بتوقيع «شينريكيو» اليابانية.. ربع قرن على أكبر هجوم سام أفزع العالم
هجوم أفزع العالم
جهزت جماعة أوم شينسن نو كاى أو أوم شينريكيو Aum Shinrikyo لهجوم إرهابى أفزع العالم لعدة أسباب، ففى خريف عام 1993، بدأت الجماعة المتطرفة في بناء منشأة لإنتاج غاز السارين أو الأعصاب في قرية كاميكو إيشيكى بمحافظة يامانشى اليابانية.
لم تنجح الجماعة في بناء المنشأة، ولكنها نجحت فى إنتاج الغاز، وتخزينه في مكان آمن، حتى جاء يونيو 1994، عندما أطلق أعضاء أوم شينريكيو غاز السارين في منطقة ماتسوموتو بمحافظة ناغانو، كخطوة تأديبية لسكان المحافظة الذين عارضوا إنشاء مبنى للجماعة هناك، وقت أن كانت غير محظورة.
وبعد تضييق السلطات الخناق على الجماعة المتطرفة، سعى أعضاؤها إلى استخدام الغاز القاتل بصورة أوسع، وكان الهدف في هذه المرة محطة مترو الأنفاق في طوكيو، والتى سعى أعضاء الجماعة إلى استهدافها في 20 مارس 1995.
وخلال العملية، أطلق أعضاء المجموعة غاز السارين على 5 عربات قطار في محطة مترو كاسومسيجاسيكي، والواقعة أسفل مبان الوزارات الرئيسية للحكومة المركزية، وأسفر الهجوم وفقًا للبيانات الرسمية عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 6 آلاف آخرين.
وعلى الرغم من أن هذه العملية هى الأبرز لجماعة أوم شيريكيو في اليابان، فإنها لم تكن الوحيدة، حيث سبقها عمليات أخرى، مثل قتل المحامي ساكاموتو تسوتسومسي، وزوجته ساتوكو وانهما تاتسوهسيكو البالغ من العمر عامًا واحدًا، وذلك في منزلهما بمحافظة يوكوهاما، نوفمبر 1989.
وجاءت عملية القتل انتقامًا من المحامي المتخصص في أنشطة مكافحة الشغب، والذي أطلق حملة لمواجهة التنظيم الجديد، محذرًا من خطورته على المجتمع الياباني، وتم إخفاء جثته، حتى تم القبض على الجناة فى سبتمبر 1995، الذين اعترفوا بمكان التخلص من الجثث.
وفي فبراير من عام 1995، اختطف أعضاء الجماعة كاريا كيوشي، وقتلوه بجرعة زائدة من المخدرات، عقابًا له على هروب شقيقته من الجماعة، ورفضه الإفصاح عن مكانها.
جماعة روحية إرهابية
جماعة أوم شينريكيو أو تعرف أيضًا باسم ألف Aleph أو أوم Au، أو الحقيقة السامة، كلها أسماء لتنظيم روحى بدأ في الثمانينيات من القرن الماضى، اعتمدت في أفكارها على خليط من البوذية والهندوسية والمسيحية، راغبة في مواجهة ماديات المجتمع الياباني خصوصًا في فترة انطلاقه نحو التطور والمدنية.
أسسها شيزو ماتسوموتو والذي عرف فيما بعد باسم شوكو أساهارا، والذي أقنع أتباعه بأنهم الفرقة الناجية، ومنح نفسه مكانة دينية عالية، وحصل على اعتراف رسمي في عام 1989 كجماعة دينية يابانية، ونجح في استقطاب العشرات من الأفراد الذين ضجروا من الحياة المدنية الحديثة التي سيطرت على البلاد.
واستطاع أساهارا في ضم نحو 100 ألف شخص من داخل اليابان وخارجها، وركز على صفوة المجتمع من طلاب الجامعات وغيرهم، وأقاموا مجمعًا أسفل جبل فوجي، استخدم في البداية كمكان لممارسة التعاليم الدينية، قبل أن يتحول لمخزن للأسلحة فيما بعد خصوصًا غاز السارين.
ومع العمليات الإرهابية التي قامت بها الجماعة في أنحاء اليابان، تحولت علاقتها مع الحكومة اليابانية، ففى مارس 1995، وبعد هجوم مترو أنفاق طوكيو، بدأت الشرطة اليابانية في مداهمة كافة مرافق التنظيم، قبل أن تعثر على مؤسسها مختبئًا في غرفة سرية بمجمع كاميكو إيشيكي، وفي أكتوبر من نفس العام تصدر المحكمة قرارًا بحل الجماعة.
ومع خروج بعض أعضائها من السجن، مثل الناطق الرسمي باسمها جويو فوميهيرو، ديسمبر 1999، عادوا للانضمام مرة أخرى للانضمام للجماعة التي أعادت تسمية نفسها باسم أليف في فبراير من عام 2000.
وحظرت الحكومة اليابانية الجماعة بصورة عامة، ووضعتها على قوائم الإرهاب، ونجحت في القبض على عناصرها واحدًا تلو الآخر ومحاكمتهم، وكان آخرهم كاتسويا تاكاهاشي، المعتقل في يونيو 2012 بعد أن طاردته الحكومة منذ عام 2000، وعلى الرغم من المواجهة ما بين محامي الجماعة والحكومة، إلا أنه تم إعدام مؤسسها أساهارا في 6 يوليو 2018.
للمزيد: المسلمون في اليابان.. مشهد معقد وتبرعات مجهولة المصدر





