ad a b
ad ad ad

إخوان الجزائر.. رهان الجماعة الأخير في الشمال الأفريقي

الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 07:37 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

كان فرع جماعة الإخوان في مصر حصان طروادة لبقائها عالميًّا، وبناء قاعدة في منطقة الشمال الأفريقي، فأسست لها فروعًا في المغرب وتونس والجزائر جميعها لم تحظ بمكانة المؤسس، لكن ما آلت إليه الأوضاع بفقد شعبية الجماعة في القاهرة، وضعها أمام خيارات محدودة لاختيار فرع يمكنها الاعتماد عليه، وبعدما فقدت تجارب كثيرة في القارة السمراء أصبح الرهان الأخير هو إخوان الجزائر.

إخوان الجزائر.. رهان

ويعود وجود جماعة الإخوان في شمال أفريقيا إلى وقت مبكر من القرن الماضي، غير أن حضورها تباين من بلد إلى آخر بحسب الظروف السياسية الداخلية والوضع الإقليمي، وموقف هذا البلاد من الاحتلال.


كما لعب استخدام المنحى الديني في السياسة في بلدان معينة دورًا في تضخيم شكل وحجم تواجد الجماعة، واستخدام البعد الديني لمقاومة الاحتلال، وحتى بعد استقلال الدول، تمكنت الجماعة من لعب دور في شكل الدولة الجديدة، وفقًا لكل حالة.


كما أن حضور تيار الإخوان في المنطقة الأفريقية لم يكن متساويًا في جميع البلدان، من حيث السماح القانوني له بالحركة والمشاركة الفعلية في الحراك السياسي.


إخوان الجزائر، كانت واحدة من أوائل فروع التنظيم، التي ظهرت حتى قبل إخوان السودان (عام 1955) – التي تعد جغرافيًّا أقرب لمصر - فبدأ ظهور تيار الإخوان خلال السنوات الأخيرة من الاحتلال الفرنسي للبلاد، مع الشيخ أحمد سحنون الذي أسس حركته عام 1953 مرتكزًا على الكفاح المسلح.

 

ولم تحظ الجماعة بدور مبهر، نتيجة الصراع على السلطة الذي أعقب مرحلة ما بعد الاستقلال عام 1962 بين أقطاب جبهة التحرير الوطني، خاصة بعد تولي الهواري بومدين السلطة عام 1965، ورفعه لشعارات الهوية والدين، مما قلص دائرة تأثير الحركة الإسلامية هناك ودفعها إلى اختيار العمل تحت السرية.


وبعد مرحلة من الزمن، ومع أوائل التسعينيات، بدأ أول ظهور رسمي وقانوني لتيار الإخوان المسلمين في الجزائر، حينما أجرى الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، تعديلات على الدستور كرست لأول مرة مبدأ التعددية الحزبية، فتأسست حركة المجتمع الإسلامي(حركة حمس لاحقًا)، التي قادها الراحل محفوظ نحناح.

إخوان الجزائر.. رهان

وقد رفضت الحركة الالتحاق بالجبهة الإسلامية للإنقاذ في عام 1992 بعد الانقلاب على نتائج الانتخابات البلدية، التي أدت إلى حل الجبهة وسحب الاعتراف القانوني بها. وشاركت الحركة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية بعد المرحلة الديمقراطية.


وعلى خلاف الظهور الإخواني في تونس، الذي جاء متأخرًا، تمكنت الحركة في تونس من تحقيق مكاسب على فترات، فيما إخوان الجزائر ما زالوا يحاولون.


وبدأ إخوان تونس في عام 1974 تحت اسم "الجماعة الإسلامية"، التي غيرت اسمها إلى حركة الاتجاه الإسلامي عام 1981 التي اختير راشد الغنوشي رئيسًا لها ثم غيرت اسمها إلى حركة النهضة عام 1989".


وتدرجت الحركة في المسار السياسي، حتى تمكنت من الوصول للحكم في تونس بعد أحداث 2011 – بالطريقة المصرية نفسها، وهي القفز على الحراك الشعبي - لكن سرعان منا انهار وجودها.  


ومع بداية العام الحالي، كثفت الجماعة بأذرعها الدولية، إمكانيات دعم وأموال، لتدعيم وجود الإخوان في الجزائر، بعدما فقدت حركة النهضة في تونس ظهيرها الشعبي وخسرت الانتخابات الرئاسية في 2019، لتعمق جراح الجماعة بعزلها من الحكم في مصر عام 2013 وتبقى حمس الرهان الجديد في الشمال الأفريقي.

"