باحث لـ«المرجع»: تركيا وظفت حسابات إلكترونية للتغطية على جرائمها بالشمال السوري
السبت 09/نوفمبر/2019 - 05:31 م
شيماء يحيى
قال الدكتور إسماعيل تركي، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، والباحث في العلاقات الدولية: إن تركيا غطت على جرائمها العسكرية في الشمال السوري، باستخدام أذرع الكترونية، حشدت قوتها لاسيما في موقعي «تويتر» و«أنستجرام» لتجميل هذا الغزو.
وقال الباحث فى تصريحات خاصة لـ«المرجع» إن مؤيدي الهجوم في الداخل التركي، نشروا عبر مواقع التواصل صورًا زائفة لجنود أتراك يعانقون مدنيين، ويُطعمون أطفالًا، وتشارك الآلاف من المؤيدين تلك الصور التي لم يكن لها أي علاقة بالهجوم الدامي الذي قادته القوات التركية.
وأضاف «تركي» أن مسؤولي «تويتر» أكدوا وجود أكثر من 200 ألف حساب تديره دوائر غامضة داخل الدولة التركية، لإعادة نشر تلك الصور والتغريدات بشكل منهجي، موضحًا أن هناك تحقيقًا أجرته وكالة الأنباء «أسوشيتد برس» الأمريكية، أكدت فيه أن أغلب المنشورات المضللة، روجت لها أنقرة بشكل منسق من خلال حسابات «تويتر»، التي تضخم المحتوى من خلال إعادة التغريد المستمر، وهناك أيضًا مجموعة أخرى من الشركات التنفيذية المتخصصة في التكنولوجيا، قالت إن هناك سلوكًا غير موثوق وراء تلك التغريدات، وأن هذا يعني أن هناك حملات سيبرانية تتم في الداخل التركي؛ لمحاولة الترويج للعملية العسكرية في شمال سوريا.
وركزت معظم التغريدات والصور المرفقة للحملات الآلية، التي شنها النظام التركي، على مجموعة صور تثير العاطفة لجنود أتراك يساعدون الأطفال والنساء والمسنين، وظل محتوى الصور التي تحوى عنفًا ضد المدنيين السوريين، مخبأة تمامًا عن الأنظار، رغم أن هناك صفحات كردية عديدة، نشرت مقاطع فيديو وصور ثبت الاعتداءات الممنهجة للجنود الأتراك، ومدى العنف الذي استخدموه ضد المدنيين، بحسب الباحث.
وأضاف «تركي» أن التحقيق الذي أجرته «أسوشيتد برس» أثبت أن معظم الصور التي تم إعادة نشرها على «تويتر» و«انستجرام»، جاءت من خلال حسابات تتعلق بالنظام التركي، ويؤكد ذلك محاولاته المستميتة لتهيئة الرأي العام لتقبل العملية العسكرية، في محاولة يائسة للهروب من تردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة، واكتساب نصر عسكري خارجي، ومجد شخصي زائف.
وختم الباحث في العلاقات الدولية بأن آلاف الحسابات التي تم مشاركة الصور والتغريدات عليها، حسابات جديدة تم إنشاؤها على موقع «تويتر» منذ سبتمبر الماضي، أي قبل بدء العمليات العسكرية في الشمال السوري مباشرة.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، قد اتهمت القوات التركية فى بيان لها الخميس 17 أكتوبر 2019، باستخدام أسلحة محرمة دوليًّا في هجومها على مدينة «رأس العين»، ودعت الإدارة الكردية الذاتية العالم أجمع إلى فتح تحقيق رسمي ودولي حيال هذه الانتهاكات، إزاء ارتكاب تركيا جرائم حرب، وعمليات إعدام ميدانية، فضلًا عن منع المسعفين من إسعاف المصابين.
كما صرح جوان مصطفى، الرئيس المشترك لهيئة الصحة بشمال وشرق سوريا، بأن الهجوم التركي أسفر عن مقتل 235 مدنيًّا بينهم 22 طفلًا، وإضافة 677 آخرين، بالإضافة إلى استهداف مناطق طبية في مدينة سرية كانية رغم وجود العشرات من القتلى بها.





