بجهود فرنسية.. «نصرة الإسلام» في مالي تطلب الحوار على طريقة «طالبان»
ودعت الجماعة، والتي يتزعمها إياد أغ غالي في بيان رسمي صدر بتاريخ 10 مارس 2020، استعدادها خوض التفاوض مع الحكومة المركزية في مالي، وبدء عملية السلام في المنطقة، التي شهدت تدهورًا في الأحوال الأمنية.
وأكدت قبول التفاوض مع الحكومة المالية نزولًا عند رغبة الشعب المظلوم "على حد تعبيرها"، مثمنًا مطالبات الشعب المالي بضرورة التفاوض مع العناصر الجهادية، وكذلك بعد دعوة الرئيس المالي «إبراهيم أبوبكر كيتا» للمرة الأولى، في فبراير 2020، بضرورة فتح قنوات اتصال مع العناصر المتشددة دينيًّا، الناشطة في شمال مالي .
أسباب التفاوض:
وبحسب صحيفة "لوفيجارو"
الفرنسية، فإن عودة الدبلوماسية
الجزائرية للمنطقة، كان سببا فى ذلك، وعلى صلة بالزيارة الأخيرة التي قام بها وزير
الخارجية المالي "تيبيلي درامي" إلى الجزائر في أكتوبر 2019، لبحث هذا الملف،
خاصة وأن الجزائر قادت مفاوضات بين الحكومة المالية وجماعة الطوارق
المسلحة، انتهت باتفاق سلام مبدئي وُقع بالجزائر في مايو 2015 ، ثم تم
التوقيع على الاتفاق النهائي في يونيو2015.
وأبدي الرئيس الجزائري عبدالمجيد
تبون، في يناير 2020، استعداده أن تقود بلاده مفاوضات عملية السلام في مالي،
مؤكدًا أن الأمور لم تسمح بعد، بسبب التعنت من الجماعات الجهادية في شمال مالي.
وطالب تبون، فرنسا بضرورة الابتعاد عن
الحل العسكري، لأنه سيعقد المشهد في منطقة الساحل والصحراء، مشيرًا إلي أن القوة
العسكرية لن تجدي في عملية السلام بمالي، موضحًا أن دول منطقة الساحل لا تملك
القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب.
مبادرة كيتا:
وفي فبراير 2020، طالب الرئيس
المالي إبراهيم أبوبكر كيتا في مقابلة مع قناة "فرانس 24" ومحطة "راديو فرانس
إنترناسيونال"، بضرورة التفاوض مع العناصر الجهادية، مشيرًا إلي أن عدد
القتلى في منطقة الساحل والصحراء يرتفع بشكل ملحوظ، وقد حان الوقت لإيقاف نزيف العنف،
ومحاولة اكتشاف قنوات جديدة لحل معضلة الإرهاب في المنطقة، متسائلًا: "لماذا لا
نحاول الاتصال بأولئك الذين يتحكمون في الخيوط؟ نحن على أتم الاستعداد لبناء جسور
التواصل مع الجميع في مرحلة ما سيكون علينا الجلوس حول طاولة والتحدث"، كاشفًا أنه
أوفد الرئيس السابق ديونكوندا تراوري ممثلًا عنه «في مهمة للاستماع من بعض عناصر
التنظيمات الإرهابية الموجودة في البلاد».
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين:
ظهرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين،
نتيجة لاندماج 4 كيانات وهيئات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، وهي: «تنظيم
المرابطون بقيادة الحسن الأنصاري، تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بقيادة
جمال عكاشة، جماعة أنصار الدين بقيادة إياد غالي، تنظيم جبهة الصحراء بقيادة محمد
كوفا»، وأعلنت مبايعتها لتنظيم القاعدة، وزعيمها أيمن الظواهري في مارس
2017، وزعيم الجماعة إياد أغ غالي، المدرج على قوائم الإرهاب منذ عام 2013، وكذلك
زعماء تلك الجماعات التي ساهم اندماجها في ظهور التنظيم الإرهابي، حيث تم وضع
تنظيم القاعدة في المغرب العربي على قوائم الإرهاب منذ 4 سنوات، وتنظيم أنصار
الدين منذ عام 2005.
قطر وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين:
وتتلقى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين،
دعمًا ماليًّا واستراتيجيًّا من قطر، حيث أشارت تقارير صحفية في يناير من عام 2013
إلى أن الدوحة قدمت حقائب مالية للتنظيم في شمال مالي، وكذلك قدمت منظمة «قطر
الخير» مساعدات غذائية إلى المنطقة التي ينشط بها التنظيم الإرهابي في مالي، في
صورة مساعدات إنسانية للأهالي، وهو تكتيك معتاد من تنظيم الحمدين في دعم الجماعات
الإرهابية.
دور العمليات العسكرية:
وفي تصريح خاص لـ"المرجع"،
يري محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي، أن تنظيم القاعدة بأفرعه سيواجه نفس
مصير حركة طالبان في التراجع عن حمل السلاح، موضحًا أن ذلك بسبب العمليات العسكرية
التي تقودها فرنسا في منطقة الساحل والصحراء.





