ad a b
ad ad ad

«كورونا» ينهش إسبانيا ويحولها إلي رابع بؤرة انتشار

الإثنين 23/مارس/2020 - 05:20 م
المرجع
شيماء طهطاوي
طباعة

لم تكن إسبانيا على موعد مع فيروس كورونا حتى الأسبوع قبل الماضي، لتبدأ قصته داخل المملكة بالحديث عما يحدث في إيطاليا – مجرد متابعة للأخبار- بيقين أنه لم ولن يحدث داخل الولايات الإسبانية، حتى يوم الثالث من مارس الجارى لتعود إحدي الصحفيات المختصة في تغطية الأحداث الرياضية من روما بعد تغطية مباراة بين فريقي لإسبانيا وإيطاليا مصابة بالفيروس، ثم سائحين إيطاليين في برشلونة تبعها طالب مصاب عائد من رحلته من إيطاليا.


كانت العاصمة مدريد بعيدة كل البعد عن أي إصابات إلى أنه خلال أسبوع واحد فقط ارتفعت حدة الإصابات بين إقليمي الباسك وكاتالونيا ومن ثم إلى مدريد، وأصبحت الأعداد في ارتفاع مستمر. 


وحتي اللحظات التي تم كتابة التقرير فيها وصل عدد الإصابات أكثر من 28 ألفا و500 حالة إيجابية، وألف و720 حالة وفاة منها ألف حالة وفاة في العاصمة مدريد بعد تسجيل 394 حالة وفاة في الـ24 ساعة الماضية، وتم شفاء ألفي و575 بعد التغلب على المرض.



شوارع إسبانيا


أينما تسير تشاهد المناطق الأشهر في إسبانيا عبر البث المباشر، والتي كانت أكثر اكتظاظا بالمشاة والسائحين لم تجد إلا دوريات الشرطة بين حين وآخر، وكأن المدن يسكنها الأشباح، فقط كل يوم الثامنة مساء يمكنك أن تخرج من شرفتك وتضيء الأنوار لتصفق بقوة؛ تحية لجنود دفاع الصف الأول من الأطباء والممرضين مع غناء النشيد الوطني لإسبانيا.


أُغلِقَت الكنائس والمساجد، المحال التجارية، المطاعم، المقاهي والبارات بقرار من الحكومة في 13 مارس؛ إضافة إلى المراكز التجارية، ولم يبق سوى المستشفيات المكتظة بالمصابين، الصيدليات ومحال المواد الغذائية، وكما الحال في دول العالم، فأغلب السلع غير موجودة وخاصة مواد التنظيف والألبان.


تجديد الطوارئ 15 يومًا


ولأن الموقف أصبح في يد الحكومة، فكل يوم تعلن قرارات جديدة من شأنها حل الأزمة، إلا أن رئيس الحكومة بيدرو سانشيث أعلن الاثنين 23 مارس أن «الأسوأ لم يأتِ بعد»، بعد اجتماعه «عن بعد» عبر الفيديو مع رؤساء الولايات الإسبانية  ووزراء: الصحة سلفادور إيلا، الدفاع مارجريتا روبلث، والداخلية فرناندو جراندي مارلاسكا، وقال: إن حالة الطوارئ ستمتد لمدة 15 يومًا أخرى حتي 14 من أبريل المقبل، وهو ما يعني أن إسبانيا ستكون تحت الحظر في أعياد الفصح، منعًا للتجمعات.


«كورونا» ينهش إسبانيا
1500 يورو غرامة


وللتشديد علي أهمية البقاء بالمنازل، فرضت السلطات الإسبانية عقوبات وغرامات، تتراوح الغرامات من مائة يورو إلى ألف وخمسمائة، بعضها قد يصل إلي عام بالسجن، وذلك وفي حالة العصيان، حيث أجبر استهتار البعض بحدة الأزمة هيئات الدولة وقوات الأمن على معاقبة من كرروا محاولات الخروج من المنزل.


وسيتم معاقبة الجرائم الخطيرة بغرامات تصل إلى 30 ألف يورو، ويشمل جميع الانتهاكات التي تشكل خطورة على السلامة العامة للأشخاص والممتلكات، ولكن بدرجة أقل، أما المخالفات الخطيرة للغاية ستعاقب بغرامات تصل إلى 600 ألف يورو، هذا وقد سجلت السلطات الأمنية ما يزيد عن 300 غرامة حتى الآن جميعها لتكرار الخروج. 


ولتهدئة الموقف وطمأنة المواطنين، خرج ملك البلاد منذ أيام ليخطب في الشعب قائلا: «إسبانيا بلد عظيم، وشعب أعظم لا يستسلم للصعوبات، هذا الفيروس لن يهزمنا، بل على العكس ،سيجعلنا أقوى كمجتمع، مجتمع أكثر التزامًا وداعمًا ووحدة، مجتمع يقف في وجه أي محنة. شكرا لكم جميعا، ابتهجوا وامضوا قدما..مرسلا تعازيه لأهالي الضحاياـ وشكر للعاملين في المستشفيات من الأطباء والمساعدين والممرضين».


200 مليار يورو

وللتخفيف من التباطؤ الاقتصادي الناجم عن أزمة فيروس كورونا، أعلنت الحكومة عن توفير مائتى مليار يورو بشكل مبدئي لمتضرري الكورونا من قطاع الأعمال، وهو الدعم الأكبر الذى تقدمه الحكومة للشركات والمؤسسات المتضررة.


«كورونا» ينهش إسبانيا

أزمة مستشفى وأطباء وممرضين

ولأن إسبانيا تم تصنيفها بالمركز الرابع من حيث إنتشار الفيروس علي مستوي أعداد المصابين وحالات الوفاة عالميا، يستمر منحنى الفيروس في الارتفاع، وتحذر السلطات من أن الإصابات بهذا المرض لم تصل بعد إلى ذروتها وتطلب من المواطنين البقاء في منازلهم، ويستمر المشهد أكثر قتامة بعدم توافر أماكن في المستشفيات مع قلة أعداد الأطباء والممرضين لتعلن الدولة غلق جميع الفنادق السياحية وإستخدام بعضها كمشفي لعلاج المصابين.


في هذا السياق انضمت الأثنين 23 مارس سبعة فنادق بولاية مدريد من أجل استيعاب مرضى المصابين ومعالجتهم، ولتعلن الحكومة الإقليمية أنه تم تقديم أكثر من 40 فندقًا لهذه المهمة، تبلغ سعتها ما يقرب من 9 آلاف سرير، وبهذا الإجراء ستتمكن وزارة الصحة من فتح غرف في المستشفيات، والتي قد تكون مخصصة للمرضى الآخرين الذين يحتاجون إلى علاج لهذا المرض أو لأمراض أخرى.


50 ألف طبيب وممرض

وتستمر أزمة التمريض مع قله أعداد الأطباء والممرضين، لتعلن وزارة الصحة عن دمج الأطباء المتقاعدين والخريجين وطلاب السنوات الأخيرة من كليه الطب.


وطبقاً للوزارة، فإن ٧ آلاف و٦٣٣ طبيبًا مقيمًا من العام الأخير من التدريب في جميع التخصصات، سيشهدون تمديد عقودهم لمواصلة تقديم عملهم في الخدمات الصحية؛ إضافة إلى ما يقرب من ١١ ألفًا من المهنيين الطبيين والتمريض، الذين أجروا اختبارات انتقائية متخصصة وتركوا بدون مكان.


ويشمل القرار كذلك، ١٤ ألف مهني متقاعد في العامين الماضيين، سيتمكنوا من الانضمام اعتمادًا على احتياجات الرعاية الصحية، إضافة إلى 10 آلاف و200 طالب تمريض، و7 آلاف من طلاب الطب في السنة النهائية متاحون لتقديم مهام الدعم، ليصل عدد المشاركين في الحرب علي الكورونا 50 ألف طبيب وممرض ومساعد ومتطوع.



90 دولة تمنع دخول الإسبان

حظرت 90 دولة حول العالم دخول الإسبان إليها أو علقت الحركة الجوية والبحرية بسبب وباء الفيروس منها: ألبانيا، المملكة العربية السعودية ،الجزائر ،الأرجنتين ،أرمينيا ،النمسا ،جزر الباهاما ،بنجلاديش ،بوليفيا ،بلغاريا ،كمبوديا ،كندا ،تشاد ،شيلي ،قبرص ، الإمارات العربية المتحدة ، ، السلفادور ، كولومبيا ، كوستاريكا ، كولومبيا ومصر، بالا ضافة إلي سلوفاكيا ،سلوفينيا ،الولايات المتحدة ،إستونيا ،الفلبين ،فنلندا ،جورجيا ،اليونان ،جواتيمالا ،غينيا الاستوائية ،هايتي ،هندوراس ،المجر ،الهند ،العراق ،جزر مارشال ،إسرائيل وجامايكا. 


للمزيد : بالفيديو.. من هو خليفة «البغدادي» الذي أدرجته واشنطن على لائحة الإرهاب؟


الكلمات المفتاحية

"