ad a b
ad ad ad

نار تشعلها المياه.. أردوغان يواصل تعطيش الحسكة لتركيع الأكراد

الخميس 09/أبريل/2020 - 06:56 م
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة
رغم انشغال العالم بمواجهة فيروس كورونا، «كوفيد-19»، والعمل على وقف انتشاره، والسباق العلمي العالمي؛ لإنقاذ البشرية من الفناء على يد هذا الوباء القاتل، إلا أن مطامع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تتوقف، فقد عاودت القوات التركية، المتمركزة في محطة مياه علوك، الواقعة في ريف مدينة رأس العين، إيقاف تدفق المياه الواصلة إلى مدينة الحسكة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية .

وقد كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر تقريرًا في 6 مارس 2020، وثق فيه عودة المياه إلى مدينة الحسكة، بعد انقطاع دام 12 يومًا، كما أكد التقرير ذاته، أن عودة المياه جاءت بعد قبول وحدات حماية الشعب الكردية تزويد محطة المبروكة بكمية أكبر من الكهرباء، مع العلم، أن هذه المحطة تغذي منطقتي «تل أبيض ورأس العين»، شمال الحسكة. 


نار تشعلها المياه..
سياسة قديمة
تدرك تركيا جيدًا دور المياه في خلق نزاعات داخلية في أي مكان، وقد سبق أن خاضت تركيا نزاعًا سياسيًّا مع العراق؛ بسبب إصرار تركيا على عدم الاعتراف بحق العراق في المياه العابره للحدود التركية، بعبارة أخرى، تتعامل تركيا مع قضية المياه، باعتبارها حقًا كاملًا لها، على أساس أنها دولة المصب، وتتعامل مع المياه العابرة لحدودها نحو العراق، على أنها مياه عابرة للحدود، وتستخدم تركيا هذا التبرير كوسيلة لقطع المياه عن العراق متى أرادت. 

في يونيو 2018، أشار تقرير نشرته سكاي نيوز، إلى انخفاض منسوب المياه في نهر دجلة في العراق، بنسبة 50%؛ بسبب بدء الحكومة التركية في ملء عدد من السدود المحلية، وأهمها سد «إليسو»، دون أن تقوم الحكومة التركية بتنسيق الأمر مع الحكومة العراقية، أو مراعاة احتياجاتها الضرورية من المياه.


 تركي
تركي
إشعال التمرد
وتحاول تركيا إعادة استحدام نفس الوسيلة مرةً أخرى؛ من أجل خلق نوع من التمرد الشعبي داخل المناطق الكردية على وحدات حماية الشعب.

ومدينة الحسكة التي تقع جنوب طريق «M4» التي تحاول تركيا السيطرة عليه؛ بهدف إقامة منطقة آمنة، وفق بيانات رسمية، وتهدف تركيا من القطع المتكرر للمياه إلى إيقاف الحياة عن العمل تمامًا؛ لأنه بدون المياه ستتوقف المصانع والقطاع الخاص عن العمل بشكل تام، حتى القطاع الزراعي نفسه سيتضرر كثيرًا من هذا الانقطاع، وسوف تقل إنتاجيته الموسمية؛ ما سوف يعود بالسلب على حياة المواطنين؛ ما قد يدفع المواطنين المحليين في المدينة للتمرد على وحدات حماية الشعب؛ بسبب عجز الأخيرة على توفير احتياجاتهم المائية.


نار تشعلها المياه..
إيجاد ذريعة للتصعيد العسكري
على صعيد آخر، تستفز قوات أردوغان العسكرية، وحدات حماية الشعب الكردية، ودفعها لمهاجمة القوات التركية في شمال سوريا؛ ردًا على انقطاع المياه، وكوسيلة لإجبار القوات التركية على إعادة المياه مرةً أخرى؛ ما يمنح تركيا مبررًا للتنصل من التزاماتها، مع كل من الولايات المتحدة وروسيا؛ من أجل شن عملية عسكرية على باقي المناطق الكردية، الواقعه في شمال طريق «M4». 

وكانت روسيا قد توصلت لاتفاق مع تركيا في أكتوبر 2019، على أن تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية لمسافة 30 كيلومترًا من الحدود التركية، قبل أن تعود تركيا بعد هذا الاتفاق بأسابيع؛ لتتهم وحدات حماية الشعب، بعدم الانسحاب وسحب سلاحها الثقيل من كل المناطق.

"