بروابط بديلة على جوجل.. الكلمات المفتاحية تقطع الطريق على داعش قبل التجنيد (2-2)
الإثنين 09/مارس/2020 - 05:32 م
منة عبد الرازق
ناقش الجزء الأول من التقرير تطبيق منهجية تدعى «إعادة التوجيه»؛ لتقديم محتوى بديل على التطرف، عن التطرف للشباب الذين يبدون تعاطفًا مع الإرهاب، والذى كشف عن توجه الشباب الأمريكي للـبحث عن اليمين المتطرف وسيادة البيض أكثر من البحث عن التطرف الإسلامي.
وتهدف منهجية «إعادة التوجيه» المستحدثة، لنشر روابط بديلة للمتطرفين المحتمل تجنيدهم في تنظيم «داعش» الإرهابي، إذ امتلك منذ ظهوره أراضي آمنة على الأرض ومواقع تواصل اجتماعي، ورغم هزائمه المتلاحقة، فإن التحذيرات من وجوده على الفضاء الإلكتروني ما زالت قائمة.
أدرك «داعش» مبكرًا خطورة دور الإعلام وأهميته في انتشار التنظيم الإرهابي والوصول لأقصى نقطة ممكنة من التوزيع الجغرافي حتى لو كان افتراضيًّا، فدشن منصات إعلامية، كان أبرزها الفرقان ومجلة دابق ومجلة الأجناد وغيرها، كما استفاد من الدعاية المجانية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تجذب المنضمين الأجانب، وله بث متدفق من البيانات ومقاطع الفيديو والوثائقيات.
برنامج إعادة التأهيل
عملت خمس شركات كبرى متخصصة في استخدام التكنولوجيا لمواجهة التطرف، على استهداف 320 ألف مستخدم خلال شهرين من شريحة جمهور «داعش» الذين بحثوا عن رسائله، أو أعادوا نشر فيديوهات التنظيم، وأبدوا تعاطفهم مع المحتوى الذي يقدمه.
وهذه الشركات هى "مونشوت" و "كوانتم" و"جيغسو" و"جين نيكست فونديشن" و"فالينز جلوبال"، وسعت لتقديم محتوى بديل يظهر في أولى النتائج على جوجل من فيديوهات ومقالات مكتوبة تظهر للمستخدم لفضح داعش ودوافعه الحقيقية، والإجابة على من يدعون وجوب التجنيد به، عبر إجراء مقابلات وتوثيق شهادات الفارين من جحيمه.
اعتمد تنظيم «داعش» على ترويج نفسه عن طريق إيهام المستقطبين بحلم الدولة الاسلامية، التي توفر الخدمات لمواطنيها وتعتمد على الشريعة الإسلامية، وإبراز التنظيم على أنه قوة لا تقهر.
وقد استخدمت مؤسسة «كوانتم» 150 إعلانا بالنص والصوت والفيديو وألف ونصف كلمة رئيسية مفتاحية باللغة العربية مثل كيفية الانضمام إلى داعش، واستخدمت مؤسسة «مونشوت» 95 إعلان بألف كلمة مفتاحية باللغة الإنجليزية.
نشر البرنامج المحتوى البديل من خلال استخدام كلمات البحث ذاتها التي يبحث بها الشباب على جوجل، كما استخدموا كلمات دلالية تبدو محايدة لجذب الشباب بدلا من العناوين المباشرة لمهاجمة داعش، منها شهادات من المدنيين عن الفظائع التي ارتكبها داعش ضدهم في الأراضي التي سيطر عليها، والمناظرات الدينية بين شخصيات بارزة لرجال الدين لدحض منهج داعش الإرهابي، وشهادات المنشقون عن التنظيم والنفاق الذي يروجه.
واستخدم قوائم التشغيل على اليوتيوب من خلال قناتين خاصة بهم، لدحض كل ركيزة تروج بها داعش عن نفسه مثل الحكم الرشيد مثلا، وتوضيح فشل الحكم العام لداعش وسوء الرعاية الصحية والاجتماعية لعناصره.
واستهلك المتعاطفون المحتملون 263,001 مستخدم عربي و 57905 مستخدم أجنبي حوالي نصف مليون دقيقة لـ116 مقطع فيديو من المحتوى البديل لدحض أفكار داعش للتجنيد، وجاءت أعلى معدلات المشاركة مع إعلانات البرنامج من المستخدمين الذين يبحثون عن محتوى باللغتين العربية والإنجليزية متعلق بالمؤسسات الإعلامية للتنظيم مثل دابق والفرقان وأعماق وحياة ميديا.





