طمس هوية عفرين.. وسيلة أردوغان للسيطرة على مرحلة ما بعد الحرب
الأربعاء 18/سبتمبر/2019 - 02:09 م
أردوغان
أحمد سامي عبدالفتاح
تواصل الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا، والعاملة ضمن غصن الزيتون، إجراءاتها التعسفية بحق المواطنين الأكراد في مدينة عفرين، متجاهلةً تمامًا عدم انتمائهم لوحدات حماية الشعب الكردية.
وبعد طرد الأكراد من بيوتهم ونهب تراثهم الثقافي في عفرين أو تخريبه على مدى ما يزيد عن 20 شهرًا، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره اليوم الأحد 15 سبتمبر، أن وزارة التربية التابعة للفصائل السورية المسلحة، أصدرت قرارًا تعسفيًّا بفصل 25 مدرس كردي، مقابل تعيين مدرسين عرب بدلًا منهم، ومن الجدير بالذكر أن أولئك المعينين ينتمون لعائلات تدعم فصائل المعارضة السورية، قدمت من مناطق القلمون الشرقي، والغوطة الشرقية وريف حمص.
وفي نفس الصدد، قامت الفصائل السورية المسلحة التي تحظى بدعم من تركيا، بطرد عوائل كردية من مساكنها في البلدات التابعة لعفرين؛ بدعوي ارتباطها بوحدات حماية الشعب الكردية، في محاولة واضحة من أجل إحداث تغيير ديموجرافي في المدينة ذات الأغلبية الكردية، على أن يحل العرب المهجرين محل الأكراد الذين تم تهجيريهم بتهم تتعلق بالإرهاب، وذلك وفقًا لما نقله موقع زمان التركي، عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
على صعيد متصل، دفع الهجوم التركي على عفرين في يناير 2018، ما يزيد عن 300 ألف من المدنيين للنزوح إلى المناطق المجاورة، وفق لما نقله موقع أحوال تركيه في تقرير له بتاريخ 15 سبتمبر الحالي، وأثار نقل المقاتلين والمدنيين إلى عفرين بديلًا عن سكانها الأصليين المخاوف لدي السكان الأصليين من أن يتحولون إلى أقلية في غضون سنوات معدودة في حال لم يقدم الجيش الوطني السوري على تحرير المدينة وطرد القوات التركية المعتدية.
ورغم صمت حقوقي دولي واسع، إلا أنه وللمرة الأولى، لم يُهمل تقرير الأمم المتحدة الأخير في وصفه للجرائم المرتكبة في سوريا، ما حدث في عفرين التي ارتكبت فيها القوات التركية جرائم بحق أبناء الشعب السوري في تلك المنطقة.
معضلة المنطقة الآمنة
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الدول الأجنبية التي تدخلت في سوريا قد ارتكبت جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية.
وقد وثق المرصد السوري قيام الطائرات التركية بقتل 830 شخصًا مدنيًّا سوريًّا بينهم 270 طفلًا، على صعيد آخر، طالبت الفيدرالية السورية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، في تقرير لها نشر على موقع أحوال تركية الشهر الجاري، بالتدخل لوقف عمليات القتل والتهجير التي تمارسها تركيا والقوات المدعومة منها في عفرين، واصفةً الوجود التركي فيها بالاحتلال، كونه جاء دون موافقة الحكومة السورية الشرعية، فضلًا عن أنه يتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة التأسيسية التي تطالب الدول باحترام حقوق الإنسان التابعة للدول الأخرى.
ويذكر أن تركيا تسعى في الوقت الراهن لإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري بطول الحدود مع سوريا وبعمق 32 كيلو مترًا؛ من أجل إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها، ولن يتوقف الأمر عن هذا الحد؛ لأن تركيا تعمل على إعادة اللاجئين مرة أخرى إلى شمال سوريا، ما يعني أن أنها سوف تنتهز هذه الفرصة، وتدفع اللاجئين نحو التوجه إلى مدينة عفرين؛ من أجل ضمان إحداث نوع من التغيير الديموجرافي فيها.
أثر عكسي
وفي تصريح للمرجع، أكد الباحث محمد حامد المختص في الشأن التركي، أن النظام التركي يدرك أن الحرب في سوريا أتت بنتيجة عكسية عليه؛ حيث تكونت وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي التركي؛ ولذا يعمل النظام التركي على تصحيح أوضاعه من خلال دفع اللاجئين السورين للخروج من تركيا، على أن يتم توجيهم نحو عفرين، كما أكد حامد أن رغبة الجيش التركي في إحداث تغيير ديمفوجرافي تنبع من رغبه القيادة التركية في تكوين حائط صد بشري ضد وحدات حماية الشعب الكردية؛ استعدادًا لمرحلة ما بعد الحرب.





