ad a b
ad ad ad

اللاجئون السوريون.. مصر تساويهم بمواطنيها وتركيا تهينهم وتبتز بهم أوروبا

السبت 07/مارس/2020 - 08:46 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

في وقت تزداد الضغوط التي تمارسها أنقرة ضد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا؛ حيث يستخدمهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كورقة ضغط على دول الاتحاد الأوروبي، لحصد مزيد من المكاسب السياسية، تشن تركيا عمليات مسلحة في سوريا، فيما يشهد الوضع في محافظة إدلب تصعيدًا حادًّا للتوتر بين القوات التركية الموجودة هناك والقوات الحكومية السورية التي تخوض عمليات ضد المسلحين في المنطقة.


وتفتح تلك الاعتداءات ملف اللاجئين في تركيا؛ حيث تمارس الحكومة إجراءات ترحيل للاجئين السوريين، وإعادتهم إلى بلدهم الذي هربوا منه بسبب الموت والحرب.


وتنفذ الحكومة التركية عملية الترحيل بأوامر من الرئيس التركي أردوغان، وبشكل قسري؛ حيث يتم احتجاز اللاجئين قسرًا وإجبارهم على توقيع الأوراق التي تقضي بعودتهم إلى مناطق لاتزال تشهد معارك مثل محافظة إدلب.


كما أطلقت السلطات التركية منذ أكثر من شهر حملات ترحيل للاجئين السوريين، سواء إلى الولايات التي تقدموا فيها بطلبات اللجوء أو حتى إلى الأراضي السورية، وأثار الأمر موجة انتقادات بسبب قسوتها وصيغتها الجبرية لا «الطوعية».

اللاجئون السوريون..

السوريون في تركيا.. مادة للتربح وورقة للضغط

على مدى أعوام، حصلت تركيا على مساعدات مالية من أوروبا ضمن برنامج مساعدة اللاجئين، وعدم تدفقهم إلى القارة العجوز، وكان هذا مناسبًا لأردوغان؛ لأنه يعمق علاقاته الأوروبية ويكسبه شعبية، لكن بعد أن تربح النظام التركي من ملف اللاجئين، تخلى عن اللاجئين، وفتح حدود تركيا لمن يريد النزوح إلى اليونان دون النظر لعواقب ذلك، والخطر الذي يلاحقهم.


وتشترط السلطات التركية على السوريين تسجيل أسمائهم لديها للحصول على حق وضع الحماية المؤقتة، وظل عدد هؤلاء، الذين يشكلون الفئة الأوسع للوجود السوري في تركيا، في زيادة مطردة سنويًّا منذ عام 2011، وتُسمى معسكرات اللاجئين السوريين رسميًّا في تركيا «مراكز الإقامة المؤقتة».


وتقع هذه المراكز في مناطق: أورفة «اسمها الرسمي شانلي أورفا»، وأضنة وكلس وقهرمان مرعش وهاتاي وعثمانية وغازي عنتاب، ويعيش في هذه المراكز نحو 87 ألفا و464 من اللاجئين السوريين، بحسب إحصائية في 25 يوليو 2019.


ويواجه اللاجئون صعوبات لا تحتمل الشك في العودة لبلادهم، التي تخضع لصراع دولي، بين قوات روسية وإيرانية وأمريكية وتركية، إلى جانب الميليشيات الإرهابية والجهادية.


وقد غادر أكثر من 65,690 شخصًا إلى بلدان إعادة التوطين بمساعدة المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في عام 2019، واحتلت تركيا المركز الأول من حيث عدد اللاجئين الذين غادروا منها (10,558)، تلاها لبنان (8,359) والأردن (5,501).

اللاجئون السوريون..

السوريون في مصر.. ضيوف لا لاجئين

أما وضع اللاجئين السوريين في مصر، فيسير على النقيض تمامًا، فبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تمنح الحكومة اللاجئين وطالبي اللجوء من جميع الجنسيات سبل الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية والثانوية على قدم المساواة مع المواطنين المصريين، علاوة على ذلك، يُمنح اللاجئون وطالبو اللجوء السوريون والسودانيون واليمنيون حق الوصول الكامل إلى فرص التعليم الرسمي، وهو وضع تتوقع المفوضية استمراره في عام 2020.


ويعتبر السوريون أكثر شريحة طلبًا للجوء في مصر التي تعاملهم كضيوف لا لاجئين؛ حيث تستقبل مصر التماسات لجوء من 58 جنسية، وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها المصريون بعد ثورات 2011، والزيادة  في أسعار السلع، فإن السوريين يتمكنون من الاندماج في المجتمع، والعمل، بل ومزاولة عملهم الخاص.


وخلال 2019، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن الدعم اللازم للاجئين في مصر يتعرض لضغوط شديدة؛ بسبب الارتفاع في أعداد الوافدين وعدم كفاية الموارد.


فقد أجبرت النزاعات الجارية في كل من اليمن وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عددًا أكبر من الناس على الفرار إلى مصر، وخلال العامين الماضيين، ازداد عدد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين في مصر بنسبة 24%، بحسب المفوضية.


وقال تقرير المفوضية إنه في الوقت نفسه فإن برامج اللاجئين الحالية في مصر -والهادفة لمساعدة وحماية ربع مليون لاجئ، أكثر من نصفهم من السوريين، إضافة إلى آخرين من السودان وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان واليمن- لا تحصل سوى على 4% من التمويل.

"