بسبب اللاجئين.. مخاوف يونانية من صعود اليمين المتطرف وانتشار الكراهية
تخوفات أمنية تسود المشهد السياسي في اليونان من أن يؤدي تدفق اللاجئين القادمين من تركيا على حدودها الشرقية إلى صعود التيار اليميني على حساب الأحزاب الأخرى؛ حيث نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالًا للكاتبة إيمي أوكيف، جاء فيه «إن احتمال حدوث أزمة هجرة أخرى كما عام 2015 يعد بمثابة هدية للدعاية الشعوبية والأحزاب اليمينية المتطرفة».
وقد نشأت في الكثير من الدول الأوروبية معارضة
يمينية شعبوية ترفض فكرة استقبال اللاجئين، ولو بصفة مؤقتة؛ إذ يستفز ذلك مشاعر
العداء لدى السكان المحليين الذين باتوا أكثر ميلًا للتصويت للأحزاب اليمينية بصورة
مضطردة.
وبالرغم من أن الحزب الحاكم في اليونان يبدي
تشددًا ضد مسألة الهجرة، إلا أن أحزاب متطرفة صغيرة على غرار حزب «الحل اليوناني» القومي والموالي لروسيا الذي يتزعمه الصحفي السابق كيرياكوس فيلوبولوس، قد تستفيد
من أحداث الهجرة وتحاول تعظيم رصيدها السياسي تبعًا لذلك، على حساب «حزب الديمقراطية
الجديدة» الحاكم.
وتبدي الحكومة
اليمينية التي يقودها كيرياكوس ميتسوتاكيس، قدرًا كبيرًا من عدم المرونة حيال سياسة الهجرة، بل وعدت بتسريع عمليات طرد بعض اللاجئين وإعادتهم إلى تركيا أو إلى دولهم الأصلية،
على الرغم مما واجهه القرار من انتقادات من جانب المنظمات غير الحكومية التي تدافع
عن حقوق الإنسان.
يذكر أن الاتحاد
الأوروبي وقع اتفاقًا مع أنقرة في مارس 2016؛ للحد من تدفق المهاجرين باتجاه أوروبا، وهو ما جعل دول الاتحاد الأوروبي تعول- على
مدار 4 سنوات- على أنقرة كحارس لأبوابها في وجه المهاجرين، إلى أن نفذ الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان تهديداته وأرسلهم إلى حدوده مع اليونان.
وتستضيف تركيا نحو 3.6 مليون من اللاجئين السوريين،
كما يسعى مئات الآلاف من المهجرين في سوريا؛ للهرب من منطقة إدلب والدخول إلى جنوب تركيا،
وقد أوضح جاويش أوغلو وزير الخارجية اتركي، في مؤتمر صحافي في أنقرة، أن هجوم القوات
السورية المدعومة من روسيا الأخير على مدن وقرى إدلب؛ نتج عنه موجة نزوح جديدة قدرتها
الأمم المتحدة بما يقارب مليون نسمة ، واعتبر أوغلو أن إغلاق الحدود أمام اللاجئين
يخالف القانون الدولي.
وتسود المخاوف في اليونان من أن تتبع غالبية
الدول الأوروبية نهجًا متشددًا حيال المهاجرين، وتترك مسؤوليتهم على عاتق الدول الحدودية، كاليونان التي تمثل بوابة اوروبا الشرقية.
وتواجه الحكومة اليونانية غضبًا متصاعدًا من سكان
الجزر والمجالس المحلية في الجزر الجنوبية، التي تضم معسكرات اللجوء، لاسيما بعد الإعلان
عن مصادرة أراض لبناء مخيمات جديدة .
وكشفت صحيفة «إيكاثيميريني» اليونانية، أن سفراء الاتحاد الأوروبي اجتمعوا لبحث
الأزمة الطارئة، وأعربوا عن غضبهم من سماح الرئيس التركي للمهاجرين بمحاولة اقتحام حدود
اليونان.
للمزيد:وزير داخلية سكسونيا يُطالب الاتحاد الأوروبي بمساعدة اليونان في ملف اللاجئين
ونشرت وكالة
«رويترز» صورًا مروعة لإطلاق خفر السواحل اليوناني الرصاص الحي على قارب للاجئين
القادمين من تركيا، وكيف حاولت بعض قواته الاصطدام بزورق مكتظ بالمهاجرين، في
محاولةٍ لإغراق ركابه؛ لمنع دخولهم لأراضي اليونان
المزيد:
وتسعى
الحكومة اليمينة اليونانية للتخلص من اللاجئين، فبعد انطلاق مفاوضات السلام في أفغانستان، أعلن وزير الهجرات اليوناني نوتيس ميتاراشي، بأنه يسعى لإعادة طالبي
اللجوء الأفغان إلى بلادهم، وبحسب التقديرات الحكومية، فإن 75 %
من طالبي اللجوء هناك من الأفغان.





