يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

كالعادة.. إخوان الأردن يقفزون على إضراب العمال لتصدر المشهد

الأربعاء 30/مايو/2018 - 11:22 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة
بينما كانت مطالب النقابات المهنية محصورةً في سحب مشروع قانون الضريبة على الدخل، تبنى إخوان الأردن لهجةً تصعيديةً ضد الحكومة، تتلخص في المطالبة بإسقاط حكومة الدكتور هاني الملقي، وأرجعت مشروع القانون إلى قرض صندوق النقد الدولي، الذي وصفته بـ«قوة الانتداب».

كالعادة.. إخوان الأردن
كعادتها، استبقت الجماعة اليوم المقرر للإضراب، وأعلنت جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية للإخوان)، مشاركة عناصرها النقابات المهنية في فعاليات الإضراب المقرر اليوم 30 مايو 2018؛ الأمر الذي وصفه أردنيون بأن الإخوان دائمًا يسطون على ما في أيدي غيرهم، ويقفزون على أي حراك جماهيري، محاولين تصدر المشهد؛ إذ يعلم قيادات «العمل الإسلامي» نجاح وقدرة النقابات في الحشد، فأرادوا أن يقاسموهم النتائج.

وتشارك عناصر الإخوان في الإضراب بصورة مختلفة؛ إذ يسعى أفراد الجماعة المنتمون إلى النقابات المهنية والعمالية، إلى تحريض غيرهم على التصعيد ضد الحكومة، وتبني وجهة النظر الإخوانية في طرح مطالبهم، في حلقة تبدأ من «الأخ» عضو الجماعة المنتمي إلى نقابةٍ ما، بأن يؤدي الدور الموكل إليه له من قِبَل القيادات التي فشلت في السيطرة على النقابات، واضطرت لتجنيد عناصرها؛ للتأثير على الرأي العام.
كالعادة.. إخوان الأردن
وعن حجم وجود الإخوان في المشهد السياسي الأردني، كشف هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، لـ«المرجع» أن الانقسام الذي لحق بالجماعة على خلفية اختلافهم حول البقاء تحت مظلة التنظيم الدولي والجماعة الأم، أو الانفصال عنها، وتصبح الجماعة «محلية» لا تتبع الإخوان تنظيميًّا، أدى إلى رغبة قيادات جبهة العمل الإسلامي في كسب مؤيدين جدد.

وأضاف النجار، أن الدعوة لإسقاط الحكومة وعدم الاكتفاء -مثل النقابات- بالتراجع عن القانون، يرجع إلى رؤية الإخوان المستقبلية، التي تنبؤوا بها من الغضب الشعبي، الذي يمكن أن يؤدي إلى تغيير كلي أو جزئي في الحكومة؛ وهذا ما يدفعهم لرفع سقف طموحهم بهذا الشكل.
كالعادة.. إخوان الأردن
ولفت إلى أن الإخوان يلعبون على وتر الاستفادة من المتغيرات واستشراف المستقبل؛ حينما يجدون المؤشرات والمناخ السائد يمكن أن يؤدي إلى نتائج ما، يستبقونها ويزايدون على الشعب، ومن ثم يقولون: نحن أول من نادى بإسقاط الحكومة.

وكان الدكتور علي العبوس، نقيب الأطباء الأردنيين، أول من دعا الشعب إلى الإضراب، ويُعرف عنه قُربه من الإخوان؛ إذ تحالف معهم في الانتخابات النقابية التي شهدتها الأردن عام 2013، وحصد هذا التحالف جميع مقاعد الهيئة الإدارية لنقابة الأطباء.
"