يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ماكينة كذب لا تتوقف.. تحقيق أمريكي يكشف ادعاءات «الجزيرة»

الأربعاء 30/مايو/2018 - 10:37 م
المرجع
طه علي أحمد
طباعة
قضت محكمة أمريكية، في منطقة بالتيمور بولاية ميرلاند، أمس الثلاثاء 29 مايو 2018، بالسجن 35 سنة على الإرهابي مالك عليم جونز، 33 عامًا، أحد المنتمين لحركة الشباب الصومالية الإرهابية، وشهرته عبدالملك جونز، عقب اعترافه بجميع التهم المنسوبة إليه خلال المحاكمة التي استمرت عامين.

وكشفت المذكرة الجنائية (15 صفحة كاملة)، التي قدمها ممثل النيابة إلى هيئة المحكمة الأمريكية، زيف وادعاء قناة الجزيرة القطرية، لسان حال الجماعات الإرهابية، وذلك بشأن واقعة إلقاء القبض على جونز إذ أذاعت «الجزيرة» في واحدة من نشرات التضليل التي تبثها على مدار الساعة دعما للإرهابيين، سبتمبر 2017 تقريرًا حول «جونز» ادعت فيه على خلاف الحقيقة أن عبدالملك جونز سلم نفسه طواعية لقوات تابعة للاتحاد الأفريقي جنوبي الصومال؛ هربًا من قياداته الذين يلاحقونه بسبب انضمامه لداعش، وفقًا لتقرير الجزيرة المزيف.

وهو ما يتنافى -جملة وتفصيلًا- مع المذكرة الرسمية، التي قدمها ممثل النيابة أثناء المحاكمة في ديسمبر 2017؛ حيث ذكر المُدعي العام أنه ألقي القبض عليه جنوبي اليمن؛ بينما كان يحاول شراء قارب أثناء فراره لليمن، ولم تشر المذكرة من قريب أو بعيد إلى داعش، أو القاعدة ولم تذكر أن جونز سلم نفسه، كما جاء فيما بثته الجزيرة.

ووفقًا لما ورد بمذكرة المدعي العام، فقد ظهر جونز في مقطعين مصورين، كان في أحدهما مشاركًا عناصر حركة الشباب الإرهابية أحد احتفالاتها، بينما ظهر في المقطع الآخر، منهمكًا في الإعداد لإحدى هجمات الحركة ضد أهداف مدنية وعسكرية كينية عام 2016.

وتم القبض على «جونز» سبتمبر 2015، ونقل إلى الولايات المتحدة بعد ذلك بشهر؛ حيث بدأت محاكمته في يناير 2016 بتهم انتمائه لجماعات إرهابية وممارسة العنف، وأدين في سبتمبر 2017 بدعم حركة الشباب الإرهابية في الصومال.

وقد عرضت صفحات المذكرة الجنائية جانبًا من حياة «جونز» ونشاطه الإرهابي؛ حيث وُلِدَ مالك عليم جونز في مجتمع مسلم من أصول أمريكية في أبتون بمقاطعة بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، وفي طفولته التحق بمدرسة دينية، وما إن بلغ مرحلة المراهقة حتى اعتاد الذهاب إلى مسجد المنطقة، ويزعم سكان أبتون أن جونز ظهرت عليه علامات التطرف قبل انضمامه إلى الجماعة الإرهابية الصومالية.

تزوج جونز من فتاة مغربية في 2005، لكنه تركها في 2011 مع طفليها ليلتحق بتنظيم الشباب الصومالي.

ووفقًا لمذكرة ممثل النيابة، انتقل جونز بداية من نيويورك إلى الإمارات العربية المتحدة، ومنها إلى كينيا، ثم معسكرات التدريب في الصومال.

اشترك بالوحدة المعروفة بـ«جيش الإيمان» التابعة لحركة الشباب الصومالي؛ حيث شارك في سلسلة من الهجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية في كينيا والصومال.

من بين العمليات التي شارك فيها الهجوم على فندم مبيكاتوني بكينيا، الذي أسفر عن مقتل 40 شخصًا في 6 يونيو 2014، التي أعلنت مجموعة جيش الإيمان مسؤوليتها.

وفي يوليو من العام نفسه شارك في هجوم على مركز تجاري وكنيسة في قرية «هندي» الساحلية؛ أسفر عن مقتل 9 مدنيين، إضافة إلى عدة هجمات استهدفت مباني حكومية في كينيا، وفي 14 يونيو 2015 شارك في الهجوم على قاعدة للجيش الكيني في مقاطعة لامو الكينية؛ ما أسفر عن مقتل جنديين.

في ديسمبر 2015 ألقت قوات الأمن الصومالية القبض على جونز أثناء محاولته الفرار إلى اليمن؛ ليتم ترحيله إلى الولايات المتحدة. 

لم تكن حالة جونز هي الوحيدة لتضليلات قناة الجزيرة القطرية، تلك الماكينة الإعلامية التي لا تتوقف عن إنتاج الكذب ودعم الإرهابيين، فقد عرض موقع «إنسايدر قطر» في وقت سابق مقطع فيديو يؤكد دعم «الجزيرة» للإرهابيين عبر الكثير من السبل، منها استطلاعات الرأي -المكذوبة والمشبوهة- التي تظهر على الموقع الإلكتروني للقناة أو عبر البرامج التي تعرضها؛ ففى أحد الاستطلاعات التي أجرتها ماكينة الكذب القطرية عرضت سؤالًا: هل تؤيد هجمات «القاعدة» في الجزائر في أعقاب الهجمات التي خلفت 23 قتيلًا؛ حيث ادعت القناة أن 55% (16 ألفًا من بين 30 ألفًا) من المستطلعين أيدوا الهجمات! وهو ما أنكرته وسائل الإعلام الجزائرية وقتها، ونفته بشدة.
"