بسبب مرتزقة أردوغان.. تصاعد أزمة وزير داخلية الوفاق مع ميليشيات طرابلس
السبت 29/فبراير/2020 - 04:20 م
سارة رشاد
تصاعدت أزمة وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشا آغا، مع ميليشيا في العاصمة الليبية طرابلس، على خلفية اتهامه للميليشيا بالفساد.
وأصدرت الميليشيات المتخاصمة مع باشا آغا بيانًا، الخميس 27 فبراير 2020، هاجمت فيه ضمنيًّا وزير الداخلية قائلة إنه ينتمي لفترة حكم عشوائية يجب إنهاؤها.
وجاء البيان الذي شارك في إصداره كل من كتائب ثوار طرابلس، وغنيوة، والنواصي، وباب تاجوراء، وغيرهم مع عمداء حي الأندلس، وسوق الجمعة، وأبو سليم، ردًّا على تصريحات باشا آغا التي أطلقها مطلع الأسبوع الحالي، وهاجم فيها «ميليشيا النواصي»، أكبر وأقوى ميليشيات العاصمة، بالفساد المالي، واستغلال النفوذ للاعتداء على مؤسسات الدولة.
ولم يكتف بذلك، إذ توعد الميليشيا بالتعقب القانوني، قائلًا: إنهم يعرقلون عمل وزارة الداخلية، وعلى خلفية ذلك شهد الأسبوع الجاري مشادة كلامية بين باشا آغا والميليشيات التي رفضت تصريحات الوزير، متهمة إياه بأنه يحاول تصفيتهم لصالح ميليشيات أخرى.
وكشفت هذه الأزمة عن انقسام جبهة الميليشيات العاملة في طرابلس إلى جبهتين، أحدهما إخوان محسوبة على مدينة مصراتة، ومعها المسلحون السوريون المنقولون بمعرفة تركيا، وأخرى موجودة في طرابلس، ولا تحسب على جماعة الإخوان بشكل مباشر.
وعلى خلفية ذلك تعزز التقسيم الجهوي المناطقي للفصائل الإرهابية بطرابلس، إذ أخذت كل ميليشيا في مهاجمة الميليشيات الأخرى المخالفة لها في منطقة الانحدار.
وظهر ذلك بوضوح في التهديدات التي أصدرها بعض القيادات المحسوبة على الميليشيات، إذ اتهم القيادي في «ميليشيا النواصي» علي الرملي الوزير بالتحريض على الميليشيا، ومحاولة إزاحتها بعدما بات يعتمد على المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب.
وتوعد الرملي بالقضاء على المرتزقة الذين وصفهم بـ«الدواعش»، قائلاً: يا باشا لا تعتقد أن المرتزقة السوريين الذين أتى بهم الأتراك سوف يحمونك، بمجرد أن نصدر نحن النواصي إعلانًا واحدًا، سوف ترى هؤلاء المرتزقة جثثًا مرمية في شوارع طرابلس.
وحذر المفتي الليبي السابق المقيم في تركيا والمحسوب على جماعة الإخوان، الصادق الغرياني، من هذا التقسيم، إذ قال: «النعرات بين المناطق تفسد ذات البين، وهو ما يريده العدو» يقصد الجيش الوطني الليبي.
وحاول الغرياني التهدئة، إذ قال في تصريحات إعلامية إن تصرفات باشا آغا قد تكون غير مقصودة، متابعًا: «المشكلة التي حدثت بين وزير الداخلية وبعض الكتائب ينبغي أن تأخذ مجراها القانوني الصحيح، ولا تتحول إلى جهوية أو مناطقية، فتسبب انقسام الجبهة الداخلية».
وأوصى بالابتعاد عن المناطقية، قائلًا: «فالكلام باسم الجبهة والمنطقة بغيض».
وكانت فصائل طرابلس، تتهم باشا آغا بمحاولة إزاحتها لتفريغ الساحة أمام الميليشيات التابعة له، فالمتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، قد اتفق مع ذلك، مضيفًا أن في مؤتمر صحفي، عُقد قبل يومين، أن وزير داخلية الوفاق حاول من خلال مهاجمته للميليشيات تأهيل نفسه للقدوم مكان رئيس حكومة الوفاق، فائز السرّاج، عبر تمكينه للميليشيات الخاضعة له «الميليشيا الإخوانية المصراتية».
ويرى السياسي الليبي محمد الزبيدي، أن مثل هذه الأزمات هي ما سيُفقد جبهة الميليشيات تماسكها، ومن ثم يسهل مهمة الجيش الليبي في تحرير العاصمة.
ولفت إلى أن مشكلة باشا آغا مع الميليشيات فارقة، متوقعًا أن الأمور بعدها ستفرق كثيرًا عما كانت عليه في السابق.
وشدد في تصريحات لـ«المرجع» على أن هذه الميليشيات لن تقوى على تجاوز الأزمة، طالما وصلت للصراع على السلطة.
وأضاف أن سبب تمسك الميليشيات أصلًا هو الطمع في السلطة والموارد، وتفكير طرف من داخل الميليشيات في التخلص من الأطراف الأخرى للتفرد بالسلطة والامتيازات، ما يعني أننا سنشهد صراعات معلنة قد تصل إلى حد التصفية.
للمزيد.. ميليشيات الوفاق تنتقم من «العسكريين السابقيين» في طرابلس بهذه الطريقة





