ad a b
ad ad ad

تجديد الخطاب الديني وحقوق المرأة.. هكذا كانت رؤية «محمد عمارة» لهما

الإثنين 02/مارس/2020 - 03:39 م
المرجع
أنديانا خالد
طباعة
أثار المفكر الاسلامي المصري محمد عمارة، الذي وافته المنية، الجمعة 28 فبراير عن عمر ناهز 89 عامًا، العديد من الأطروحات الفكرية التي أيد خلالها قضية أثارت جدلًا كبيرًا داخل المجتمع العربي والاسلامي، وهي تجديد الخطاب الديني وتنقيح التراث الإسلامي، إضافة إلى رؤيته لقضايا المرأة وحريتها في العمل والمشاركة السياسية، فضلًا عن موقفه من نشر التشيع الإيرانى في المنطقة.


تجديد الخطاب الديني
يري "عمارة" أن التراث الإسلامي هو ميراث الأمة، الذي أضافت عليه وطورته في مختلف ميادين العلم والمعرفة والفكر والآداب والفنون، منذ ظهور الدين الإسلامي وحتى الوقت الحالي، وبالتالي فإن إبداع الأمة الإسلامية، الذي كون تراثها، «غير مقدس» و«غير معصوم»، وتجوز مراجعته، بل تجب هذه المراجعة في كثير من الأحيان.


ويشير إلى إن من يراجعون فهارس المخطوطات العربية الإسلامية التي تعد بالملايين، وعناوين الكتب التي طبعت من هذه المخطوطات، يجدون آلافًا من عناوين الكتب عبارة عن تهذيب لكتب السابقين، بل إن كتب السنة النبوية، قامت من الأساس على فن التهذيب والغربلة والاختيار من بين المرويات التي نسبت إلى رسول الاسلام محمد (صلى الله عليه وسلم).


للمزيد .. «كورونا المستجد» يحاصر الموارد النفطية للتنظيمات الإرهابية


وتبنى «عمارة» مطلب الحاجة إلى تهذيب التراث الإسلامي، واستخلاص العقائد التي جاء بها الوحي الإلهي المعصوم، وتقديم هذا التراث في صورته الجديدة، إلى جمهور الأمة، مع بقاء المخطوطات وطبعاتها القديمة وقفًا فقط على أهل الاختصاص من الباحثين والعلماء.



تجديد الخطاب الديني

إنصاف المرأة


رد «عمارة» الاعتبار للمفكر المصري التنويري قاسم أمين، الذي طالب بحرية المرأة وحقها في التعلم والعيش بكرامة واستقلالية، مؤكدًا ريادة «أمين» في الدعوة إلى تحرير المرأة وبأنه صاحب أول صيحة لهذا التحرر، في كتابيه «تحرير المرأة» و«المرأة الجديدة»، واصفًا إياه بأنه كان مفكرًا يحارب الأفكار البالية في المجتمع.


كما رأى أن مكانة المرأة في الإسلام ومشاركتها في الحياة السياسية أمر محسوم منذ 14 قرنًا مضت (بداية التاريخ الهجري)، مشددًا على أن المرأة مثلها مِثْلُ الرجل في الولاية السياسية، كما أن تحريرها واجب، مستنكرًا نظرة الإسلاميين المتشددين إلى تلك القضية بشكل سلبي، ومؤكدًا أن اهتمام الحركة الإسلامية بالرجال مازال أكثر من النساء.


وأشار «عمارة» إلى أن الدين الاسلامي لم يحرم عمل المرأة، واختلاطها بالرجال وإنما حرم الخلوة (وجود الرجل والمراة بمفردهما في مكان مغلق دون زواج)، مشيرًا إلى أن المرأة حينما تمارس حق العمل العام لابد وأن تكون منضبطة بشروط الإسلام، وأن يكون هو حاكمها، مستشهدًا بالحروب الإسلامية التي كانت النساء تحتشد فيها.

 

«القرني» مهاجمًا «أردوغان»: «بائع كلام» يرقص على جراح السوريين والليبيين

 


تجديد الخطاب الديني

حوار الأديان


جنح محمد عمارة للعزوف عن المشاركة في حوار الأديان (مصطلح يشير إلى التفاعل التعاوني البناء والإيجابي بين الأفراد من مختلف المعتقدات والتقاليد الدينية)، ووصفه بأنه «حوار الطرشان»، مبررًا موقفه ذلك بأن موقف الآخرين من الإسلام والمسلمين هو موقف الإنكار، وعدم الاعتراف أو القبول، فلا الإسلام في عرفهم دين سماوي، ولا رسوله صادق في رسالته، ولا كتابه وحي من السماء.

 

الخطر الصفوي


أيضًا هاجم المفكر المصري محمد عمارة المشروع الفارسي الصفوي المتمثل في إيران وعملائها بالمنطقة، قائلًا إنه يستبيح المنطقة خاصة المشرق العربي، لأن المشروع الفارسي والتشيع الصفوي استقطب التشيع العربي.

 

«الإيرانيون يريدون شغل المنطقة العربية والإسلامية بصراعات داخلية»، هكذا أكد «عمارة»، مشددًا على أن المخطط بعد ضرب المشروع العربي، أصبح الاعتماد على الأقليات مثل الشيعة، والعلويين، والمسيحيين، والأمازيغ، في خدمة المشروع الفارسي.

 

والمفكر الإسلامي المصري محمد عمارة من مواليد محافظة كفرالشيخ عام 1931، وشغل عدة مناصب؛ منها عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ورئيس تحرير مجلة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كما كان عضوًا باللجنة التأسيسية لدستور 2012.


وبلغت مؤلفاته وأبحاثه أكثر من مائتين، ناقش فيها قضايا الأمة الاسلامية كافة، والتي تلقي وما زالت الكثير من الجدل والخلاف.

"