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية، التي انعقدت 15 سبتمبر 2019.
ووجه عدد من أعضاء النهضة المنسحبين عددًا من الاتهامات لـ«الغنوشي»، حول مسألة تعيين الأقارب وممارسته لنفوذه؛ من أجل تعيين صهره وزيرًا للخارجية في حكومة حمادي الجبالي، رغم أنه لا يملك من المقومات الدبلوماسية ما يؤهله للقيام بواجبات هذا المنصب الرفيع، لاسيما وأن «عبدالسلام» لاحقته تهم فساد وإهدار للمال العام، وأُحيل للقضاء عام 2014، وقيل: إنه يملك حسابات بنكية غير قانونية في بنما.
وذكر القيادي المنسحب من حركة النهضة، فريد التيفوري، أن
عبد السلام كان يتلقى أموالًا من عزمي بشارة، صاحب قناة العربي الجديد الموالية
للإخوان؛ لتمويل أحد المراكز الإعلامية، الذي تترأسه سمية الغنوشي، ويساهم في نشر
فكر جماعة الإخوان وتبني أفكارها ومواقفها.
الذراع اليمنى
اعتمد «الغنوشي» على صهره في العديد من المهام، فكان يرافقه دائمًا أثناء مقابلاته واجتماعاته مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان في تركيا، وحتى عندما قام زعيم النهضة برحلة إلى باريس، في ربيع 2018، اصطحبه معه، وحينها انتقد التونسيون الدبلوماسية الموازية بقيام تونسيين ليس لديهم صفة رسمية بتمثيل تونس في فرنسا.
مركز بحثي مشبوه
في يناير 2014 أسس «رفيق عبد السلام» مؤسسة بحثية، وهي مركز للدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية، ويقع مقره في تونس العاصمة ولندن، وهو مديره العام، ولعب المركز دورًا مهمًا في تسهيل وتنفيذ مخطط الغنوشي وأردوغان في ليبيا.
في نوفمبر 2016، عقد مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية بتونس، بالشراكة مع مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية – سيتا- فى تركيا، ندوة بعنوان «تركيا والمغرب العربي وآفاق التعاون»، وشارك فيها باحثون وسياسيون أتراك وليبيون وتوانسة، منهم برهان الدين دوران المدير العام لمركز «سيتا» للدراسات، وفخر الدين ألطون مساعد المدير العام لمركز «سيتا» ومدير عام فرع إسطنبول، ورفيق عبد السلام مدير المركز، والسنوسي بسيكري مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية، ومسعود أوزجان رئيس الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية التركية، ودارت المناقشة حينها حول الإستراتيجية التركية والتونسية لدعم ليبيا.
وظهرت أطماع الإخوان وأردوغان صريحة في ليبيا خلال كلمة «أوزجان»، الذي أكد في حديثه على أهمية ليبيا ومصادر الطاقة فيها بالنسبة لتركيا، موضحًا أن أنقرة لديها استثمارات كبيرة في ليبيا، وسيتم دعم الاقتصاد الليبي، من خلال القروض والبنية التحتية والصحة، وسيبقى هذا الدعم مستمرًا.
وضع تركيا في دور المظلومية
نشر مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية، دراسة بعنوان «الاتفاقية الليبية التركية وانعكاساتها على مشهد الصراع في ليبيا»، وضعت تركيا في دور الضحية، وأن أنقرة لم تقف مكتوفة الأيدي، وهي ترى دول الإقليم تتقاسم النفوذ، وتستحوذ على موارد النفط والغاز، زاعمةً أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين مصر وقبرص واليونان وإسرائيل في عام 2013، كان فيها إجحاف لحقوق تركيا وليبيا في شرق البحر المتوسط، ولهذا تدخلت في ليبيا؛ للحفاظ على حقوقها.
ليس هذا وحسب، فقد اهتم مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية، بتلميع «أردوغان»، من خلال رصد المساعدات المالية التركية للصومال والسودان، وزياراته المتكررة للقارة الأفريقية، والتي بلغت نحو 28، مع وفود من الوزراء ورجال الأعمال، وتقديمهم لمساعدات مالية وصحية ودعم اقتصادي للقارة.
دعم الإخوان في ليبيا
مؤخرًا، من أجل تأمين الوجود الإخواني في ليبيا، استعان مركز«سيتا» التركي، بنظيره «الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية» في تونس، والمركز الليبي للبحوث والتنمية في طرابلس، وأشرف المركز التونسى، على اختيار المهندسين التونسيين الذين تم تدريبهم وإرسالهم إلى ليبيا كخبراء تقنيين؛ لدعم القدرات الدفاعية لحكومة السراج في ليبيا.
وكشف المستشار العسكري بالرئاسة التركية، مراد أصلان، أن الدولة التركية عن طريق «سيتا» تتولى تمويل عملية تدريب وإرسال الخبراء التقنيين من المهندسين التونسيين إلى ليبيا، وأن مؤسسات رسمية في حكومة طرابلس، هي التي تتعاقد رسميًّا معهم، وأن مركز الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية في تونس من يقوم بالمتابعة الميدانية.
وتابع، أن الدفعة الأولى من الخبراء التقنيين من المهندسين التونسيين، باشرت عملها في طرابلس منذ مطلع فبراير، وكان مقررًا أن تنطلق عملية تدريب الدفعة الثانية منهم وعددهم 48 مهندسًا في تركيا، لكن انتشار فيروس كورونا والإجراءات الوقائية المتبعة في معظم البلدان أرجأت انطلاق عملية التدريب، مشيرًا إلى أن الدفعة الثانية من الخبراء التقنيين سيتم إرسالهم إلى مصراتة ومدن ليبية أخرى لدعم حكومة طرابلس.





