مؤتمر «أديس أبابا» للمصالحة الليبية.. هل يكون للقارة السمراء دور لحل الأزمة؟
أفادت مجموعة الاتصال التابعة للاتحاد الأفريقي حول ليبيا، الجمعة 13 مارس 2020، أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ستستضيف في يوليو المقبل مؤتمرًا للمصالحة الشاملة بين الليبيين، حيث أدان الاجتماع التدخلات الخارجية وانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011، وإرسال واستخدام المقاتلين الأجانب، وهو ثاني اجتماع تستضيفه الكونغو برازافيل منذ مؤتمر برلين في يناير الماضي.
ودعا مفوض السلم والأمن للاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي، المجتمع الدولي إلى العمل على إجبار الليبيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، لاسيما بعد استقالة المبعوث الأممي غسان سلامة، وقال إن التدخل الأجنبي وعدم احترام حظر السلاح، يعقد عملية البحث عن حل لأزمة ليبيا.
من جانبه دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا بشكل عاجل واحترام الحظر المفروض على السلاح في 2011، وجدد دعوة الاتحاد الأفريقي إلى حوار شامل من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة.
وقال رامافوزا، إن التدخل السياسي والعسكري المستمر من قِبل الجهات الخارجية في شؤون ليبيا يقوض تطلعات الشعب الليبي إلى الحرية والديمقراطية والتنمية.
فيما أعلن الجيش الليبي، أن القوات المسلحة مستعدة للتعاون مع الاتحاد الأفريقي، للدخول من الباب الصحيح للأزمة الليبية باعتبارها أزمة أمنية، على أن يكون إرسال مبعوث أفريقي بعيدًا عن دول الجوار، لأن لها علاقة بالأزمة الليبية.
وتقول الدكتورة أمانى الطويل، مديرة البرنامج الأفريقى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك قوى أوروبية تقف وراء كل جانب من طرفي النزاع في ليبيا، وكل منهما وراءه قوى لديها متطلبات يجب أن تنفذ من أجل نجاح المصالحة، وإنهاء الحرب.
وأضافت في تصريحات لـ«المرجع»، أن المبادرة تسعى لأن تكون أفريقيا لها كلمة في الأزمة الليبية أكثر من أن لها القدرة على مصالحة وطنية، مشيرة إلى أن بنود المصاحة الوطنية غير متوافرة، فهناك صراع أوروبي في ليبيا، ولديه متطلبات، فسبق وحاولت مؤتمرات برلين أن ترتب مصالح الأوروبيين ولكنها لم تنجح.
وأكدت أن فرصة نجاح المبادرة الأفريقية ربما تكون ضعيفة إلا إذا ضمن لها الدعم الأوروبي والدولي، فالمبادرة تهدف إلى وجود صوت أفريقي يسعى إلى أن تحجيم القوى الأوروبية ويتم الاتجاه إلى دعم الأطراف في عمل المصالحة الوطنية وإنهاء الحروب الأهلية، وأن يحدث استقرار ليبي.
وأشارت إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، نجح في إدخال ليبيا في دائرة اهتمام الاتحاد الأفريقى، وتنفيذ رؤيته في حل الأزمة الليبية التي تتمثل في الحفاظ على استقرار ووحدة الأراضي الليبية، فهذا ما سعى إليه الرئيس خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا.
المزيد خبير: واشنطن تسعى لإعادة طهران إلى بيت الطاعة و«الملالي» مستفيد من «كورونا» (حوار)





