ad a b
ad ad ad

في ذكرى انفجارات مدريد الدامية.. من هو «أبو حفص المصري»؟

الجمعة 13/مارس/2020 - 01:40 م
المرجع
معاذ محمد
طباعة

منذ 16 عامًا، وقع انفجار في قطار بالعاصمة الإسبانية مدريد، عُد من أسوأ الأعمال الإرهابية، خصوصًا بعد أن أودى بحياة 190 شخصًا وأصاب 1800 آخرين، وأعلنت وقتها ما تُسمى «كتائب أبي الحفص المصري»، مسؤوليتها عن التفجير.



حادثة مدريد لم تكن الوحيدة التي تعلن الكتائب مسؤوليتها عنها في القارة العجوز، ففي 21 نوفمبر 2003، تبنت تفجيري إسطنبول اللذين وقعا في القنصلية وبنك «HSBS» البريطانيين، بالمدينة التركية، ما أودى بحياة القنصل البريطانى روجر شورت وخبراء آخرين برفقته، إضافة إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة 400 آخرين.


وفي 21 أغسطس 2004، هددت الكتائب بضرب الأوروبيين واختطافهم، عقب انتهاء مهلة حددتها لسحب القوات الأمريكية من العراق، مؤكدة في بيان لها أن «إن الرد آت لا محالة ولو بعد حين، وسيكون من نوع آخر، ومن مكان لن يتوقعوه».

وفي يوليو من العام التالي، انفجرت 3 قنابل في قطارات أنفاق منفصلة، ورابعة في حافلة نقل عام ذات طابقين، بشبكة النقل العام في العاصمة البريطانية لندن، ما أسفر عن 52 قتيلًا و700 جريح.

كما هددت كتائب «أبو حفص المصري»، في بيان على الإنترنت، 15 مايو 2007، بشن هجمات دامية في باريس، ردًّا على انتخاب نيكولا ساركوزي، رئيسًا لفرنسا.



في ذكرى انفجارات
ما كتائب أبو حفص المصري؟

عقب تفجيرات لندن عام 2005، أعلنت الجماعة المذكورة مسؤوليتها عنه في بيان لها، أسمت فيه نفسها «كتائب أبي حفص المصري ـ قاعدة الجهاد ـ لواء أوروبا»، التابعة لتنظيم القاعدة.

وحينها سمى البيان التفجيرات الإرهابية في العاصمة الإنجليزية بـ«غزوة لندن المباركة»، على غرار تسمية أدبيات «القاعدة» لهجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن بـ«غزوة مانهاتن».

من أبو حفص المصري؟

ولد في 17 يونيو عام 1957 بمدينة المنيا فى جنوب مصر، اسمه الحقيقي صبحي محمد أبو سنة، بينما «أبو حفص المصري، ومحمد عاطف، وتيسير» أسماء حركية.

لم يكمل «أبو حفص» دراسته بجامعة أسيوط منذ اتصاله بمجموعة الجهاد المصري «الجماعة الإسلامية»، وانضمامه لها على يد القيادي على الشريف، الذي عرض عليه فكرة احتلال أقسام الشرطة، والسطو على أسلحة الجنود للسيطرة على المدينة.


 محمد أنور السادات
محمد أنور السادات
وعقب اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، هرب «أبو حفص» إلى القاهرة، وقابل رفاعي طه الملقب بـ«أبي ياسر المصري_قائد الجماعة الإسلامية في مصر»، والذي عرض عليه إخفاءه، إلا أنه رفض واتجه لمقر سكن أحد أصدقائه بحي إمبابة في محافظة الجيزة، حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليه مصادفة أثناء سيره بالطريق العام.

سُجن «محمد عاطف» سنوات ثم أفرج عنه، وفر بعدها إلى ليبيا، ومنها إلى المملكة العربية السعودية، ثم اتجه إلى أفغانستان وتزوج من باكستانية.

تنقل «أبو حفص» بعد ذلك بين باكستان والأردن، والتقى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الحالى، الذي قدمه بعد ذلك لـ«أسامة بن لادن» مؤسس «القاعدة» وزعيمه السابق (قتل فى هجوم أمريكي فى مايو 2011)، ثم حضر اجتماعين من 11-20 أغسطس عام 1988 معهما لمناقشة تأسيس «القاعدة».

تولى «أبو حفص» منصب القائد العسكري لتنظيم القاعدة، وكان سفير «بن لادن» في جلال أباد «شرق أفغانستان»، وتزوجت ابنته خديجة من محمد بن لادن، في حفل عائلي بث على محطات التليفزيون، قبل عام من أحداث 11 سبتمبر 2001.

برز اسم «أبو حفص المصري»، في قضية تفجير السفارتين الأمريكيتين بشرق إفريقيا عام 1998، باعتباره رئيسًا للجنة العسكرية لتنظيم القاعدة، والمشرف العام على تدريب الأعضاء المجندين في المعسكرات داخل أفغانستان، وفي عام 2000 عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد في القبض عليه ومحاكمته .

وتضمنت لائحة الاتهامات الخاصة بتفجير السفارتين الأمريكيتين، اتهام «أبو حفص» بالتحريض على الهجوم ضد القوات الأمريكية في الصومال، أكتوبر عام 1993، خصوصًا أنه ظل على اتصال من خلال هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية بعدد من الأشخاص الذي نفذوا الهجوم على السفارتين في نيروبي ودار السلام.

كما يعتبره مسؤولو المخابرات الأمريكية، المخطط الرئيسي للهجمات الانتحارية التي شنت في الولايات المتحدة، 11 سبتمبر 2001.

وفي 17 نوفمبر عام 2001، أعلنت شبكة «CBS» الأمريكية نقلًا عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» أن محمد عاطف، المكنى بـ«أبو حفص المصري»، قتل مع 14 آخرين من قيادات تنظيم القاعدة، في منزل كان هدفًا للطائرات الأمريكية في «قندهار» الأفغانية.

"