استغلال الدين والتزوير والعنف.. مسيرة «أبو إسماعيل» للوصول إلى السلطة
السبت 26/مايو/2018 - 07:27 م
حازم صلاح أبو إسماعيل
طه علي أحمد
ارتبط اسم حازم صلاح أبو إسماعيل بحالة الهياج التي أضحت عليها قوى الإسلام الحركي في مصر، صبيحة الخامس والعشرين من يناير 2011؛ فكانت ظاهرة «أبو إسماعيل» إحدى الملامح التي ميزت المشهد المصري بعدما انتشرت صورَه، التي عُلقت على الكثير من جدران الشوارع المصرية.
لعب «أبو إسماعيل» دورًا في المشهد السياسي، حيث اتسم أداءه بالطابع الثوري واستخدام الشعارات الدينية الرنانة، التي خاطب من خلالها المشاعر الدينية للآلاف من الشباب، وذلك لخدمة أفكاره المتشددة.
ولد «حازم أبو إسماعيل» سنة 1961م، بحي الدقي، محافظة الجيزة، وهو نجل صلاح أبو إسماعيل، أحد أعضاء جماعة الإخوان والنائب البرلماني لأربع دورات متتالية.
انخرط «أبو إسماعيل» في النشاط السياسي أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية، كما عرف عنه ميله للخطابة في المؤتمرات الانتخابية لاحقا، أثناء المرحلة الجامعية وما بعدها.
رغم نفيه المتكرر للانتماء لجماعة الإخوان، إلا أنه لم يخفي علاقته بالجماعة؛ فقد ترشح على قوائمها في انتخابات مجلس الشعب عام 2005، وفي نقابة المحامين، كما ترافع عن عناصرها في قضاياهم وحضر مؤتمراتهم، كما ذكر في تصريحات صحفية، بتاريخ 18 فبراير 2012، أن علاقته بالجماعة جيدة لم تتعرض إلى الاهتزاز في أي وقت.
اتسمت تصرفات «أبو إسماعيل» بالاستعراض المسرحي منذ إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية في شهر مايو 2012، فقد حرص بشكل واضح على إحاطة مواقفه وتصريحاته بهالة خلال الكثير من المواقف السياسية المختلفة، فحينما اتجه إلى تقديم أوراق ترشحه للرئاسة إلى اللجنة العليا للانتخابات أحيط «أبو إسماعيل» بعدد كبير من الشباب من أعضاء حملته الانتخابية، الذين تجمهروا حوله واصطفوا بطول شارع صلاح سالم وأمام مقر اللجنة العليا للانتخابات بمنطقة مصر الجديدة رافعين لافتات تحمل اسمه.
أثار إعلان ترشح «أبو اسماعيل»، جدلا واسعا في الأوساط السياسية، فرغم مزاعم تمثيله لمنظومة القيم الإسلامية الداعية للاستقلال والسلام، إلا أن تصرفاته أحيطت على الدوام بحالة من الإثارة. فبعد أن فتح باب الترشح في مارس 2012، استبعدت أرواق ترشحه حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، في 14 أبريل 2012، حصولها على مستندات من الخارجية الأمريكية تؤكد حصول والدته على الجنسية الأمريكية منذ عام 2006 مما يعني الحيلولة دون ترشحه على مقعد الرئاسة، وهو ما قابله «أبو اسماعيل» باعتراض حاد وصل إلى دعوة أنصاره للتظاهر احتجاجا على قرارات اللجنة، وتوجيههم للدخول في اعتصام مفتوح والمطالبة من خلاله بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري، التي كانت تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وهو ما أعقبه أعمال شغب أسفرت عن مقتل حوالي 20 شخصًا وإصابة 160 آخرين، بحسب التقارير الرسمية لوزارة الصحة.
على هامش تحركات «أبو إسماعيل» تشكلت حركة «حازمون»، التي جمعت أنصاره، والتي مثلت لاحقا إحدى القنوات التي تفرخ الإرهاب؛ فمن رحم هذه الحركة خرج الإرهابي أبو بكر المصري (عضو الحركة)، واسمه الحقيقي عبد المنعم عز الدين بدوي، حيث سافر إلى سوريا في 2013 بصحبة مجموعة من الشباب ليتدرب على استخدام الأسلحة، في معسكر ما يسمى بتنظيم «أنصار الشريعة»، ليتحول لاحقا إلى أحد أمراء تنظيم «داعش» الإرهابي، وتم تصفيته على يد القوات العراقية في 19 يونيو 2017.
ومع تعرض مقر حزب الوفد بالدقي للاعتداء من قبل مجهولين، واجه «أبو اسماعيل» وأنصاره اتهامات بتنفيذ الاعتداء، الأمر الذي نفاه الأخير، لكن تحريات المباحث أكدت ضلوع بعض أنصاره (أعضاء حازمون»، وتم تحديد هوية المتهمين بناء على الصور والفيديوهات، لكن «أبو إسماعيل» نفى علاقته وأنصاره بما حدث في مقر «الوفد» عبر صفحته على موقع فيسبوك.
لم يتوقف إرهاب أنصار «أبو إسماعيل» على التعرض للأحزاب السياسية، بل امتد إلى محاصرة مؤسسات الدولة، حيث قام أنصاره بمحاصرة المحكمة الدستورية ومنعوا المستشارين من الوصول إلى مقر المحكمة، ليتم إرجاء النظر في الدعاوى التي تطالب ببطلان مجلس الشورى، والجمعية التأسيسية للدستور، كما هددت «حركة حازمون» نادي القضاة بالتظاهر أمامه، لإعلان رفضهم لمطالب القضاة وأعضاء النيابة العامة.
في 5 يونيو 2013، ألقت أجهزة الأمن القبض على «أبو إسماعيل» واقتادته، وسط إجراءات أمنية مشددة، إلى سجن مزرعة طرة، حيث وجهت له العديد من الاتهامات التي وصلت عدد أحكام السجن فيها إلى 13 عامًا، حيث حصل على 7 سنوات سجن في قضية تزوير الإقرار الرسمي المقدم للجنة الانتخابات الرئاسية، و5 سنوات في قضية حصار محكمة مدينة نصر، وسنة واحدة في تهمة إهانة القضاء أثناء محاكمته بتهمة التزوير في قضية جنسية والدته الأميركية، فيما برأته محكمة جنايات الجيزة من تهمة إهانة الداخلية، في 6 مايو 2015، حيث قضت المحكمة بقبول معارضة «أبو إسماعيل» على الحكم.





