لنشرها تقريرًا أثار الجدل.. «سبوتنيك» الروسية رهن الاعتقال في تركيا
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسته القمعية وانتهاكاته بحق المعارضة، ويستمر في تكميم الأفواه، عبر تهديد واعتقال كل من يكتب ما يخالف
سياسته، ولم يقتصر الأمر على الأتراك وحدهم، بل طالت قبضة القمع صحفيي واحدة من أكبر وكالات
الإعلام بروسيا وهي «سبوتنيك».
جريمة في إسطنبول
أعلنت وكالة سبوتنيك الروسية الناطقة
باللغة التركية، الأحد 1 مارس 2020، اعتقال رئيس تحريرها ماهر بوزتيبي، في إسطنبول.
وبحسب بيان الوكالة، تم نقل «بوزتيبي» إلى قسم الأمن الرئيسي في إسطنبول، كما أنه في وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موظفي «سبوتنيك تركيا»- بحسب المعلومات المتوافرة- محتجزون لدى الأجهزة الأمنية منذ الأحد 1 مارس 2020
.
وقبل هذا التاريخ بعدة أيام، نشرت
وكالة سبوتنيك الناطقة باللغة التركية، تقريرًا تحت عنوان: «لماذا منحت فرنسا تركيا هذا الجزء من سوريا قبل 80 عامًا؟»،
وصفت فيه لواء إسكندرون، أو كما يسميه الأتراك ولاية هاتاي بـ«الولاية المسروقة».
واعتبر تقرير «سبوتنيك»، أن ولاية هاتاي، والتي تضم لواء الإسكندرون وأنطاكيا انتقلت إلى السيادة التركية، عن طريق استفتاء «مثير للجدل ومشكوك فيه»، عام 1939
.
وأثار التقرير موجة من الجدل حول سيادة تركيا على ولاية هاتاي
الحدودية مع سوريا، في ظل الحديث عن أطماع أنقرة لضم إدلب إلى أراضيها.
وأشار تقرير سبوتنيك، إلى أنه في عام 1923، وقع مصطفى كمال
أتاتورك، الزعيم التركي، على اتفاقية «لوزان»، التي تحدد حدود أنقرة، غير أن منطقة
هتاي انتقلت فجأة إلى سيادتها، بعد أن نظمت فرنسا، التي كانت تسيطر عليها آنذاك،
ما أسمته سبوتنيك «استفتاء مثيرا للشكوك» عام 1939.
وعندما حصلت سوريا على استقلالها، عام 1945، رفضت الاعتراف بأن
هاتاي جزء من الأراضي التركية، إلا أنه لم يتم الحديث عن هذا الأمر كثيرًا.
ووفقًا للوكالة الروسية، فإن «هاتاي» كانت تضم في السابق قبائل
تركية وعربية وتركمانية وعلوية وأرمنية ويونانية، قبل أن تحدث أنقرة فيها تغييرًا
ديموجرافيًّا من خلال توطين مواطنيها بها.
وأشارت «سبوتنيك» إلى أن العلاقات السورية التركية كانت متوترة؛ بسبب أزمة منطقة هاتاي لعشرات السنوات.
وتشير بعض التقارير الإعلامية، إلى أن فرنسا أعطت ولاية هاتاي
لتركيا، عام 1938؛ لتشجيعها على عدم الاصطفاف مع ألمانيا في الحرب العالمية
الثانية.
تقرير «سبوتنيك» أثار حفيظة الأتراك عبر مواقع التواصل
الاجتماعي؛ ما دفعهم إلى الحديث عن المنطقة الأوكرانية «القرم»، والتي ضمتها موسكو
إليها بموجب استفتاء أحادي عام 2014، ولم تحصل على اعتراف دولي إلى الوقت الحالي.
لواء إسكندرون
يحتل لواء إسكندرون التابع لمنطقة هاتاي، أهمية إستراتيجية
وتاريخية خاصة، وعلى مر العصور كان دائمًا محل نزاع بين سوريا وما أسمتهم
بـ«المستعمرين»، وكانت تتبع في الحقبة العثمانية ولاية حلب.
وفي أغسطس 2018، أعلن وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، نية
الحكومة استرداد أراضي «لواء إسكندرون» الخاضع لسيطرة تركيا، مؤكدًا أنه «أرض
سورية، وستعود لنا».
يتنازع على اللواء، دمشق وأنقرة، وتعدها سوريا جزءًا منها وتصفها
بـ«اللواء السوري الـ15»، أما تركيا فتخضعها لسيادتها وإدارتها المباشرة منذ عام
1939، عندما ضمتها إلى أراضيها وأطلقت عليها اسم «ولاية هتاي»، واعتبرته محافظة،
ويتكون من ست مدن رئيسية هي: أنطاكيا «العاصمة المحافظة»، وإسكندرون، وأوردو،
والريحانية، والسويدية، وأرسوز.
اعتقال الصحفيين
للمزيد.. صفعة
جديدة على وجه «أردوغان».. تركيا تدفع ثمن أخطائها في سوريا
بحسب قائمة مجلة ذي إيكونوميست البريطانية، التي أعدت قائمة
بالدول العشر الأولى الأعلى في عدد الصحفيين المعتقلين داخل السجون، اعتبارًا من
الأول من ديسمبر عام 2019، فإن تركيا تحتل المرتبة الثانية.
وكشف التقرير أن شهر نوفمبر 2019، شهد حبس أربعة صحفيين في
تركيا واعتقال 11 آخرين والاعتداء على صحفيين، كما بلغ إجمالي أحكام السجن الصادرة
ضدهم 80 عامًا.
كما أنه في فبراير2020 أيضًا، قام النظام التركي بخطوة عكست
مدى إصراره على سياسة القمع تجاه الصحفيين، عندما أعلنت شرطة مدينة إسطنبول أن
الصحفي أحمد ألتان عاد رهن الاحتجاز، بعد نحو أسبوع من الإفراج عنه من السجن
لاتهامه فيما يتعلق بمحاولة انقلاب، وهو الذي يبلغ من العمر 69 عامًا.
للمزيد.. لحشد
التأييد الشعبي للعدوان على سوريا.. صحافة «أردوغان» تُزيِّف الحقائق





