ad a b
ad ad ad

«كورونا» يلغي التجمعات الدينية حول العالم والصوفية الأوروبية تبدأ بـ«النقشبندي»

السبت 14/مارس/2020 - 10:02 م
المرجع
أنديانا خالد
طباعة

وضع فيروس كورونا المستجد، العالم بأسره على أهبة الترقب والاستعداد، باتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية لمحاصرته، والتي كان من ضمنها إصدار العديد من الحكومات قرارات صارمة بإلغاء كل الفاعليات والاحتفالات والتجمعات الجماهيرية، لمنع انتشار الفيروس بين مواطنيها.


ومن أبرز الظواهر الاحتفالية حول العالم، الاحتفالات الدينية المعروفة عربيًّا بالموالد، والتى يتجمع بها عدد كبير من المريدين لإقامة طقوس احتفالية معينة بمولد أو وفاة رمز طريقة صوفية.


وتعد الموالد الدينية في الدول الأوروبية، نوعًا من الفلكلور الشعبي، فهناك على سبيل المثال مولد «مولانا الرومي» ومولد «الشيخ النقشبندي»، و«الشيخ الفذاري»، وغيرها من الاحتفالات التي تجذب المواطنين إليها.
.



«كورونا» يلغي التجمعات
حلقات ذكر في المساجد

يقول مصطفى زايد، الباحث في الشؤون الصوفية، إن للأوروبيين طابعًا خاصًا في الاحتفالات بالموالد، عكس طبيعة العرب والمصريين، مشيرًا إلى أن الاحتفال الأوروبي بالمولد عبارة عن حلقة ذكر تقام في المسجد، يتجمع فيها أبناء الطريقة.

وأضاف في تصريح لـ«المرجع»، أن شيوخ الطرق الصوفية في إسبانيا كان من المفترض أن يحتفلوا بمولد «الشيخ النقشبندي» خلال شهر مارس الجاري، إلا أن هذا الاحتفال تم إلغاؤه.

وأشار «زايد» إلى أن الدولة الأوروبية الوحيدة، التي يوجد بها أضرحة للصوفية هي إسبانيا نظرًا لاقتربها من المغرب العربي، حيث كانت ضمن الفتوح الإسلامية ودفن بها العديد من مشايخ الطرق الصوفية، موضحًا أن الدول الأوروبية تحتفل بالموالد على حسب ميلاد الشخص أو وفاته.

وأكد الباحث في الشأن الصوفي أن الدول الأوروبية عندما تصدر قرارًا، فأنها تنفذه بصرامة، لا يستطيع أحد كسرها، لذلك ألغى مشايخ الطرق الصوفية الاحتفالات بالموالد، تخوفًا من انتشار فيروس كورونا.


 علاء أبوالعزائم
علاء أبوالعزائم
تجمعات صغيرة بالفنادق

ويوضح علاء أبوالعزائم، رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، أن تجمعات مشايخ الطرق في أوروبا والولايات المتحدة، تتم داخل قاعات مؤتمرات بالفنادق، يتخللها تناول الطعام، وإلقاء الأناشيد الإسلامية، مشيرًا إلى أن غالبية الدول الأوروبية لا تحتفل إلا بالمولد النبوي الشريف، ورأس السنة الهجرية.

وأضاف في تصريح لـ«المرجع»، أن الدول العربية ومنها مصر لن تحتفل بمولد السيدة زينب هذا العام، تجنبًا واحترازًا من انتشار فيروس كورونا.

وقررت المشيخة العامة للطرق الصوفية في مصر، الثلاثاء 10 مارس 2020، إلغاء الاحتفال بمولد السيدة زينب، المقرر إقامته الثلاثاء 24 من الشهر نفسه.

ويقام في مصر سنويًّا العديد من الموالد الشهيرة، مثل مولدي السيدة زينب، والأمام الحسين، بالقاهرة، ومولدي إبراهيم الدسوقي والسيد البدوي في الدلتا، ومولد عبدالرحيم القناوي في الصعيد، كما يحتفل بعض أتباع الطرق الصوفية في الدول الأوروبية بهذه الموالد بالتزامن مع الاحتفالات في مصر.


زيارة نعم ولكن مع التخفيف

"يابخت من زار وخفف"، هكذا طالب عبدالله الناصر رئيس ائتلاف الطرق الصوفية، المواطنين الراغبين في الاحتفال بمولد السيدة زينب، بألا تتعدى مدة الزيارة 15 دقيقة أو أقل، مشيرًا إلى أن جميع مشايخ الصوفية سيلتزمون بقرار إلغاء الاحتفال.

وأضاف "الناصر" في تصريح لـ «المرجع»، أن حياة الإنسان أهم من أي احتفالات دينية، مؤكدًا أن التجمعات ربما تساعد على احتمالات وجود الفيروس، لذلك سيتم الاحتفال بشكل أقل من السنوات الماضية، كما أنه لن يتم السماح بمبيت المريدين أمام المسجد مثل ما كان معتادًا عليه من قبل.


الطرق الصوفية ملتزمة بالقرار

"درء الضرر مقدم على جلب المنفعة"، هكذا قال الشيخ عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية البرهامية، على قرار إلغاء الاحتفالات بمولد السيدة زينب، مؤكدًا أن الطرق ستلتزم بالقرار.

وأضاف لـ«المرجع»، أنه سيتم التواصل مع كل نائب طريقة وخليفة في المحافظات، للتأكيد على المواطنين بأنه لن يتم الاحتفال بمولد السيدة زينب العام الجاري، مردفًا أنه سيتم توزيع أدوات تعقيم وتطهير بالنسبة للمواطنين الذين قد يحضرون.

وأشار إلى أن الإسلام يحث على الطهارة والنظافة لذلك يجب على كل مسلم الاهتمام بالنظافة الشخصية، فالوقاية خير من العلاج.


محمد عبدالمجيد الشرنوبي
محمد عبدالمجيد الشرنوبي
احتفالات داخل المسجد  فقط

ويعلق محمد عبدالمجيد الشرنوبي، شيخ الطريقة الشرنوبية، بأن طريقته ستحتفل بمولد السيدة زينب داخل المسجد هذا العام، ولن تقيم أي تجمعات خارجه، مشيرًا إلى أنه ليس من المنطقى مع تلك الإجراءات الاحترازية تجمع أكثر من مليونى شخص في ساحة صغيرة.

وأضاف لـ «المرجع»، أن الاحتفال سيكون ليلة 27 مارس وداخل مسجد الحسين وليس السيدة زينب، مطالبًا كل مواطن راغب في الاحتفال بالمولد أن يكون في محافظته ومنزله، مشيرًا إلى أن إلغاء الاحتفال بالمولد لم يكن المرة الأولى، إذ سبق وتم إلغاؤه مع ظهور فيروس إنفلونزا الطيور والخنازير في مصر، كما تم إلغاؤه في عام 1966 بسبب انتشار وباء الطاعون.

"